- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المشهد الكردستاني... مكافأة اجادة المهمة!
سامان نوح
كتاب وصحفيون كرد، كما نشطاء على مواقع التواصل، يهاجمون "النواب المساكين" بالبرلمان الكردستاني على مكافآة آخر الخدمة، وتلقيهم لمبلغ بسيط لا يتعدى الـ(49) مليون دينار فضلا عن ستة ملايين دينار كتقاعد شهري!
غريب امر هؤلاء المنتقدين، وجزء كبير منهم من أبناء الأحزاب النافذة، وغريبة رسائل استنكارهم وشجبهم وتنديدهم، وتحريمهم لذلك المال القانوني "الحلال الزلال" وان كانت "حجتهم" استمرار الأزمة الاقتصادية وقرار استقطاع رواتب العامة من الناس!
صحيح البرلمان تعطل لنحو عامين وأغلق بابه الكبير للراحة أو وفق مقتضيات المصلحة القومية الكبرى، وصحيح انه فشل في اعادة الرواتب المستقطعة للموظفين البطرانين، وفشل في تمرير قانون اصلاح رواتب وامتيازات الدرجات الخاصة بما فيهم عشرات آلاف اشباه الفضائيين ومتلقي الرواتب المزدوجة لاعادة 100 مليون دينار شهريا الى موازنة الاقليم مازلت تذهب لمن لا يستحقونها، رغم انهم طوال عام انشغلوا بالدعاية لذلك القانون.
وصحيح انه يفشل منذ 27 عاما في ان يكون مطبخا للقرارات السياسية مع استنكاف القادة الكبار على دخوله والترشح اليه، وصحيح ان البرلمان استسلم كليا لارادة المكاتب السياسية للاحزاب القائدة.
وصحيح انه ساهم في عدم بناء المؤسسات، وتغول صلاحية الحكومات، وشل القضاء، وحزبنة الاعلام، كما ساهم في استمرار اللاعدالة واللامساواة وانقسام الجهازين الأمني والعسكري واستمرار شبه الادارتين، وعجز ليس عن وقف الفساد بل حتى عن مساءلة وليس محاسبة مسؤول واحد.
لكن، ألا يكفي انه حفظ صورة الاقليم الديمقراطية الجميلة أمام العالم، وحفظ هيكله العظيم من الالغاء، ليكون شوكة في عين كل خائن وكل من يشكك بديمقراطية الاقليم، كما نجح وبامتياز بتمثيل ارادة الأحزاب القومية التقدمية ذات التاريخ النضالي العتيد وقوافل الشهداء والتي تواصل تنظيم "أعراسها الانتخابية" كل بضعة أعوام رغم كل التحديات، والأهم نجح في تمرير قرارات وارادة القادة في المراحل المفصلية وشرعنة توجهاتهم.
الاعزاء المنتقدين، مطلبكم يجب ان لا يوجه الى "النواب المساكين"، الذين بالكاد يعاملون كموظفين مأمورين لا حول لهم ولا قوة، بل يجب ان يوجه الى المكاتب السياسية للاحزاب القائدة، فهي وحدها تستطيع الغاء مكآفاة اخر الخدمة وتستطيع تقليص الرواتب التقاعدية الى الربع بل وحتى الغائها، وحين تقرر الأحزاب ذلك فان النواب مباشرة سيصفقون بحرارة ويهللون للقرار الحكيم.... لكن الى ان يتحقق ذلك عليكم ان تستيقظوا من أوهامكم وسباتكم المهيب، وأن لا تنتظروا اصلاح ما لايمكن اصلاحه!.
تذكير: كل ما اوردته من مواضع فشل للبرلمان، يقر بها قادة الحزبين الحاكمين في الاقليم كما باقي الاحزاب ويثيرونها صباح مساء في اعلامهم الحزبي، معاهدين الأمة ومنذ 27 عاما على تغيير الحال في البرلمان التالي.