تعتبر المدرسة المكان الذي يشعر به التلميذ بشخصيته الدراسية وهيبته، فاذا كانت المدرسة غير مستوفيه للشروط الواجب توفرها فيها كمدرسة نظاميه او انها قديمة لم تطلها يد الاعمار مثلاً فمثل هذه الامور تعيق رغبة التلميذ في التعلم ناهيك عن امور اخرى تتعلق بالكتاب الجديد والفرق بينه وبين الكتاب القديم الممزق والى آخره من الاشياء التي لو اتيح لها ان تكون كاملة بدون نقص لكانت حافزاً قوياً للمواضبة على الدوام بانتظام، ولعلنا في تقريرنا هذا نود ان نسلط الضوء على مدرستي الشعب وبدر الكبرى الابتدائيتين الواقعتان في حي الغدير احد احياء مدينة كربلاء المقدسة جنوب غرب مركز المدينة لمعرفة هل انهما قد استوعبتا الشروط الصحيحة والانظمة الحضارية حتى يطلق عليها مدرسة.
[img]pictures/2009/10_09/more1256368758_1.jpg[/img][br]
فذهب كادر موقع نون الى موقع المدرسة وتجول في باحتها ومحيطها الذي يثير الاستغراب والدهشة، وبينما كان مندوب موقع نون يتجول في اركان المدرسة التقى باحد المعلمين فيها ليروي قصة هذه المدرسة حيث اشار قائلا \" ما حصل في مدرستي الشعب وبدر الكبرى الابتدائيتين هو امر طبيعي فالمدرسة طالتها يد الاعمار وهذا شيء يحسب لمديرية التربية التي تسعى الى تحسين اداء عملها، ولكن يبدو ان الامر فيما يتعلق بهاتين المدرستين كان مستعجلاً نوعاً ما وبدون تخطيط مسبق، فقد احيلت اكثر من مدرستين في نفس المنطقة الى المقاوليين في وقت واحد، وقد قام الاشراف التربوي في بادئ الامر باختيار مدرسة بعيدة جداً عن المنطقة لتكون بديلاً للمدرستين وهي المدرسة الواقعة في حي التحدي على حد قول مدير المدرسة، وما حصل ان اولياء امور التلاميذ رفضوا هذا الامر خوفاً على ابنائهم من قطع كل تلك المسافة سيراً على الاقدام، ولاجل ان لاتذهب فرصة الترميم فكرت مديرية التربية وعلى الفور بجلب كرفانات وعمل مدرسة بديلة للمدرستين احدى الساحات القريبة من نفس المدرسة السابقة وهذا التخطيط السريع جعلها تقع في العديد من الاخطاء منها ترك ساحة المدرسة ترابية فكان الاولى بها ان يتم صبها بالسمنت على الاقل لتجنب التراب الذي عادة مايغرق فيه التلاميذ والمعلمين في المدرسة وكذلك عدم وضع سياج مناسب للمدرسة للسيطرة على دخول وخروج التلاميذ وكذلك ترك الكرفانات بدون مرافق صحية مع الحاح من مديرية التربية بالانتقال الى الكرفانات وهي بدون مرافق صحيه قياسا بعدد التلاميذ الذي لايقل عن 700 تلميذ .
[img]pictures/2009/10_09/more1256368758_2.jpg[/img][br]
واضاف المعلم ان مديرية تربية كربلاء لم تخصص حراس للمدرسة واكتفت بحارس المدرسة القديم، مبينا ان الحارس اخبره بان مديرية تربية كربلاء طلبت منه ان يكون مسؤلاً عن المدرستين و قد قالوا له بصريح العبارة : ( اقسم نفسك نصين ) نصف في المدرسة القديمة ونصف في الكرفانات وحدث ان سرقت بعض من ابوابها واتهم مدير المدرسة بالتقصير واصدار عقوبة لفت نظر له ولمدير المدرسة الثانية نفس العقوبة .. مما اضطر الى رفع جميع ابواب الكرفانات وشبابيكها المتبقية كي لاتسرق .
وتابع المعلم حديثه انه بعد الحاح شديد لانشاء مرافق صحية قامت مديرية التربية بانشاء مرافق صحية لاتكفي وهذا العدد الكبير مع ترك ادارة المدرسة وكادرها التدريسي بدون مرافق صحية ولاحتى مغاسل لغسل اليديين على الاقل.
[img]pictures/2009/10_09/more1256368758_3.jpg[/img][br]
وحول مشكلة تزايد الطلبة اشار المعلم ان اعداد التلاميذ قد زاد عن العام الماضي وصار عدد صفوف الاول والرابع والخامس مثلا اكثر من مئة تلميذ في الوقت ان الكرفانات لاتستوعب اكثر من عشرين طالبا فمابالك بخمسين طالب اواكثر ناهيك عن ان المدرسة غير مسيجة ومعنى هذا انها غير مؤمنه ويستطيع أي شخص اختراقها من أي مكان يعجبه وكذلك خزانات المياه وضعت في الطريق وبامكان أي مستطرق في الطريق من وضع شيء في هذه الخزانات وليس بالامكان السيطرة عليه .
[img]pictures/2009/10_09/more1256368758_4.jpg[/img][br]
[img]pictures/2009/10_09/more1256368858_1.jpg[/img][br]
وانتقل مندوب موقع نون بعد ذلك الى معلم اخر ليروي معاناته في هذه المدرسة حيث اشار قائلا \" منذ بدء الدراسة والى يومنا هذا لم اشعر باني معلم وانا ادخل الى الصف فالفوضى تعم القاعة الدراسية المتمثلة في الكرفان الذي لايمكن ان تستوعب خمسين او اربعين تلميذا، وقد بدأت بالضجر من الوضعية والتأفف واصابني الخمول والكسل من وضع شبه يائس بعد ان فقدنا الامل في الانتقال بالتلاميذ الى مكان افضل .. نحن نعمل في الهواء الطلق ووسط ضجيج السيارات والمارة واصوات السكان المجاورة التي تثير انتباه التلاميذ بالاضافة الى قوافل اغنام الرعي التي تمر من قربنا بالاضافة الى ابواق السيارات المزعجة وصوت سيارات الغاز وكذلك عدم السيطره على التلميذ فبامكانه الهرب من الشباك الى الشارع بسرعة دون ان تستطيع الامساك به، مبينا اننا نقترح بان هناك عدة مدارس موجودة في الحي ذاته او في الحي المقابل يحتاج الامر الى قرار جريء وتعاون من قبل اولياء امور التلاميذ لتتقل المدرسة الى مكان آخر قبل فوات الاوان ووقوع ما لايحمد عقباه لاسامح الله .
[img]pictures/2009/10_09/more1256368858_2.jpg[/img][br]
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بالأرقام : الرقابة الصحية في كربلاء تُعلن عن مُجمل خدماتها خلال عام 2024
- مستشفى الحكيم التعليمي يستقبل العام الجديد بولادة أول توأم لعام 2025
- وزير التعليم: قبول أكثر من 3 آلاف طالب دولي في الجامعات العراقية