
كم هائل من الاتصالات اليومية وعلى مدار الساعة يتلقاها الخط الساخن (911) الذي اصبح بديلا عن اكثر من (26) خط ساخن سابق يعمل عليه اكثر من (150) ضابط ومنتسب من الرجال والنساء، ويتلقى مئة اتصال بوقت واحد، تلك الردود على الاتصالات تنقذ حياة الناس وتسعفهم وتحميهم وتقدم لهم الخدمات، وتطفئ الحرائق وتحمي ممتلكات المواطنين وتنقذ الغرقى والجرحى، ورغم ذلك فإن هذا الخط الساخن يتلقى بين الحين والآخر مكالمات احداثها غريبة ومشكلاتها عجيبة تطلب العون والنجدة والاسعاف، ويقوم منتسبو الخط على الفور بتلبية طلباتهم.
خطوبة مزيفة وابتزاز
يقول مدير مديرية الاستجابة والسيطرة المركزية في دائرة عمليات وزارة الداخلية العميد الدكتور " رائد عبد الكريم" في حديثه مع وكالة نون الخبرية ان" كثير من الحوادث الغريبة والخطرة حصلت وتفاعل معها منتسبونا واغاثوها ومنها حادث ابتزاز الكتروني مؤسف حصل في احدى مناطق بغداد ارتكبه رجل بحق امرأة بعد ان وثقت به ووعدها بالزواج، بل جلب معه اهله ليتكلم مع اهلها بالخطوبة والزواج وتبين ان كل ما فعله مزيف بالكامل، لأنه لم يجري عقد الزواج في المحاكم الرسمية ولا اجرى العقد عند احد السادة او المشايخ المجازين بهذا الشأن، وتبين انه استغل الفتاة استغلال مادي بشع وقام بالضغط عليها وهددها بنشر صور خاصة لها حصل عليها بحجة الخطوبة والزواج، ويطالبها دائما بإعطائه الاموال لأنه محتاج، واضطرت الفتاة الى بيع ذهبا ومقتنياتها وسلمتها مع ما لديها من اموال اليه، وبعد ان حصل خلاف بينهما وصل به الامر الى طلب مبلغ كبير منها قدره (10) مليون دينار عراقي او تهديدها بنشر صورها والفضيحة، ولأنها لا تملك أي حل وتخشى الفضيحة تصرفت بانها خاضعة لرغبته وواعدته بتدبير المبلغ لتسليمه اليه، لكن حالتها المادية وظروفها لا تسعفها على تدبير المبلغ، وتحدد بينهما المكان والتاريخ والوقت للتسليم، وقبل اقل من (20) دقيقة من لقائهما استجمعت قواها وشجاعتها واتصلت بالخط الساخن (911) وشرحت بخوفها ورعبها ظروفها لاحد الضباط وابلغته بالوقت المتبقي الذي لا يتجاوز (15) دقيقة، وعلى الفور شكلت خلية فورية تضم صنوف متخصصة عدة من وزارة الداخلية مثل الاستخبارات ومكافحة الجرائم والنجدة وشرطة الكرخ وبأقصى سرعة تم نصب الكمين المحكم للمتهم المبتز بالتعاون مع اقرب قوة موجودة في المنطقة، وفعلا حصل اللقاء بينهما وتمكنت القوة المختصة من القاء القبض عليه وانقاذ الفتاة".
عصابات المخدرات
في كثير من الاحيان يكون للمواطن دور مهم وحيوي بل محوري في مساعدة القوات الامنية على تنفيذ الكثير من الواجبات التي تحفظ الامن وحقوق الناس وتردع المجرمين وأخطرها ملف المخدرات الذي يقول عنه العميد "عبد الكريم" ان" كل شهر يمر يتلقى الخط الساخن (911) بلاغات ناتجة من تعاون المواطنين عن جرائم المخدرات تتراوح بين (100 ــ 200) بلاغ، في حين ان اوقات كثيرة يحجم المواطن عن الابلاغ عن جرائم او حوادث او تجاوزات او تصرفات تخل بأمن الناس او حياتهم بحجة خشيته من الوقوع بالمشكلات او يحضرونني كشاهد وقد يتعرف علي المتهم او ذويه وقد لا تثبت التهمة عليه وعند خروجه يبدأ التهديد بـ"الكوامة" و"الدكة العشائرية" او الانتقام، ولكن المديرية انتهجت اسلوبا جديدا في العمل يسمى "فاعل الخير"، ولتوضيح الامر فإن المواطن عندما يطلب النجدة ويكون هو صاحب الشأن لحادث حريق او سرقة او اعتداء او غيره وقع له او لعائلته ويطلب الاسعاف او الاطفاء، تقدم له الخدمة كونه يعرف عن نفسه وعنوانه للضابط او المنتسب الذي يرد على الاتصال، وعلى اثرها تصله القوة المختصة للمساعدة، وفي بعض الاحيان يكون المواطن مستطرق وليس متضررا او متهما لكن رأى الحادث، وهنا يكون المواطن هو عين الامن ومسؤوليته الوطنية والانسانية بالإخبار عن الحادث لتأخذ المؤسسة الامنية دورها، وعلى سبيل المثال تتصل وتقول عند مروري بالطريق الدولي شاهدت وقوع حادث سير لسيارة بداخلها عائلة في المنطقة الفلانية وانا (فاعل خير) ولست طرفا بالموضوع، وهنا ستكون هويتك سرية وطي الكتمان، لكن ما قدمته من اخبار سينقذ ارواح ربما صاحب الحادث والضرر يكون فاقد الوعي جراء الحادث".
