اعلنت العتبة الحسينية المقدسة انها تمكنت خلال العام الماضي (2024) من افتتاح ثلاث مؤسسات صحية في البصرة وكربلاء المقدسة، كما اطلقت حزمة من البرامج والدورات التدريبية ستسهم برفع مستوى مؤسساتها الطبية وملاكاتها بمختلف اختصاصاتها لتصبح عاملة بالمعايير الدولية في مجال الطب، مشيرة الى ان خططها التوسعية في بناء المستشفيات تصل الى رفع الطاقة الاستيعابية الى سبعة اضعاف ما موجود حاليا.
مؤسسات جديدة
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور "حيدر حمزة العابدي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الهيئة افتتحت خلال العام الماضي (2024) اكاديمية الثقلين لعلاج التوحد واضطراب النمو، ومستشفى الثقلين لعلاج الاورام في محافظة البصرة، ومركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب في محافظة كربلاء المقدسة، وهو مركز يعتبر الاول من نوعه ومعني بتقديم الخدمة الطبية للمرضى الذين يعانون من مشاكل وراثية في العضلات التي تعتبر من الامراض المعقدة جدا كونه يحتاج الى تشخيص دقيق لتوضع له خطة علاجية خاصة، وبالتعاون مع مراكز معروفة توفرت فيه ملاكات طبية خبيرة من اليابان وسنغافورة وانكلترا اعطت للمركز صدى كبير، حتى اصبحت قائمة انتظار الكشف والعلاج على المرضى تصل احيانا الى ستة اشهر، وفيه فريق خاص استطقبناهم من خارج العراق مهمته اخذ "الخزعة" في مكان محدد تحت الرنين، ثم ترسل الى اليابان لوضع الخريطة الجينية لها، ولاول مرة اضفنا خدمة طبية جديدة تتضمن اخذ "الخزعة" من الاعصاب نفسها التي تصاب بهذا المرض وهي الاعصاب المحيطة التي تغذي العضلة دون ضرر على المريض، ويرسل ايضا الى اليابان".
تخصص فريد
واضاف العابدي " اما بالنسبة للمؤسسات القائمة فتمكنت الهيئة من اضافة خدمات طبية جديدة لها، ومنها زرع نخاع العظم للاطفال الذي اصبح له مركز خاص في جزء من مستشفى المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم، وهم فئة لم يكن علاجهم موجود في البلد ويعتبر باهض الثمن والاصابات غير قليلة، وبعد استقطاب فريق طبي خاص معني بهذه الخدمة اجريت مجموعة من العمليات الناجحة وصل عددها الى الآن (14) عملية زرع نخاع من متبرع للاطفال"، مستدركا بالقول ان" الهيئة اخذت على عاتقها توفير البناء المؤسسي للهيئة بالتزامن من توسع خدماتها الطبية وحداثتها، لانها مقبلة لغاية نهاية العقد الزمني الحالي على الوصول الى طاقة استيعابية وحسب المخطط لها الى (7) اضعاف الطاقة الحالية، وهو مشروع مستقبلي كبير جدا يجب ان تكون الهيئة هي الحاكمة لهذه المؤسسات وبمستوى هذا الاستيعاب، لذلك ركزنا خلال هذه المدة على بناء الهيكل التنظيمي والادلة التنظيمية واصبح لدينا "كتيب خاص" لكل ادارة من ادارات الهيئة مثل الموارد البشرية، وادارة العمليات، وجودة الخدمات الطبية، وسلامة المرضى، والادارة المالية، والقانونية والامتثال، وهدفنا الوصول الى نماذج البناء المؤسسي للمؤسسات الناضجة دوليا وبما يمكننا من التعامل مع مؤسسات دولية تنظر دائما الى هيكلك التنظيمي عند رغبتك بتوقيع عقود التعاون والعمل معها، وبالدعم الكبير المقدم لنا من العتبة الحسينية المقدسة سنستطيع تحقيق اهدافنا ويحتاج الى جهد كبير لمدة خمس سنوات ولكننا قطعنا شوطا كبيرا منه".
بناء الكفاءات
وبين انه" بموازاة هذا الهدف لدينا خطط بنا الانسان الذي يشتغل في مؤسسات تعمل بمعايير دولية محكومة بشروط لتديرها كفاءات من داخل المؤسسة وفي هذا الملف تحدي كبير يواجهنا في البلد ومنها ان هناك تخصصات غير موجودة وليست محط اهتمام في العراق، فشرعنا خلال العام الماضي (2024) ببناء هذه القدرات عبر اقامة دورات تدريبية مكثفة على يد مدربين معتمدين من خارج العراق في الادارة الطبية وبناء استراتيجية للمؤسسة لمدراء المستشفيات ورؤساء الاقسام، واعطوا لكل قسم وادارة مستشفى كيفية وضع الخطط لها وبناء استراتيجية خاصة لمؤسسته، وبموازاة هذه السياسة وحتى لا نبقى نعتمد على استقطاب الكفاءات الطبية من الخارج بالرغم من انهم شركائنا في النجاح، لكن في النهاية يجب ان تنقل الخبرات الى داخل البلد عبر الملاكات العاملة لديك، واصبح لدينا الآن مجموعة من البرامج التدريبية وهو مصدر قوة ومنها تأسست اكاديمية وارث للقيادة الصحية وهي المسؤولة عن سد احتياج مؤسساتنا من الملاكات البشرية، وباشرنا باعداد برامج من متدربين من داخل البلد مثل برامج جودة رعاية الخدمات الصحية، والسيطرة على العدوى، والسلامة والصحة المهنية المتضمن السلامة الاشعاعية والبيولوجية، وادارة البيانات، والصيدلة السريرية التي يعاني البلد من شحة ملاكاتها كون الصيدلي اصبح شريكا في اتخاذ قرار علاج المريض".
شهادة الدبلوم
ولفت العابدي الى ان "الهيئة لديها الآن برنامج الحصول على شهادة الدبلوم في تخصص تمريض القلبية، وقد انطلق في جامعة السبطين وهو لاول مرة يستحدث في العراق، واختير الدارسون من مجموعة ممرضين حاصلين على شهادة البكالوريوس في التمريض ولديهم خبرات عمل لسنوات عدة، وسيبقون بالتدريب لمدة سنة كاملة لينالوا شهادة الدبلوم باختصاص تمريض القلب، وفي المستقبل القريب سنخصص برامج لتخصصات اخرى مثل امراض الدم لنيل شهادة الدبلوم بعد البكالوريوس، وهذه البرامج تجعل المؤسسة مستعدة لسد حاجة التوسع المقبل في مستشفياتها ومراكزها الطبية، لان تدريب العاملين على العمل بمعايير دولية هي قضية حساسة جدا، لانها تعتمد على مؤشرات ومعايير يجب ان تكون مطبقة في مؤسساتك وتصبح ثقافة للموظفين العاملين لديك، ولدينا تجربة في افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الاورام في البصرة حيث اختير مجموعة من العاملين بمؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام واثبتوا جدارتهم ومنهم انطلق عمل المستشفى بادارة من داخل مؤسستك المنتجة للملاكات الكفوءة".
النموذج التشغيلي
وتابع بالقول ان" الهيئة عازمة على تطبيق برنامج النموذج التشغيلي وهو عبارة عن مجموعة من المعايير ستصدر في "كتيب" هو الآن قيد الكتابة سيصبح منهجا معتمدا في العمل بأي مستشفى او مركز تابع للهيئة وتصبح ادارة المستشفى مجبرة على التعامل مع هذا النظام المثبت، ويكون لجميع المؤسسات نظام واحد تعمل عليه دون تمييز، وحتى المستشفيات الجديدة ستتبع نفس المعايير المعمول بها في منهاج الهيئة، وهو برنامج انطلق خلال العام الماضي (2024) وهو برنامج يرفع من مستوى وقدرات العاملين على وفق المعايير الدولية في تشغيل المستشفيات، لان احدى مخاطر العمل هي التوسع اذا لم يكن مبني على اساس رصين كون عمل المستشفيات تتعامل مع حياة الناس".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية من خلال اتصالاتها تقدم خدمات كبيرة في مجال التكنولوجيا والامن السيبراني
- العتبة الحسينية: مركز التدريب المهني يخرج طالب منتج وحرفي وصانع بعقلية مهندس
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)