ماهر ضياء محيي الدين
تبنى السدود لحزن المياه، للاستفادة منها في عدة موارد، فهي مصدر قوة وطاقة للشعوب ودولها، لكن في سدنا هذا عنوان اخر ليس لحزن المياه، إنما للإغراض أخرى 0
أطالت أمد الحرب المشتعلة في سوريا، ودخولها مراحل تنذر بالخطر القادم، قد يكون الأسوأ منذ بدء الأزمة السورية، لذا جاءت القمة الأخيرة الروسية الإيرانية التركية ، والتي أعطت رسالة واضحة شديدة اللهجة للآخرين، حيث كان بيانها الختامي بمثابة طلقة الرحمة لإنهاء معاناة وماسي شعب تحمل الكثير، وما زال الطريق طويل وشاق نحو الوصول بر الأمان لكن بمساعدة الدول الثلاثة يمكن تحقيق ذلك 0
حسمت هذا القمة عدة أمور , أولا انحياز الموقف التركي إلى الجانب الروسي والإيراني، وبذلك خسرت أمريكا حليفا ستراتيجيا ومؤثرة في المنطقة وهي تركيا، بسبب السياسية غير الحكيمة منها، وخصوصا دعمهم المستمرة للفصائل الكردية والتي هي عقدة الأتراك وعدوهم اللدود، وهو انتصار (ضربة معلم) للسيد بوتين 0
والأمر الأخر المهم التأكيد على وحدة الأرض السورية , وهذا بحد ذاته تحول كبير في المواقف السابقة، حيث سعت بعض الجهات إلى خلق وضع جديد، وفق مجريات الواقع بمعنى اخر وأدق كل الأرضي التي سيطرة عليها من عدة فصائل مسلحة وغيرها، لا يمكن القبول بيه تحت إي مسمى نهائيا، وسيطرة القوات التركية على بعض المناطق ينطبق عليه هذا الاتفاق إلا ما كانت هناك اتفاقيات سرية، وهذا ستكشف عنه الأيام المقبلة 0
وهنا أصبح مستقبل كل فصائل المسلحة منتهي سياسيا وعسكريا ، لان الدولة الثلاثة وعدت على استقرار الوضع في سوريا،ومن المستحيل إن ترضى هذه الفصائل ، لان لها ارتباطاتها الخارجية وأجندتها الداخلية، وخصوص الكردية منها،لان وجودها لا يقتصر تأثيره على المشهد السوري وحده، بل على التركي والإيراني وحتى العراقي 0
ومن قبلها رفض تواجد إي قوات خارجية حاليا ومستقبلا، وهذا هدف القمة الأساسي، لان تواجدها سبب مشاكل عديدة، وعقد المشهد أكثر، وهي عملت على ذلك بكل الوسائل والطرق، لتأتي مرحلة إنهاء وجودها وهنا ستلعب السياسية وخفاياه لحل هذا المعضلة، لان الخيار العسكري والمواجهة المباشرة ستولد نتائج وخيمة على الكل، إلا ما اقتضت الأمور إلى ذلك 0
لعل فحوى الرسالة التي إرادة إيصالها الدول الثلاثة إلى العالم، بأننا سنكون بالمرصاد لكل المخططات وأي عدوان، وسنعمل على تحقيق ذلك , مهما كان الثمن والوقت لذلك، وان مستقبل سوريا ومصيرها يحددها الشعب وحده، دون تدخلات خارجية، وان الوقت قد حان لإنهاء هذا الملف لأننا تحملنا العبء الأكبر من هذا الصراع المدمر0
وكما قلنا في المقدمة تبنى السدود لإغراض عدة، وحيث بنت الدول الثلاثة (السد العالي) لحماية دولهم، وتحقيق مصالحها بالمرتبة الأولى، وستبنى هذه السدود على أرضينا،ودماء شعوبناهي من تملى تلك السدود، لان جثث قتلنا هي من ستكون المادة التي يبنى بيه السد 0
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- تمديد الدراسة الجامعية: فرص ورهانات لتطوير التعليم العالي
- خمس عواقب وخيمة لرداءة التعليم العالي