اتصل بي الإخوة من سامراء وذكروا أن الزيارة وبحمد الله تمت بنجاح والناس تتوافد على مرقد العسكريين ( عليهما السلام ) بمناسبة استشهاد الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام) فبارك الله بمساعي جميع الإخوة الأعزاء الذين سهلوا أمر هذه الزيارة سواء كانوا من الجهات الرسمية أو الشعبية وخصوصا إخوتنا أهالي سامراء حيث بذلوا ضيافة تتناسب مع هذه الزيارة وان شاء الله تعالى يجعل هذا البلد دائما في امن وأمان، هذا ما استهل به سماحة السيد أحمد الصافي خطبته الثانية.
ثم تعرض ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبته لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامته في الصحن الحسيني الشريف في الثامن من ربيع الأول 1430هـ الموافق 6-3-2009م إلى المساعي الحثيثة التي يبذلها أعضاء مجالس المحافظات لانتخاب المحافظ باعتباره الشخصية التنفيذية الأولى في المحافظة فإنه وبالإضافة إلى الشرائط التي سيضعها الإخوة كل حسب قناعته في الكفاءة والحزم، هذه الأشياء وغيرها يجب توفرها فيمن يعتلي ويتشرف بهذا المنصب خدمة للناس ، مؤكدا إن هناك صفة مهمة ينبغي أن يتصف بها المحافظ ألا وهي صفة الأبوة وهي ليست مطلبا صعبا لكنها في الوقت نفسه ليست سهلة، والإنسان عندما يمارس هذا الدور يشعر بأنه يقوم بأمر مجموعة من الناس فيضطر أن يكون مستوعبا للآخرين وان يوجه النصيحة لهم وان يقوّم الاعوجاج لو كان وبالنتيجة الناس تلجأ إليه لهذه المواقف وغيرها التي تقوم المسيرة وتطور البلد، ونحن لا زلنا نعاني من رواسب الماضي وكلما استطعنا أن نشخص المشكلة استطعنا أن نشخص الحل بشكل أسرع، وحالة الأبوة في شخصية المحافظ - وكلامي هنا لكل المحافظات - سيساهم بشكل فعال في تقريب الكفاءات وتقريب الطاقات الجيدة وبالنتيجة علاج بعض النفوس التي لها مطامع، فالإنسان إذا وجد المسؤول يقرب النزيه ويقرب الكفوء فالإنسان السيئ سيرحل إذا لم يصلح نفسه، والإنسان النظيف سيجد هناك آذانا صاغية لما يقول وبالنتيجة سنؤسس حالة لبناء مدننا قائمة على أساس الثقة والكفاءة والنزاهة، وبناء المدن على هذا الأساس أمر مقدور عليه وليس بمستحيل.
وأبدى سماحة السيد الصافي أسفه من أن السنوات الماضية ليست ملبية للطموح بقوله: أنا اعتقد إن كل الإخوة يرون أن الخمس سنوات الماضية كانت سنوات لا أقول فاشلة في المجالات الخدمية لكنها يمكن أن تكون أفضل والطريق لا زال أمامنا والوقت لا زال أمامنا، فإذا استطعنا أن نكسب الآخرين ونكسب الطاقات والكفاءات سنتشارك في الرأي وإذا تشاركنا في الرأي سنصل إلى الصواب، ونحن الآن تجاوزنا مرحلة الأصوات ووصلنا إلى مرحلة التنفيذ وهي مرحلة مهمة.
