- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تعالوا إلى كلمة سواء ..ثلاثة ضوابط للمرجعية العليا لإنضمام العراق لأي حشد دولي لمحابة داعش وفلوله!
بقلم نجاح بيعي.
شيء مُفرح أن تعلن وزارة الدفاع العراقية عن استعداد (قواتها للقتال بحال حدوث أي طارئ عند حدود العراق مع سوريا) تزامنا ً مع المعركة الأخيرة للإجهاز على عصابات (داعش) في منطقة الباغوز السورية. ولكن الأمر ليس كذلك حينما يجيء هذا الإستعداد بعد تنسيق سري غير مُعلن, تضمنه إجتماع أمني ـ عسكري ثلاثي غامض مُثير للشكوك والجدل, والذي جمع إيران والعراق وسوريا في 18/3/2019م بدمشق. ممّا أعقبه بـ(24) أربع وعشرن ساعة مواقف دولية عدّة منها طلب الكونغرس الأميركي من (ترامب) بـ(الإبقاء على الوجود العسكري في العراق) وأردفه ضغط (بومبيو) وزير الخارجية الأميركي على رئيس مجلس الوزراء العراقي بالإنفتاح على الكويت, التي أعلنت والمملكة العربية السعودية رغبتهما بتزويد العراق بالكهرباء تلويحا ً بإزمتها في قيظ الصيف المقبل.
وصف مراقبون الإجتماع الثلاثي الأمني ـ العسكري بأنه احتماع عسكري ـ سياسي يعود بالفائدة الأولى الى إيران بالدرجة الأولى. لأنها القوي بين الضعفاء والباحثة عن منفذ يساعدها على كسر الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الذي له تداعياته الخطيرة على الداخل الإيراني. لذا تكهنوا بأن الإجتماع بحث (تأمين طريق طهران - دمشق للنقل البري مرورا ً بالعراق, وتأمين الحدود السورية – العراقية وذلك بطرد القوات الأجنبية (الأميركية) تحديدا ً, بالإعتماد على قوات محلية إعترفت إيران بأنها نظمتها ودعمتها حسب قول قائد الحرس الثوري "محمد علي جعفري" حيث قال: (ففي سوريا 100 ألف مقاتل ـ وفي العراق 100 ألف مقاتل أيضا ً) وكذلك فتح معبري القائم والوليد أمام التبادل التجاري الذي يؤمّن البضائع الإيرانية ـ السورية دون العراقية لأن العراق لا شيء لديه وأصبح سوقا ً إستهلاكية بكل شيء.
بينما ذهب آخرون وحكموا على الإجتماع بالفشل التام كونه تصرف لا يعدو استعراضا ً لعضلات خاوية وزائفة, والوقع هو أن هناك لاعبين كبار أكثر خطورة ـ إقليميين ودوليين ـ يتحكمون بمصير سوريا والمنطقة أجمع مثل روسيا والتحالف الدولي (خصوصا ً الولايات المتحدة) وتركيا, كانوا قد غابوا عن الإجتماع الذي بحث ملفات مثل (داعش ـ قسد ـ والنظام السوري ـ والحدود مع العراق ـ والحشد الشعبي وغير ذلك) هي مطروحة على موائد هؤلاء الكبار منذ عام 2011م.
ـ نعم.. العراق مع أي جهد وحشد دولي لمحاربة تنظيم داعش (وفلوله اليوم) وجميع أشكال الإرهاب وتأمين عدم عودتهما, لما يُمثله هذا الخطر المُتمدد بأكثر من دولة على القيم الإنسانية والدينية, ولكنه ـ أي العراق ـ قطعا ً ليس مع أي محور إقليمي دون غيره ولا مع أي محور دولي دون غيره أو هكذا يجب أن يكون, فإن ذلك لا يكون إلا على حساب استقلاله وسيادته فضلا ً عن استقلال القرار السياسي والعسكري العراقي. لأسباب موضوعية منها أن العراق لا يُقارن بأي دولة مجاورة فضلا ً عن دول العالم, كونه خارج من حرب ضروس ضد تنظيم داعش, وقواته العسكرية والأمنية هشة تحتاج إلى أكثر من دعم, وحكومة عرجاء مسلوبة الإرادة, وبرلمان مُعطل تتقاسمه الإرادات السياسية, مع تواجد أجنبي على أراضيه, تناحر سياسي وفساد مستشري وسوء خدمات وتردي الأوضاع والقائمة تطول.
ـ أن الضابطة التي تضمن للعراق وشعبه استقلاليته وكرامته في هذا الأمر كانت قد بينته المرجعية العليا قبل أكثر من (4) سنوات ونصف من الآن, وتحديدا ً في 19/9/2014م عبر منبر جمعة كربلاء, أي بعد ثلاثة أشهر من انطلاق فتوى الدفاع المُقدسة في 13/6/2014م وجعلتها في أمور (3) ثلاثة هي:
الأمر الأول:
وقد اختصّ بالقيادات السياسية في العراق ويتعيّن عليهم مايلي:
1ـ (أن يكونوا على مستوى من اليقظة والحذر والوعي لئلّا تُجعَل المساعدة الخارجية لمحاربة داعش مُدخلا ً للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري للقادة العراقيين).
2ـ (أن لا يُتَّخَذَ التنسيق والتعاون مع الجهد الدولي في هذا المجال ذريعةً لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الأحداث في العراق خصوصا ً المجريات العسكرية الميدانية).
3ـ (إنّ العراق وإن كان بحاجة الى مساعدة الأشقاء والأصدقاء في محاربة ما يواجهه من الإرهاب الأسود إلا أنّ الحفاظ على سيادته واستقلالية قراره يحظى بأهمية بالغة فلابدّ من رعاية ذلك في كلّ الأحوال).
الأمر الثاني:
وقد اختصّ بحاجة العراق للتعاون الدولي لمحاربة داعش واشتمل على النقاط التالية:
1ـ إن حاجة العراق للتعاون الدولي لمحاربة داعش (لا يعني عدم قدرة أبناء الشعب العراقي وقوّاته المسلحة على المقابلة مع هذا التنظيم الإرهابي..).
2ـ (أنه متى ما توفرت الإرادة الوطنية الخالصة وكانت مبادئ التضحية والدفاع عن الوطن هي الباعث والمحرّك للمقاتلين وقادتهم الميدانيين، فإنّ أبناء هذا البلد قادرون بعون الله تعالى على الوقوف بوجه هذا التنظيم ودحره وإن طالت المعركة بعض الوقت).
3ـ لذا (لابدّ من تعزيز معنويات أعزائنا وأبنائنا في الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين والتأكيد على أنّهم هم الأساس في حماية البلد من شرّ الإرهابيين).
4ـ (إنّ أي جهد آخر لا يكونُ إلّا عاملاً مساعداً لهم يعجّل في نصرهم إن شاء الله تعالى).
الأمر الثالث:
وقد اختص بمعالجة جذور ظاهرة الإرهاب. حيث أن (الجهد العسكري لوحده ليس كافياً للقضاء عليه) لذلم فلابدّ من (معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول مع إمكانية امتدادها الى دول أخرى) فمن الضروري الاهتمام بـ:
1ـ (معالجة المناشئ الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة).
2ـ (ضرورة قَصر يد المتطرفين عمّا يمتلكونها من وسائل إعلامية عالمية).
3ـ (تجفيف منابع الأموال الطائلة التي تدعم أنشطتهم).
ـ إنّ هذه الأمور (تمثّل أسبابا ً مهمة يجب معالجتها حتى يمكنَ إيقاف هذه الظاهرة وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة والعالم) وتضمن وتضمن كرامة وسيادة العراق وجعله بلدا ً كباقي البلدان.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