- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أَلْعِرَاق؛ غَيَابُ أَلْعَمَلِ أَلْحِزْبِي!
نــــــــــــــــزار حيدر
أ/ إِنَّ أَغلب المشاكل السياسيَّة التي يعيشها العراق سببها غَياب العمل الحزبي الحقيقي، والذي أَنتج أَحزاباً غير وطنيَّةً [دينيَّة أَو مذهبيَّة أَو إِثنيَّة أَو حتَّى أُسرِيَّة وعشائريَّة كالحزبِ الدِّيمقراطي الكُردستاني وتيَّار الحِكمةالذي انشقَّ عَنِ المجلس الأَعلى] ما قضى على الرُّوح الوطنيَّة بشَكلٍ واضحٍ عندما أَلغى معيار الولاء للوطن لصالح الولاء للزَّعيم! ولذلك نسمع السياسيِّين دائماً يتحدَّثون بلُغةِ مصالح المكوِّنات [الزَّعامات] وليس بلغةِ مصالح المُواطن!.
ولذات السَّبب نرى هذه الفوضى في تسجيل الأَحزاب والكيانات السياسيَّة مع كلِّ موسمٍ إِنتخابي وكذلك فوضى التَّحالفات!
ب/ سنظلُّ نشهد هذه المُناكفات قَبْلَ وبعدَ كلِّ عمليَّةٍ إِنتخابيَّة مازالت أَحزابنا غير وطنيَّة! فسنظلُّ نعيش في ظلِّ المُحاصصة ودولة الكانتونات التي تُعرقل العمليَّة السياسيَّة وتشلُّ عمل السُّلطات الثَّلاث [التشريعيَّة التي تفشل في الرَّقابة والمُحاسبة والتنفيذيَّة التي تفشل في تنفيذ برنامجِها الانتخابي والقضائيَّة التي تفشل في تحقيق مبدأ (القانون فَوْقَ الجميع)].
ج/ إِدارة الرَّئيس ترامب تبني استراتيجيَّتها على أَساس الاستمرار في حلبِ ضرع البقرة في الخليج وتحديداً [الرِّياض والدَّوحة والامارات] ولا يتحقَّق لها ذلك إِلّا من خلال النَّفخ في العدوِّ المُفترض وتحويلهُ إِلى بُعبعٍ يُرهبُ ويُخيف! وليس إِلّا طهران هي هذا العدوُّ بعد أَن باتت علاقة هذه الدُّول وتحديداً نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة، الذي يمتلك الشرعيَّة الدينيَّة في نظر الرأي العام الاسلامي والعربي، مع إِسرائيل على ما يُرام!.
د/ ليس أَمام إِدارة الرَّئيس ترامب إِلّا أَن تنحني أَمام عاصفة حُزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على موسكو وذلك لسبَبين؛
١/ الاتِّهامات الخطيرة التي تواجهها بشأن علاقة الأَخيرة بالانتخابات الرِّئاسيَّة! فإنَّ أَيِّ دفاعٍ هو بمثابة تثبيت للتُّهمة!.
٢/ كأسلوبٍ وحيدٍ متبقِّي أَمامها للانتقام من موسكو التي تسبَّبت بهزائم وفشل متكرِّر لها ولحلفائِها التقليديِّين في أَكثر من ملفٍّ وعلى رأسِها سوريا واليمن!.
هـ/ لقد أَكل القضاءُ الأَميركي القرار الرِّئاسي الخاص بشأن هجرة المسلمين كما أَكلت الإِرضة صحيفة المُشركين التي علَّقوها على باب الكعبةِ والقاضية بمقاطعةِ المسلمين!.
لقد تآكل القرار حتى تمَّ الْيَوْم الإعلان عن إِلغائهِ بعد أَن لم يعُد له داعٍ حقيقيٍّ وواقعيٍّ!.
و/ كيف يُمْكِنُ للأَميركيين أَن ينحوا بخلافاتهِم جانِباً مع إِستمرار وجود السَّبب المُباشر في قمَّة الهرم؟! أَوليسَ أَنَّ المنهجيَّة العُنصريَّة ومنهجيَّة إِثارة الأَزمات التي يتبنَّاها الرَّئيس ترامب هي السَّبب وراء كلَّ هذا الانقسام في المُجتمع الأَميركي؟!.
ز/ الرَّئيس ترامب يجتهد لمصادرةِ النَّصر النَّاجز الذي حقَّقهُ العراقيُّون في الحربِ على الإِرهاب لصالحهِ وتسويقهُ كمُنجزٍ [تاريخيٍّ] لادارتهِ! في محاولةٍ مِنْهُ لتضليلِ الرَّأي العام!.
ومن أَجل معرفة الحقيقة ينبغي الانتباه إِلى أَمرَين في غاية الأَهميَّة؛
١/ إِنَّ الرَّئيس ترامب قتل من [المدنيِّين] العراقيِّين وتحديداً في الموصل خلال العام المُنصرم أَضعاف ما قتلهُ الارهابيُّون منهم وذلك تحتَ مُسمَّى [النِّيران الصَّديقة]!.
٢/ لقد بذلَ أَقصى جهودهُ [الاستخباراتيَّة] لإِعادةِ تدوير الجماعات الإرهابيَّة في المنطقة طبقاً لتقاريرَ دوليَّة نُشرت في الغرب!.
إِنَّهُما دليلان على كَذِب إِدِّعاءاتهِ وعدم صدقِ نواياه في الحربِ على الارهاب عندما يتجاوز دور فتوى المرجعِ الأَعلى وقوَّات الحشد الشَّعبي وتضحيات الشُّهداء في تحقيقِ الإِنجاز الوطني التَّاريخي النَّاجز!.
٣١ كانُون أَلثَّاني ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com