- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
معاداة الشيعة .. معاداة للانسانية
بقلم: حسين الهاشمي
لاشك ان معاداة او استهداف اي طائفة او مجموعة بسبب معتقدها الديني او الفكري او العقائدي والايماني او بسبب لونها او جنسها او قوميتها هو فعل مرفوض رفضا باتا وقاطعا ومستهجنا ويجب الوقوف امامه و الحد منه كونه فعلا عنصريا وطائفيا ولا اخلاقيا وقانونيا واولا واخيرا لا انسانيا ومن هنا اقول ان معاداة الطائفة الاسلامية الشيعية التي نراها اليوم في بعض البلدان و التي تمارسها بعض الحكومات ومؤسساتها الدينية او المخابراتية والامنية بسبب عقيدتها الدينية (الرافضة للظلم والاضطهاد والارهاب و التكفير والغاء الاخر) هي معاداة للانسانية و خصوصا وبالاخص عندما يكون المعادون و المستهدفون لها طائفيون قتلة مجرمون ارهابون تكفيريون او سياسيون حمقى ترعبهم المواقف السياسية لهذه الطائفة المقاومة لكل ظلم.
الشيعة طائفة دينية تنتمي للدين الاسلامي وتنتشر في انحاء العالم وفيما هي تمثل الغالبية العظمى في دول مثل ايران و البحرين و هي اغلبية في دول اخرى كالعراق ولبنان واقلية في بلدان العالم الاخرى وهي بالتالي حالها حال الطوائف الدينية في العالم لها معتقداتها وممارساتها واماكن عبادتها ولكن الشيء الوحيد التي تختلف فيه عن غيرها هي انها مستهدفة بوجودها وعقيدتها وتمارس ضدها ابشع واقسى الممارسات من الابادة الجماعية الى مصادرة حقوقها الانسانية (منعها من التوظيف) وصولا الى منعها من ممارسة عباداتها واغلاق مراكزها الدينية ومحاولة حصارها عالميا رغم انها من اكثر الطوائف المسالمة في العالم و البعيدة كل البعد عن التطرف والارهاب والغاء الاخر، لذلك يثير استهدافها عبر التاريخ والى يومنا هذا استغرابا عن سبب هذه السياسة الاقصائية التي تمارسها ضدها بعض الحكومات التي تدعي الانتماء الى الاسلام من غير مذهبها او الديكتاتورية منها بل وحتى بعض من تدعي الديمقراطية فاين يكمن السر في هذا العداء؟
كما في الديانة المسيحية من ان هناك طائفتي الكاثليك والبروتستانت فان في الاسلام طائفتين رئيسيتين هما السنة وهم الاكثرية والشيعة الذين هم اقلية "ويسمون بالشيعة الاثنى عشرية نسبة الى ائمتهم وقادتهم الاحد عشر و الذين هم من احفاد رسول المسلمين محمد بن عبد الله (ص)" وقد بدء استهدافهم من قبل الحكام منذ نشأتهم قبل 1300 عام تقريبا ومنذ اغتيال امامهم الاول علي بن ابي طالب(ع)، -ابن عم نبي المسلمين وزوج ابنته- بحيث ان كل ائمتهم الاحد عشر قد اغتيلوا من قبل الحكام انذاك اما بالقتل العمد او بالسم كما ان اتباعهم قد عانوا كل انواع الاضطهاد من القتل و السجن و التعذيب و النفي و التشريد بل منعوا حتى من ممارسة طقوسهم في بيوتهم بعد منعهم من مراكز عباداتهم ولازال هذا الاستهداف موجودا الى يومنا هذا في كل البلدان الاسلامية التي يتواجدون فيها (عدا ايران و العراق ولبنان وسوريا) بل انتقل الى حكومات بعض الدول الغير اسلامية، فلماذا هذا الاستهداف الرسمي الحكومي و الطائفي للشيعة منذ اكثر من 1300 عام والى يومنا هذا؟
كما لكل الطوائف الدينية رجال دين وعلماء فان للشيعة علماء يسمون بالمراجع وقد يكونوا العلماء الوحيدون في العالم الذين لا يتقاضون رواتب او اموال من الحكومات او المؤسسات او المنظمات مما تجعلهم في حل من تاييد اية حكومة او شخص وهي الميزة التي اشتهروا بها على مر التاريخ والى يومنا هذا فجعلهم احرارا تماما في مواقفهم وارائهم وبالتالي لم يتلاعبوا بالنص او الحكم الديني كما يريده الحاكم وهو ما جعل الحاكم الظالم في اي دولة ينظر اليهم بعدم الرضا كونهم يقفون بوجهه اذا ما ظلم اي من ابناء الشعب او اي طائفة بغض النظر عن لونها وجنسها وقوميتها وعقيدتها ولهذا اغتيل وقتل كل ائمتهم والكثير من علمائهم لهذا السبب والى يومنا هذا.
