- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زيارة الأربعين وتشكيكات أدعياء العلم !
ابو تراب مولاي
حين تأهّبَ المؤمنون ليؤدّوا حقاً من حقوق الله تعالى ورسوله (ص) وأهل البيت (ع) وهو المسير نحو كربلاء المقدسّة ليُوفوا بعهدٍ قطعوه على أنفسهم مع مولاهم السبط الذبيح على أن لا يفارقوه طرفةَ عينٍ في الدنيا، رجاءَ أن لا يفارقهم في الآخرة.
وبدل أن يُزادَ من همّتهم ويُعظَّمَ من شأنهم، بدلاً من ذلك، ينشر موقعٌ تابعٌ لأحد أدعياء العلم - وليس هو به - من لبنان مقطعاً فيديوياً يقلّل فيه من شأن زيارة الأربعين ويُنكر مخصوصيّتَها!!!!!
مفسراً ما ورد - في تهذيب الأحكام ج٦ ص٥٢ للشيخ الطوسي (رض) وغيره - عن مولانا الإمام العسكري (ع) في علائم المؤمن الخمس والتي منها (زيارة الأربعين) بأن المقصود من الأربعين هو أربعون مؤمناً وليس المقصود زيارة أربعين الحسين (ع)!
ولَعمري لا أدري... أَأُعزّي أهلَ البيت (ع) لانتساب هذا القائلِ إليهم ؟
أم أعزّي أهلَ العلم لكونه يُحسبُ منهم ؟
أم أعزّي الشيعةَ الذين ابتُلوا بهذا وأمثاله ؟
ونحن في مقام إبطال مقولته نقول:
#أولاً: في حديث الإمام العسكري (ع) كان الإمام في مقام بيان علامات المؤمن بأهل البيت (ع) وتمييزهم عن غيرهم، فلا بدَّ أن يأتي بعلاماتٍ خاصّة بهم - في ذلك الوقت - فذكر علاماتٍ خمس ومنها زيارة الأربعين. فلو كان المقصود من الأربعين هو أربعون مؤمناً، لما صحّ أن يكون ذلك علامة، لأن ذلك ليس خاصاً بالشيعة وإنما يعم الشيعي والمخالف، فكيف يجعله الإمام (ع) علامة على المؤمن ؟!. فلا بد أن يكون هذا الأمر خاصاً بالشيعة وهو زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) حيث لا يشاركهم فيها غيرهم.
ولو قيل: بأن التختم باليمين ليس خاصاً، فإن بعض الشوافع يتختّمون باليمين، فكيف تقولون بأن العلامات يجب أن تكون خاصة بالشيعة ؟
قلنا: إن المذهب الشافعي لم يكن رائجاً في زمن الإمام العسكري (ع) ولم يُعمل به آنذاك، لانه انتشر في القرن الخامس الهجري وما بعده والإمام العسكري (ع) في القرن الثالث، فالتختّم باليمين يكون من خصائص الشيعة - آنذاك - أو شعاراً لهم فيما بعد إن أبيت.
#ثانياً: إن الألف واللام في كلمة (الأربعين) عهديّة، بمعنى إنّ الإسم الذي تدخل عليه (ال التعريف) يكون معروفاً لدى الناس ومعهوداً، وهذا لا يتناسب مع (أربعين مؤمناً) لأن المؤمنين الذين تُستحب زيارتهم غير معيَّنين وغير معهودين فلا يصح دخول ال (العهدية) عليه حينئذٍ. وهذا واضح لدى كل مَن له أدنى معرفة بقواعد اللغة العربية.
#ثالثاً: إن الأعلام الذين رَوَوا هذه الرواية جعلوها في أبواب زيارة الحسين (ع)، ولم يجعلوها في باب استحباب زيارة المؤمنين، وذلك يدلل بما لا يقبل الشك أنهم كانوا يتبانون على أن زيارة الأربعين من الزيارات المخصوصة.
وعليه... فبحسب أولاً وثانياً وثالثاً لا يمكن أن نحمل كلمة (الأربعين) على معنى أربعين مؤمناً بل المقصود هو زيارة الأربعين.
#رابعاً: لو لم تكن زيارة الأربعين مخصوصة، كيف يُجعل لها في كتاب المزار للشهيد الثاني الشيخ محمد بن مكي العاملي (رض) زيارة خاصة تُقرأ في العشرين من صفر لمن زار الحسين ؟!!! كتاب المزار ص ٣٩٨. وهي مرويّة عن الإمام الصادق (ع).
#خامساً: إنّ هناك غير رواية الإمام العسكري (ع) قد ذكرت زيارة الأربعين كما ورد في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ج٦ بسنده إلى صفوان بن مهران، قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه: " في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار "
#سادساً: أقوال أعاظم علماء الطائفة باستحباب زيارة الأربعين:
كالشيخ الطوسي في التهذيب والمصباح.
والعلامة الحلي في المنتهى.
والسيد ابن طاووس في الإقبال.
والعلامة المجلسي في مزار البحار.
والشيخ يوسف البحراني في الحدائق.
والمحدث القمي في المفاتيح.
والشيخ المفيد في مسار الشيعة.
والفيض الكاشاني في تقويم المحسنين.
وغيرهم من الأعلام..
وقد أكد عليها مراجعُنا المعاصرون وقد شاركوا فيها ودعموها ونصبوا المواكب لخدمة زائريها...
وبعد أقوال هؤلاء الأعاظم وتأكيداتهم لسنا بحاجةٍ إلى قول بعض المخرّفين.
#النتيجة:
وبعد هذا كله فليطمئن زائرو الأربعين أنّ زيارتهم مخصوصة ومنصوصة ومقبولة بإذن الله تعالى، ولا يلتفتوا إلى تشكيكات هؤلاء الجهّال...
ولا ينسونا من صالح دعواتهم، فإنا الى دعواتهم محتاجون.
وفّق الله الجميع لما هو خيرهم وصلاحهم.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!