- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الوجود العسكري الأمريكي في العراق خطر وليس ضمانة
بقلم: أياد السماوي
تصريحان خطيران تزامنا في وقت واحد عن الوجود العسكري الأجنبي في العراق , التصريح الأول والأخطر هو الذي أدلى به السيد محمد الحلبوسي رئيس مجلس النوّاب العراقي لصحيفة الشرق الأوسط على هامش زيارته الحالية للولايات المتحدّة الأمريكية , والتصريح الثاني الذي أدلى به السيد برهم صالح رئيس الجمهورية لوكالة اسوشيتدبرس على هامش أعمال مؤتمر القمة العربي الثلاثون المنعقد في تونس.
السيد الحلبوسي صرّح قائلا (إنّ الاقتراحات التي صدرت عن بعض الكتل النيابية بتقديم مشروع قانون يدعو إلى خروج القوّات الأمريكية من العراق قد سحبت نهائيا من التداول , وإنّ الموقف من الوجود العسكري الأمريكي قد جرى التوافق عليه بين الرئاسات الثلاث وجميع الكتل السياسية والأحزاب , وإنّ المطالبة بسحب قوّات التحالف بقيادة أمريكا في هذه المرحلة يصب في مصلحة الإرهاب).. وفي نفس الوقت الذي صرّح به السيد الحلبوسي هذا التصريح الخطير للغاية , صرّح السيد برهم صالح لوكالة اسوشيتدبرس الأمريكية قائلا (أنّه لا يرى معارضة جدّية عندما يتعلّق الأمر بوجود قوّات أمريكية في العراق طالما أنّها ستبقى لغرض محدد يتمّثل في محاربة تنظيم داعش).
والحقيقة أنّ التصريحات التي أدلى بها السادة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النوّاب قد جاءتا في الوقت الخطأ والمكان الخطأ , خصوصا تصريحات السيد رئيس مجلس النوّاب التي صرّح بها من واشنطن.
تصريحات السيد الحلبوسي قد أعطت انطباعا للرأي العام العالمي أن ما يثار من مطالبات برحيل القوّات الأجنبية عن العراق لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة العراقية ولا عن موقف غالبية الكتل النيابية في مجلس النوّاب العراقي , وهذه المطالبات لا تتعدّى رغبة بعض الكتل السياسية التي تمّثل الأجندات الإيرانية في العراق , والحقيقة أنّ حديث السيد الحلبوسي يحتاج إلى توضيح من الجهات ذات العلاقة بموضوع الوجود العسكري الأجنبي في العراق , فمن هي الكتل التي سحبت مقترحها في مشروع القانون الخاص بالوجود العسكري الأجنبي في العراق ؟ وكيف توّصل السيد الحلبوسي أنّ المطالبة بسحب القوّات الأجنبية من العراق في هذه المرحلة يصبّ في مصلحة الإرهاب ؟ وهل توافقت الرئاسات الثلاث حقا على ضرورة بقاء القوّات الأجنبية في العراق ؟ أسئلة يطرحها الشارع العراقي ويريد معرفة هل أنّ كتلتي الفتح وسائرون قد تراجعتا حقا عن مطالبتهما بسحب كافة القوّات الأجنبية من العراق ؟ وهل يستطيع السيد الحلبوسي أن يخبر الرأي العام العراقي في أي مرحلة من مراحل الحرب مع داعش كان لقوات التحالف الدولي دور في تحرير متر واحد من الأرض التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش ؟ وأي مصلحة للعراق وشعبه في بقاء القواعد والقوّات الأمريكية التي اصبحت تشّكل خطرا داهما على سيادة العراق وأمنه وقراره السياسي ؟. وأي ضمانة للعراق وأي غطاء سياسي هذا الذي يوّفره الوجود العسكري الأمريكي في العراق ؟.
وهل يعلم السيد الحلبوسي أنّ هدف الوجود العسكري الأمريكي في العراق لا علاقة إطلاقا بالحرب على الإرهاب ؟ وأنّ ما يشاع عن حاجة القوات المسلّحة العراقية للخبراء والمدربين العسكريين الأمريكان ليس سوى أكذوبة يراد منها تبرير وجود هذه القوات في العراق ؟ وهل نسى السيد الحلبوسي تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب أثناء زيارته لقاعدة عين الأسد عشية أعياد الميلاد أنّ الهدف من الوجود العسكري الأمريكي في العراق هو لمراقبة إيران ومهاجمتها من القواعد الأمريكية في العراق إذا دعت الحاجة ؟
فلمصلحة من تصوير الوجود العسكري الأمريكي في العراق بأنّه ضمانة وضرورة ملّحة لتحقيق الأمن والحد من خطورة الإرهاب في العراق ؟ وهل يعلم السيد الحلبوسي أنّ الخطر الأكبر على أمن العراق والمنطقة وقرار العراق السياسي وسيادته هي من الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي العراقية ؟ فكيف لنا أن نطالب باستمرار هذا الوجود العسكري ؟ ومن هي الجهة التي خوّلت السيد رئيس مجلس النوّاب بالادلاء بهذه التصريحات الخطيرة ؟ وأخيرا هل يستطيع مجلس النوّاب العراقي استجواب السيد الحلبوسي حول هذه التصريحات الخطيرة التي تمسّ أمن العراق وسيادته ؟.. في الختام أقول للسيد رئيس مجلس النوّاب العراقي.. ضمانة أمن العراق وسيادته هي قواتنا المسلّحة العراقية الباسلة وحشدنا الشعبي المجاهد.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- مواجهة الخطر قبل وصوله