ميزة الشيعة او (التي يعتبرها الاخرون تهمة) هي انهم متمسكون بعقيدتهم ومباديء مذهبهم رغم الويلات التي لاقوها منذ نشأتهم الى يومنا هذا وبالتالي فهم ليسوا على استعداد للخضوع و الخنوع للظالم مهما كانت قوته وسطوته وجبروته كما وان ما يجعلهم قدوة للاخرين هي انهم متصالحون مع انفسهم وبالتالي لا يعانون من ازدواجية او ضياع لذلك لا يميلون الى التطرف والتكفير و معروف عنهم انهم مسالمون بكل ما تحمل من معنى بحيث انهم يتعايشون مع الاخر المختلف معهم بكل شيء ولذلك يشعر الاخرون بامن وامان حينما يعيشون في مناطق ذات اغلبية شيعية كما وان المجتمعات التي يعيشون فيها كاقلية لا تشهد اي حوادث تكدر السلم الاهلي ولم يسجل اي اعتداء شيعي على اي مجموعة دينية او مذهبية او طائفية او عرقية على مر التاريخ وحتى يومنا هذا، كما لم يذكر التاريخ اطلاقا انهم قد احتلوا يوما ارض غيرهم او طردوا سكان اي منطقة ليسكنوا هم فيها بل يذكر التاريخ الماضي و الحاضر انهم قاتلوا واستشهدوا نتيجة دفاعهم عن ارض غيرهم من الاديان الاخرى كما حدث مع المناطق و المدن المسيحية التي احتلها التكفيريون الوهابيون في سوريا او كما حدث مع الايزديين في العراق، ولم يصادروا حقوق الاخرين لانهم يختلفون مهم ولم يتعرضوا لعقائد وافكار ومتبنيات الاخرين الذين يختلفون معهم كما انهم منفتحون دوما للنقاش والحوار واكبر ميزة عندهم هي انهم يرفضون الظلم ويقفون بوجه الظالم و المغتصب حتى وان لم يكن يستهدفهم وينتصرون للمظلوم والمحروم و المضطهد من اي قوم كان وبالتاكيد هم يرفضون ان يتعرضوا للظلم او الاحتلال او الاضطهاد.
لقد كان الشيعة على الدوام طلاب سلم وناشدوا سلام ووئام لذلك وفي عالمنا المملؤ بالظلم يخشى الكثيرون من الشيعة كونهم النموذج الذي يسقط كل مشاريع الظلم و الاستبداد والاستغلال لذا فان من يفكر في معاداة واستهداف سلمية ومسالمة وانسانية الشيعة فانه يعادي الانسانية فهل يتعض البعض ام ان الاحقاد الطائفية تعمي البصر وان الاموال تعمي البصيرة ؟ كلما انهزم الارهاب على يد الشيعة زاد العداء لهم الا يثير هذا الكثير من التساؤل عمن هو راعي الارهاب ؟
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً