حجم النص
بقلم:سناء العكيلي هي ثقافة جذرتها ووضعتها في عناوين رسالية إسلامية وقفت فيها المراة العاشورائية كالطود الشامخ. فكان لها دور ريادي كبير ومؤثر سواء في معركة الطف أو بعدها. فعميد الاعلامِ الثوري السيدة زينب (ع) حثت خطاها خلف أخيها في رحلة الشهادة والاباء ومعها نخبة من الهاشميات اللائي شاركن بتلك المهمة وقد تجسدت مشاركة المرأة في المسار الحركيِ للنهضة الحسينية الاصلاحية في ارساء دعائم الاسلامِ وحفظ بيضته عبر تصدير وتشجيعِ الرجال على تلبية نداء شبير كربلاء ومواجهة الاعلامِ الامويِ عند سبي الضعائن. فالحوراء زينب (ع) نسجت في موقف طاغية عصرها يزيد. دورا حضارياً غرس القيمةَ الانسانيةَ في التكوين النفسيِ والعقليِ للرجال وتنمية اتجاهات موضوعية في النهضة المجتمعية، فمجموعة القيم والمفاهيم العاشورائية وافرت ثقافات كفيلة في تربية الناس على مقارعة الظلم والدفاعِ عن الحق في عبارات موجزة نطقتها حناجر الرؤوس الهاشمية الشامخة. فالسيدة النقية فضلت الموت على ركوب العار ودخول نار الزخرف الدنيوية. فلم تعط اعطاء الذليل ولم تَقر اقرار العبيد ولم تفر فرار الخائف من سياط الجلادين. فاعتلت صراط التضحية شموخا فصنع لها التاريخ احرفا من ذهب جسدت الدور الزينبي في ملحمة انتصار الدم على السيف ووضعتها في صفحات ايامنا كذاكرة متجددة تولد بمولد محرم السواد والحزن الذي بكت فيه سماء عاشوراء ومحاجر ارضها دما لمصرعِ بقية الله في ارضه وحجته على عباده. الذين اسسوا لنا مسارات نور تهتدي بها طرقات ايامنا ودهورها.