- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مسلسل معاوية. دراما بلا تاريخ!
حجم النص

بقلم: الدكتور علي القيسي
إن كنت تنوي مشاهدة مسلسل معاوية فأنصحك أن تتعامل معه كحكاية خيالية منفصلة تماماً عن أي سياق تاريخي جغرافي أو حتى منطقي! لا تحاول ربطه بالقرن السابع لأن الملابس، الديكورات، وحتى الشخصيات لا تمت لتلك الحقبة بأي صلة. هو مسلسل يعيش في زمن هارون الرشيد، لكن عن رجل يدعى معاوية أو ربما هو مجرد مسلسل تركي على شاكلة (قيامة أرطغرل).. يعيد كتابة التاريخ ولكن بسذاجة منقطعة النظير..!
أما عن الإسقاطات السياسية أو الأيديولوجية في المسلسل، فهي إما ساذجة أو مكشوفة بشكل يثير الشفقة، وليست حتى على درجة من الذكاء تجعلك تفكر مرتين..!
كل شيء فيه يصرخ بأن من قرر إنتاجه يحتاج إلى فحص عقلي عاجل لكنه بالطبع لن يجريه! لأننا في زمن تنتج فيه التفاهات على حساب الوعي وتدعم الرداءة على حساب المعرفة!
والمضحك المبكي أن المسلسل ليس إسلامياً لا سنياً ولا شيعياً ولا حتى محاولة جادة لتقديم رواية ما. هو فقط حالة فوضوية من العبث التاريخي صنعها كاتب ومخرج تورطا في مشروع ضخم بلا أي رؤية حقيقية. ومع ذلك لا تقلق عليهما فقد تقاضيا أجراً سخياً، وغالباً سيتبرآن من العمل لاحقاً كما يحدث في مثل هذه المشاريع الفاشلة!
لذلك نصيحتي بعد المشاهدة. إن كنت تبحث عن المتعة فلا تحاول أن تأخذ المسلسل بجدية. فقط شاهده كقصة خيالية لرجل اسمه معاوية يعيش في عصر لا علاقة له بأي واقع تاريخي معروف، واستمتع بالزخارف والديكورات التي تبدو وكأنها قادمة من ألف ليلة وليلة.. أو تعامل معه كمسلسل فانتازي بميزانية ضخمة لكنه بلا روح بلا هوية وبالتأكيد بلا عقل!
ورحم الله مصطفى العقاد!