العين الثالثة
ويكمل حديثه بالقول "نفس الحال بالإخبار عن قيام عصابة بالسرقة او الخطف او ارتكاب اي جرم يمكن للمواطن الابلاغ واعطاء المكان ونوع السيارة او رقمها ومواصفات الفاعل دون كشف هويته، لان المواطن هو عين الوزارة الثالثة، وابسط دليل هو القاء القبض على الكثير من تجار ومروجي المخدرات والمتعاطين بسرعة ودون معرفة المتهم كيف وصلت اليه القوات الامنية وتمكنا من تفكيك الكثير من الشبكات، وكذلك تعاون المواطن مع القوات الامنية والابلاغ عنهم من داخل تلك الشبكات"، مشددا على ان " رقم الخط الساخن (911) مجاني ومتاح للمواطنين في جميع المحافظات باستخدامه، للحالات الطارئة فقط، لانه مخصص لهذا الغرض، وعند مشاهدة اي حالة مخالفة للضوابط الامنية او فيها مخاطر على الناس فالضرورة تحتم عليهم الابلاغ عنها، والابتعاد عن الاتصال لغرض الازعاج او الترفيه او لامور غير مهمة، لان اشغال الضابط باتصال غير مهم سيعيق عمله ويحرم غيره من الاتصالات للاستجابة وتلبية الطلب لشخص يتعرض لحالة خطرة او موت مؤكد، ومن جانب آخر على المواطن الذي يبلغ عن اي حالة ويريد المحافظة على خصوصيته وكتمان شخصيته يصرح فقط بأنه (فاعل خير) وسيتخذ الاجراء بهذا الشأن فورا".
انقاذ قطة وطفل
من غرائب الاتصالات التي وردت الى مديرية الاستجابة على الخط الساخن (911) يرويها منتسب المديرية الرائد "عمار علي" لوكالة نون الخبرية بقوله" اغرب اتصال ورد الينا قبل ايام يخبرنا مواطن بوجود "قطة" عالقة في احد اعمدة الضغط العالي الناقلة للتيار الكهربائي بالعاصمة بغداد، واستجيب للطلب على الفور كونها "روح" تستحق الانقاذ وان م تكن من البشر، ووجهنا الدفاع المدني وشرطة الكهرباء الذين استنفروا جهودهم وتمكنوا من انقاذها من الموت"، مشيرا الى ان " حوادث العنف الاسري تردنا عليها اتصالات كثيرة ومنها ان مشكلة حصلت بين زوجين في منطقة الشعب بالعاصمة بغداد، قامت على اثرها الام بترك الشقة وطفلها مع ابيه وخرجت، و خرج الاب هو الآخر من الشقة بعد اقفال الباب على ابنه الطفل الصغير حيث بقي طوال اليوم وحيدا في البيت يبكي بحرقة دون طعام او شراب، الى ان تنبه الجيران اليه واتصلوا بالخط الساخن (911) واستجيب لطلبهم وتوجه فريق من مديرية الشرطة المجتمعية بعد استحصال قرار القاضي المختص وتمكنوا من فتح الباب وانقاذ الطفل".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- اختزل (26) خط طوارئ برقم واحد.. (911) خط ساخن مجاني منتسبوه يردون بخمس لغات ويقدم (71) خدمة
- بميزة رمز الاستجابة السريعة "QR CODE":ممثل السيستاني يرعى حفل اسدال الستار عن برنامج "مصحف التفاسير والختمات المرتلة"
- أحداث كركوك.. الخطاب "العنصري" إلى أين؟