- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها الاعلام الاسلامي راجع اوراقك
سامي جواد كاظم
ما فائدة ان تتوفر كل الادوات ولا يوجد من يحسن استخدامها؟ المشكلة ليس بالهجمة الارهابية المنسقة التي تعتمدها الولايات المتحدة والصهيونية وبتمويل الوهابية فان اثارها المادية كرست واكدت ما تبثه الوسائل الاعلامية عن الاسلام قبل الارهاب ساعده على ذلك النيام الذين يديرون اعلام الاسلام
نيل سات وعربسات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنافذ الاعلامية كلها مسموحة للمسلمين نعم ادارتها الرئيسية بيد الصهيونية واذا ما نجحت اي وسيلة اعلامية اسلامية في اظهار محاسن الاسلام وكشف زيف الصهاينة فانهم يغلقون هذه الوسيلة.
ولكن هل هنالك وسيلة اثرت واغلقت ؟ كلا باستثناء العالم والمنار والكوثر واما بقية العشرات من الفضائيات والتي حتى تتجاوز المئة اضافة الى المئات من المواقع الالكترونية ماذا حققت للاسلام؟ هذا ان لم تكن بل كانت عبء على الثقافة الاسلامية، انا لا اتحدث عن الوسائل الاعلامية المدسوسة وبغطاء اسلامي اتحدث عن الوسائل الاعلامية التي يديرها اشخاص اصحاب مبادئ وعقائد ولكنهم للاسف ليسوا مهنيين اعلاميين.
نعم المسلم له خطوط وضوابط شرعية واسلامية لا يتجاوزها بينما المعادي الصهيوني ليس لديه اي ضابطة او خط احمر للاخلاق لانه حتى يستخدم الجنس والنساء العراة ليصل الى هدفه، ولكن هذا لا يمنع من ان يصحو المسلمون على حالهم البائس اعلاميا.
استطيع ان اشخص حسب راي القاصر اسباب التراجع الاعلامي الاسلامي ومنها:اولا: يعتمدون على الغيبيات والاتكال على احقية مبادئهم وكان الله عز وجل ملزم بان ينصرهم على اعدائهم وهم نيام، ثانيا: كثيرا ما يستعجلون الهدف ولا يعملون على الامد البعيد، ثالثا: يكون مفضوح الهوية والاتجاه وحاد الرد بحجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الامور لا تتقبل المراوغة، رابعا والى الان وكما هو كل مرافق الحياة الواسطة والمجاملة والمحسوبيات في تشغيل السقطات الذين لا يفقهون لا في الاسلام ولا في الاعلام، خامسا: الانشغال بالتوافه والرد على الاعداء دون اظهار محاسن الاسلام.
هذه البعض منها وهل يعلمون ان الاعداء يوميا يبتكرون اسلوب جديد للنيل من الاسلام، فمثلا اساليب التضليل الاعلامي وصلت الى 28 اسلوبا حتى يغيبوا الحقائق عن الراي العام واستبدالها باكاذيب والاعتماد على العقول الاسلامية المنحرفة لتبتدع مفاهيم اسلامية غير الصحيحة وتخلق جو من الفوضوية والضبابية لتمنع معرفة الاسلام الحقيقي.
وعلى الطرف الاخر الى الان لم تحسن وسائلنا الاعلامية من توظيف العقول النيرة من الاديان الاخرى حتى وان بقوا على دياناتهم الا انهم من الاعتدال ما ينظرون الى الاسلام بانصاف.
الاسوء من السلطان الظالم هي الفتنة لذا عمدت القوى الاستكبارية والصهيونية على استبدال الطغاة بالفتنة وقد نجحت في تحريك اجندتها لاشعال الفتنة مذهبيا وحتى بين المذهب الواحد وقد تم ذلك لذا ترى البعض يرى ايام الدكتاتوريات افضل، كل هذا بسبب الضعف الاعلامي.
هنالك توافه من الامور ينشغل بها الاعلام الاسلامي ولا يعلم ان الماء يجري من تحته ليتفاجا بسقوط منظومته الخلقية مع اول مسلسل تركي مدبلج.
واما على الناحية السياسية فان الاعلام بحاجة الى متخصصين ومواكبة الحدث اول باول واظهار الجانب المؤثر على الراي العام والاعتماد على الاستدراج فلربما تخسر وسيلة اعلامية ما خمس سنوات الا انها عندما تلتقط ثمارها تكون قيمة الثمرة الواحدة هدم بناء خمس سنوات للاعداء ضد الاسلام.
هنالك مواقع تديرها قوى خبيثة علمانية تنشر اخبار خزعبلاتية عن كرامات وعرفانيات ليس لها وجود فترى السذج من المسلمين والعملاء من الاعلاميين تهويل هذا الخبر وتوعد الاعداء بمثل هذه الكرامات.
لا يحسن الاعلام الاسلامي الاستفادة من الجانب المهني لاي شخصية اعلامية وبغض النظر عن اتجاهاته وميلوه فانهم يحكمون بالاعدام على هكذا طاقات قد تخدمهم، وهم انفسهم يستخدمون اجهزة بصناعة صهيونية ولا يعلمون انها اجهزة تجسس عليهم، فلماذا عندما تصل للتعامل مع شخصية اعلامية غيرمسلمة مهمة يتم رفضها؟
ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، اصبحوا يثقون بالفاسق ويتبينون من المسلم لكثرة العملاء والاغبياء، هل رايتم في يوم ما وسيلة اعلامية اسلامية كذبت خبر اذاعته الوسائل الاعلامية الامريكية او الصهيونية ؟ كلا والف كلا. بينما فيما بيننا نكذب ونسقط.
ايها القائمون على الاعلام الاسلامي راجعوا اوراقكم فلازال هنالك متسع من الوقت واياكم يوم لا مناص منه.
الغش والخديعة والكذب والتضليل حرام ولكن في الحرب حلال انها حرب اعلامية
أقرأ ايضاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود