- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"مايكل روبن" في الصحن الحسيني بكربلاء ؟. وإن !. ( 2 )
بقلم:نجاح بيعي
ـ مَن وراء حملة الإدانة والإساءة لإدارة العتبتين المُقدستين؟.
قبل أن نعرف الإجابة على هذا السؤال فلنتعرف أولا ً على "مايكل روبن": فهو من مواليد 1971م. باحث مقيم في (معهد أمريكان أنتربرايز) ويعد هذا المعهد الذي تأسس في عام 1938م , مؤسسة محافظة غير حزبية وغير ربحية كرست عملها للبحث والتثقيف في الشؤون الحكومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهو يضم بعضاً من خيرة خبراء السياسة العامة في أميركا. ويهدف المعهد إلى خدمة القادة والعوام من خلال البحث والتثقيف حول القضايا الأكثر أهمية في أيامنا. وكان (روبن) يعمل سابقا ً بمنصب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية , وتعامل مع قضايا الشرق الأوسط (وخبير بالشأن الإيراني) ويُعد من كبار المحاضرين في كلية الدراسات العليا البحرية. حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة ييل في عام 1999. ترأس تحرير مجلة (الشرق الأوسط) الفصلية. حاضر في التاريخ في جامعة ييل والجامعة العبرية وجامعة جونزهوبكنز.وعمل محاضرا ً في كل من جامعة السليمانية وصلاح الدين ودهوك في إقليم كردستان العراق. وعمل مديراً في مكتب وزير الدفاع لبلاد إيران والعراق بعد سقوط النظام. عنده مؤلفات عدة منها: (في الظلال ـ الحراس المتشددين لخاتمي في إيران 2001م) و(إيران الخالدة 2005م) و(المعارضة والإصلاح في العالم العربي 2008م) و (الدبلوماسية مع الشيطان 2014م).
ـ "مايكل روبن" الذي ثبت أن نهجه يتناغم الى حدّ ٍ بعيد مع نهج العتبتين المقدستين كما تقدم , هو مَن سيُجيبنا على السؤال (مَن وراء حملة الإدانة والإساءة لإدارة العتبتين المُقدستين؟). ونجد ذلك عبر بحوثه ومقالاته السياسية والتنظيرية المختلفة وعبر تصريحاته ومواقفه المتنوعة. منها على سبيل المثال لا الحصر:
1ـ شنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة "مسعود البرزاني" حملة تتهم بها الباحث "روبن" بالكذب والتلفيق والإفلاس السياسي والمُعاداة لتجربة الإقليم الكردستاني , ردّا ً على تصريح لـ"مايكل روبن" قال فيه: (مسعود البارزاني أعطى كل شيء لداعش حتى النساء مقابل عدم وصول داعش الى حدود الإقليم)!. ويُعتبر "روبن" من أشد منتقدي ترشيح (فؤاد حسين) كون حزبه (الديمقراطي الكردستاني) من أشد المُعادين لبغداد بعد سقوط النظام في 2003م.
2ـ يكشف "روبن" عن العلاقة الوثيقة التي تربط "بارزاني" مع رئيس الوزراء السابق "نوري المالكي" وكان "مسعود البرزاني" قد أعطى في السابق عقارات تبلغ قيمتها (مئات الآلاف من الدولارات) لمعظم أعضاء كتلة (المالكي).
3ـ في معرض حديثه عن الزعامات السياسية في العراق قال: (بحسب الأوضاع التي يمر بها قادة الشرق الأوسط أن البقاء في سدة الحكم أمر يعود الي اختيارهم. وفي بعض الأحيان البقاء في المناصب مدى الحياة).
4ـ يذكر "روبن" في كتابه (الدبلوماسية مع الشيطان ـ الرقص مع الشيطان ): في حين يحتفي العالم الغربي برغبة إيران الجديدة في الحد من خططها النووية، كان (روحاني) الرئيس المنتخب حديثاً لإيران , يخاطب جمهوره الإيراني مؤكدا ً أنه ليس لديه خطط للتخلي عن البرنامج النووي الإيراني!؟. في حين نرى "روين" يدفع التهمة عن إيران ويُبرّئ ساحتها بتدخلها في اختيار رئيس مجلس النواب "محمد الحلبوسي" حيث قال:(كما أن اتهامهم الحلبوسي بالولاء لإيران أمر لا صحة فيه). كما نراه أيضا ً يُشيد بأنه لم يُمنع من دخول اي مسجد شيعي حتى داخل إيران.
5ـ ويكفي موقفه من "أردوغان" وعبثه في دعم الفصائل المسلحة وخصوصا ً (داعش) حيث يقول: (لا يمكن القضاء على داعش وأردوغان بالسلطة).
6ـ كان قد دعا إلى إدراج تركيا وقطر وباكستان في قائمة الدول التي تدعم الإرهاب.
7ـ وكان قد انتقد الدول الغربية كونها تعيش في مأزق أخلاقى يتعلق فى صميم ممارسات استخباراتها وقال متسائلا ً: (هل يجب على وكالات الإستخبارات أن تلوث أيديها فى العمل مع أو تمويل مُنتهكي حقوق الإنسان أو الذين يقومون بأنشطة غير مشروعة؟).
8ـ ولم يكن ليخفي "روبن" انتقاده لإسرائيل ووصفها بأقذع الأوصاف. كما انتقد حكومته في واشنطن حيث قال: (ما حصل هو تحوّل إسرائيل من وطن للشعب اليهودي المضطهد، إلى كيان وحشي يقدس الحروب.. الواقع أن إسرائيل استخدمت الولايات المتحدة كمصدر حماية ورعاية بينما استخدمت أميركا إسرائيل مبرراً لنزعاتها الحربية في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم).
ـ ولك أن تعرف عندما تكتشف أن "روبن" حينما ينتقد دولا ً مثل تركيا وقطر وإيران وإسرائيل وغيرهم , كيف تجد انعكاسات الموقف على الداخل العراقي من احزاب وكتل سياسية لوجود العلاقة البنوية بين الداخل والخارج. خصوصا ً إذا أبدى رأيه أو طرح موقفا ً من تلك المواقف مِن على منصة داخل العتبة الحسينية المُقدسة!.
وأما لماذا كل هذه الهجمة الموجهة ضد العتبتين المُقدستين , هذا لأنه ـ وباختصار شديد ـ أن ما تقوم به إدارة العتبتين من جهد ثوري هو (الفتح) على كافة الأصعد في عراق الجرح النازف. وهو بالطبع ما يُغيض جميع الصائدين في الماء العكر , من سياسيين فاشلين ومسؤولين فاسدين ومتمرجعين دجالين ورجال إعلام الأكشاك الفضائية و(زعاطيط) ثقافة أرصفة النوادي الليلية وكتّاب البلبلة والتشويش في الصحف والمواقع الصفراء.
مع أن الجميع يعلم جيدا ً بأن الباحث الأميركي "مايكل روبن":
ـ جاء عدّة مرات الى كربلاء وبدعوة رسمية من إدارة العتبتين بصفة باحث وكاتب.
ـ وأنه لم يعقد صفقة مشبوهة نظير التي في أذهانهم المريضة.
ـ وأنه حضر بعلم السلطات وشارك وأبدى رأيه على مسمع ومرأى الجميع.
ـ وأنه لم ينتقص من أحد ولم ينتقد زعيم أو حزب سياسي قط.
ـ بل أشاد بإرث الإمام "علي بن الحسين" السجاد (ع) الديني والفكري قائلا ً: (إن نتاج العمل الفكري للإمام علي بن الحسين عليه السلام يعزز أهمية الفكر الحر في العالم الإسلامي وخارجه). وقال أيضا ً: (إنني أتشرف بالسفر من أمريكا للعودة الى كربلاء وضريح الإمام الحسين عليه السلام للمشاركة بكلمة ضمن مهرجان التراتيل السجادية).
ـ ألا ترون: قال (الفكر الحر) زنحن نقول ذلك.
ـ وفي الفكر الحر نلتقي.. ولكن.. كل إناء بالذي فيه ينضح..!.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / 2
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)