بقلم: السيد هادي المدرسي
من هي الزوجة المفضلة عند الرجال؟
سؤال تهمس به النساء سرَّاً وتجيب عليه الرجال علناً، فالرجل يطلب ما هو المعروض أمامه على مسرح الحياة.
وعندما نسأل يفترض أن يكون الرجل سويّاً، سليم الفطرة، مستقيم الأخلاق ليختار زوجة بمعايير مثالية.
يُشاع أن الرجل يبحث عن زوجة صغيرة وقليلة الخبرة والذكاء لتكون قابلة للتشكيل والتوافق بليونة، لأن القوية الناجحة والصارخة الجمال مصدر قلق وإزعاج تجعل حياته جحيم لا يُطاق.
في الواقع هي رؤى ناقصة ونظريات قابلة للتشكيك لأنها في معظم الأحوال نتاج تجارب شخصية لا يمكن تعميمها كقاعدة.
فالمنطقي هو أن خيار الإنسان يعكس طبيعته ومكونات شخصيته ويفسر موروثه الثقافي الذي شكل رؤيته، ناهيك عن التجارب الطفولية المصقولة في تنشئته الأولى تبعاً لتربية الأمّ. فلا يمكن لرجل قوي الشخصية واثق النفس، عالي الهمة مثقفاً يختار امرأة بسيطة، ساذجة، تعيق حركة التفاعل النفسي والفكري بينهما وتسد بغبائها منافذ ارتقائه لأنها ستتخبط بعشوائية وجهل ولهذا يكون قراره هذه النوعية من الرجال محكوماً بمقاييس أوسع من إطار الذاتية والحميمية لأنه سينطلق إلى عالم أرحب ويحتاج إلى زوجة ذكية واعية تستوعب الحياة وتفهمها بعقلية متفتحة.
وقطعاً من ينجذب في خياره إلى دمية بسيطة ملهاة يحركها بكبسة زر إنما هو مخلوق ضعيف، متردد مازال متشككاً في قدراته تحكمه عقلية طفولية ولم تنضج بعد يخشى التورط في زوجة تفضح ضعفه وامرأة ناجحة تستثير فيه عوامل النقص وانعدام الثقة، ولهذا أغلب الرجال القسات الغلاظ هم في الحقيقة ضعاف النفوس من الداخل يتظاهرون بقوة مفتعلة تموه عقد النقص الضاربة جذورها في الأعماق، وعلى العكس الزوج الهادىء، المتفهم، المتصالح مع ذاته يدعم زوجته ويفرح بنجاحها ويفتخر بحكمتها لأنه يدرك أن المرأة المميزة عنصر قوة يضاف إلى الأسرة، فالمرأة الناجحة هي أمَّاً ناجحة تنجب ذرية معجونة بالنجاح وستعزز فيهم خصائص القوة والتميز وستغرس في نفوسهم بذار مثمرة يحصدون أُكلها في المستقبل.
إن فهم قيم القوة والنجاح وكل المزايا الأخرى يحتاج إلى غربلة جديدة لاستعادة هذه المفاهيم وتفسيرها بشكل أوضح كأن يُهم الرجل القوي هو المتفرعن الجلاد الذي يقف متربصاً لزوجته يحاسبها على كل صغيرة وكبيرة تحت تبرير القوامة، لِمَ لا نفهم أن القوامة هي موقف شهامة ورجولة وعطاء وصلابة تستشعرها المرأة في زوجها عبر محطات الحياة فتذعن له بالطاعة والاحترام عن طيب خاطر وقناعة نفسية، أما الجلاد، الرقيب العتيد فإن زوجته تتظاهر بالاحترام له علناً بيد أنها تبغضه سرّاً وتتمنى في قرارة نفسها لو تنفصل عنه.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- المخدرات أكبر المخاطر التي تفتك بالعراق
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها