- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى/ هادي ياسين علي ..أنصحُكَ لوجه الله تعالى ..
حجم النص
د. محمد الفيحان أنا لم أكلف نفسي بالرد على منشورك السخيف لأني أعرفك حق المعرفة واستصغر قدرك في موقفك المشين هذا.. وكنت انتظر منك اعتذارا ارفع من إساءتك النكراء للملايين الذين أدميت قلوبهم وجرحت مشاعرهم ولكن اعتذارك جاء باهتاً وهزيلاً ومسيئاً أيضا..فأحببت أن أوخز ضميرك المريض عسى أن تكون فيه بقيتٌ من حياة ليصحوا..أن حرية التعبير التي تتشدق بها لا تعني المساس بحرمات الآخرين ومقدساتهم وإنما هي الالتزام بالقيم الأخلاقية والثوابت الاجتماعية والمشتركات الإنسانية.عجبي أن تكون أنت ابن مدينة البصرة المدينة التي ولائها للحسين والمدينة التي يخرج أهلها بملايينهم عن بكرة أبيهم في زيارة الأربعين زحفاً للحسين وربما فيهم ومعهم أختك وأمك وأخوك وأبوك وذووك وأنت بهذه الصفاقة والقباحة..هذا أولاً وثانيا..من أنت أمام رجل حتى أعداءه الذين ذبحوه لم يتجرءوا على شتمه بهذه الشتيمة البذيئة التي قلتها.. من أنت أمام رجل فرَ الموت أمامه منهزماً وبقي خالداً يسير ركب الخلود..من أنت أمام رجل قال ينعى نفسه.. يا دهرُ أفٍ لك من خليلِ كم لك بالإصباح والأصيل وكل حي سالك السبيل والموت لا يقبل بالبديل.. كل ما كتبته من شعر وما رسمته من لوحات وكل مجدك الزائف يقف ذليلاً أمام حرفٍ واحد من حروف هذه الأبيات العظيمة و شذرات الموعظة الخالدة..من أنت أمام رجل رمى بدم نحر طفله الرضيع المذبوح بين يديه إلى السماء وهو يقول (هونَ عليَ انه بوجه الله)..من أنت أمام رجل حملوا رأسهُ على الرمح فوق رؤوسهم فراح يرتل بشفاهه النبوية الذابلة القرآن الكريم الذي لم تتصفحه يوماً في حياتك.. من أنت أمام رجل كله إيمان وكله حب وكله حرية وكله حياة وكله عدل وكله حق وكله إصلاح ورحمة وخير للبشرية الرجل الذي قال في محنته يوم عاشوراء..(اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقة وعدة كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة مني إليك عمن سواك.فكشفته وفرجته فأنت وليُ كل نعمة ومنتهى كل رغبة يا غياث المستغيثين)..هل أنت بمستوى الفهم لهذا الدعاء السامي الذي ربما لم يطرق سمعك يوما ما ولم تقرأه لأنك مشغولٌ بغيره..أنا أضعه أمامك حتى تستفيق لنفسك وتصحو لعاقبتك. إن كنت تؤمن بالله واليوم الأخر.. من أنت أمام رجل بكت السماء لأجله وأمطرت دما احمرا عبيطا.. من أنت أمام رجل بكى على قاتليه يوم الطف شفقة عليهم من سعير النار.. من أنت أمام رجل يولد كل يوم في نفوس الأحرار ثورة وحرية وعزيمة وإرادة وقيم ومبادئ وكرامة وآباء.. من أنت يا هادي ياسين علي لتشتم الحسين والأمهات والأخوات الثواكل اللواتي يبكين الحسين ملاذهن الأمين..من أنت ومن أنت ومن أنت.... أنا ادعوك لان تبكي على نفسك بكاءاً مراً وتقدم اعتذارك تحت أقدام الحسين وتطهر صفحتك النجسة بكتابة ما يشفع لك عندك الحسين وإلا فالأولى بك أن تطمر راسك في جيفة تحت الأرض حياءا من دماء الحسين الطاهرة وأقولها لك أن شتيمة الحسين عند الله لن تذهب سدى أبدا وعقابها شديد وحسابها اشد يوم القيامة الذي ربما لا تعترف به ولا تؤمن به ولكنني أنصحك لوجه الله تعالى..وبكلامي هذا لا أنال من شخصك وإنما أوخز ضميرك المريض بإبرة الحق ليصحو وتعتذر من الإمام الحسين بأية صيغة تراها مناسبة شعرا أو نثرا أو رسما أو بكاءا أو زيارةً لعلك تشفى بشفاعة الحسين وإلا فأن وجهك الأنثوي سيبقى بعيداً عن شرف الرجال تلاحقه اللعنة والعار.
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء