سلمان سايق اجرة يعمل بين بغداد والبصرة في الخمسينات من القرن الماضي.
في احد الايام وهو بالطريق. في مشارف الكوت شاهد راكب يلوح بيده يريد الذهاب للبصره فقال (آخوان خلوه يصعد رابع وياكم بالاخير) اعترض احد الركاب يلبس ربطة عنق انيقة وكان رد سلمان (يصعد وغصبن عليك) المهم صعد هذا الراكب وبالقرب من العمارة شاهد راكب اخر يلوح بيده فتوقف سلمان... اعترض نفس الراكب الانيق وكان رد سلمان (يصعد خامس واذا حجيت اكسر رأسك بالهندر) فسكت على مضض رغم تداخل أضلع الركاب ولكن الخوف من تهديد سلمان بضربهم (بالهندر) سكتوا...لما وصلوا الى كراج البصره ليلاً، قام هذا الراكب بتسجيل رقم سيارة سلمان وفي اليوم التالي فوجئ سلمان بالشرطه. تسأل عن صاحب السياره أخذوه من دون أي سؤال الى محكمة البصره وأدخلوه على الحاكم (القاضي كما يسمى في يومنا الحاضر) نظر سلمان وهو مرعوب لان الحاكم هو ذلك الراكب الأنيق الذي هدده مراراً بضربه (بالهندر) فقال له الحاكم: (تكسر راسي بالهندر ها؟) فكان جواب سلمان سيدي البارحه كان (الهندر بيدي واليوم الهندر بيدك... وانت بكيفك وانت ومروتك)...ضحك الحاكم حتى كاد يسقط من الكرسي وأطلق سراح سلمان
واليوم الهندر للاسف بيد من لا يرحم!! لا بل يقتل ويفسد ويسرق المال العام وبمسميات ما انزل الله بها من سلطان مرة باسم الدين واخرى باسم المذهب ومرة اللحمة ومرة الحزب ومرة الحرية..وشعب ضاع بين كل هذه المسميات ولا يعرف ماذا يفعل مع من بيده الهندر اليوم....