وفيما يتعلق بالعراق فإنه بلد غير منفصل عن المنظومة العالمية وهو قد تأخر عن ركب التطور لسنين بسبب الظرف السابق أكد سماحته: لابد أن نسرع في عجلة التقدم، فالوضع المالي عالميا متدهور وشبح التدهور بالنتيجة يخيم على الجميع، والعالم الآن بدأ يستعد ويحاول أن يضخ أموالا هائلة في الأسواق حتى يستمر العرض وبدأ يفتش عن بدائل للطاقة خصوصا مع انكفاء وضعف أسعار النفط، وأضاف قائلا: في العراق عندنا بدائل كثيرة وهناك بديل أحب أن أبينه وهو عنصر السياحة، طبعا زيارة العتبات هناك الكثير ممن هم خارج العراق يتشوقون للزيارة ولكن يصطدمون ببعض العقبات نحن طبعا نحترم الوضع الأمني ولا نريد أن نجعل العراق ساحة للمشاكل الأمنية السابقة، لكن في نفس الوقت لابد أن يجد الآخرون متنفسا في العراق، وتفعيل هذا العنصر يتطلب منا أن نسهل ليس عوامل الزيارة فحسب وإنما عوامل البقاء والاستمرار في هذا البلد، هذا إذا اصطلحنا عليه سياحة دينية فلا نحتاج سوى إلى تسهيلات لانسيابية تدفق الزائرين الأجانب، وإذا نحتاج إلى سياحة غير دينية فانا انقل لكم أرقاما وهي من وزارة السياحة إن العراق الآن فيه أكثر من 12 ألف موقع سياحي مشخص ويصل العدد إلى أكثر من 20 ألف موقع مع المواقع غير المكتشفة والحقيقة تم التأكد من هذا الرقم من مصادر موثوقة، فكل العوامل الآن في العراق مهيأة للنهوض بالواقع السياحي، ولا نحتاج سوى برمجة أمورنا بشكل جيد والناس تبني وتعمل، وأنا لا أريد أن أعطي أرقاما بالحسابات المالية لعوائد السياحة في العراق وبلا شك ولا ريب إن اهتماما بسيطا بهذا الجانب سيوفر للميزانية أكثر من 10 مليار دولار فقط من عوائد السياحة.
وفي الختام نقل سماحته صرخة استغاثة عن مجموعة من أبناء كربلاء المقدسة بشأن المطاحن الأهلية قائلا: الطحين الموجود في المطاحن الأهلية فيه مشاكل حسب هذه الاستغاثة وان شاء الله سنتحقق منها لكن الذي استفزني في الحقيقة في ذلك هذه العبارة [ قال هل يرضى فلان أن تستعين بعض المطاحن بمياه البزول لترتيب الحنطة ولمصلحة من يعاد فتح مطحنة غلقت عشرات المرات وعوقبت بمقدار ذلك لكن القائمين عليها يجيدون لغة الفساد الإداري فيعيدونها إلى الخدمة مرة أخرى ] فالفساد الإداري هو معروف من فلان وفلان ونحن نتألم عندما نسمع عن مثل هكذا قضايا! وإذا أردنا أن نطهر هذا البلد من هؤلاء الثعابين وهذه الحيتان السيئة لا بد أن تقلم أظفارها والحمد لله الدولة استطاعت إلى حد ما السيطرة على إعادة الوضع الأمني ولكن مسالة الفساد الإداري تعيقنا عن البناء والتقدم، كمن يحاول أحدنا أن يلحق بالركب ومجموعة تمسكه بقوة للرجوع به إلى الخلف، ولا بد من وضع حد لهذه الانتهاكات، أسال الله تعالى السلامة للجميع وان يرينا وضعا خاليا من الفساد والمفسدين.
أقرأ ايضاً
- مكتب السيد السيستاني بلبنان يقدم المساعدات الانسانية لـ90% من مراكز النزوح والخفاف يزور بعض المطابخ في احد مراكز النزوح
- محافظ كربلاء يتحدث عن احياء التجاوز ويؤكد استحالة التجاوز على اراضي الدولة مستقبلا
- الامم المتحدة تصف العلاقات بين طهران وبغداد بـ"متشابكة" وطهران تعتبر توجيهات السيد السيستاني الاخيرة خريطة طريق لحكومة العراق.