بقلم رحيم الشاهر- عضو اتحاد ادباء ادباء العراق([1])
في سلسلة مقالات لماء الذهب:
انا اكتب، إذن انا كلكامش(مقولة الكاتب) ([2])
انا فوق القياس، فلا تظلموني ياعبدة صنم القياس!(مقولة الكاتب)
من يراني اعطف اسم النرويج على اسم العراق، بهذه الطريقة يظن أننا في مهرجان مباريات رياضية، او في خبر سياسي طارئ، كأن العراق اتفق مع النرويج في كذا مسألة، او في كذا اتفاقية، او أننا بلدان متجاوران، احتربا لكذا فترة من الزمن، ثم اهديا الى طريق السلام بعد فترة، او أننا بلدان يعودان الى اصل واحد كالمانيا والمانيا، وكوريا وكوريا و000 الخ، وما هذا عنيت، ولا هذا أردت، المسألة بما فيها:أني عنيت عميق الفارق والتنافر بين الدولتين، او الأمتين حضاريا واقتصاديا ومدنيا، وتألقيا، واعماريا وتطلعيا، فالعراق بالنسبة إلى النرويج بمقياس الحضارة العصرية، هو دون ان يتعب نفسه ويضاهي غيره، فهو دون الرقم، ودون التطلع، بل لابد من جر حرف الجر من بين الدولتين العظيمتين في هذه المفارقة وإخراجه من بينهما، ورميه جانبا، ليذهب العراق الى صوماله وأفغانه وو00 الخ، وتذهب النرويج الى بلجيكها وسويدها ودنماركها وو000 الخ، اعني في هذا النظائر في التخلف، او التقدم 0
عراق اليوم ليس كعراق الأمس، عراق اليوم ماهو الا هيكل مفرغ، من كل مغريات ومسميات الأمس، فهو ومنذ ان وقع في فم التمساح الأمريكي البغيض!، لم يسلم على معالم حضارة الأمس، ولم يواكب حضارة اليوم، فمعالم حضارة الأمس، صارت من نصيب السراق والقتلة والاحتلاليين والوافدين الغرباء 0
النرويج بموجب الصورة التي استوحيتها من كلام السيدة زينب السامرائي المغتربة هناك - بلد كأن النجوم تتلألأ على مساحة أرضه، وكأن أهله الملائكة، فلا تجد عندهم وعاظ الطائفية، ولا ناعقي العنصرية يبثون سموم الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ولاتجد الفقر المدقع، ولا الخرافة، ولا المخرفين، ولا الأصنام، ولا الانتهازيين 00
انه بلد الطبيعة النضرة، والخضرة الندية، والعطر الجذاب، والإنسانية البهية، والأعراق السخية،بلد اخذ نظرية حقوق إنسانه من أعظم رجل في الكون، أخذها من علي ع وهو ينصب واليه على مصر مالك الاشتر ، قائلا00 اما اخ لك في الدين، او نظير لك في الخلق00
النرويج، بلد علم أن السباق نحو الحضارة، لايتم من خلال السراق والتنابلة، وإنما من خلال العمل والعدل، والنزاهة، فلا تجد عند النرويج من مهمش سوى العاطل المعطل، الذي شاء دور التخريب والفساد والاتكالية فلم يجده، بينما في عراقنا تجد عكس المفارقة، ان المهمش هو المبدع الأصيل، والمنتج المعيل، وهذا هو الفارق بيننا وبين بلد يمحو الخريطة بأهله اسمه النرويج0 وهنالك فارق آخر بيننا وبين النرويج، فنحن مكبلون في مسيرنا الأزلي، بكثير من القيود وحاولنا مرارا ان نخلط بين القيود الاجتماعية والمفخخات الفكرية والدينية والتاريخية، فضاعت علينا البوصلة ونحن في عرض البحر، او في متاهة الصحراء، او في خطوط عرض الفضاء او طولها، وفي مخلوط القيم، وقعنا في فخ التعطيل، ورجعنا إلى ماوراء الوراء0
فمنظومتنا الاجتماعية بمجرد ان يصفعها الاحتلال، تتقافز الشياطين من مخابئها، فترى أمامك شيطان الفساد والفرهود والحوسمة، والفضائيين والبرمائيين، والحيتان، والمهمشين في خارطة الوهم، فمن يبتكر جهازا في النرويج، ليس كمن يبتكر لدينا طريقة في السرقة، او التهميش، او الالتفاف على حق الغير، او العبثية،او تعطيل عجلة المسير، لذلك ترانا وكأننا نخوض وننهل من تاريخ الولايات المتحدة الشيطانية، قبل 200سنة من تاريخها الملطخ بدماء فتنها الداخلية، ودماء ضحياها من الشعوب 0
ولا يعني هذا، أن العراق في الأهمية دون النرويج حاشا لله تعالى، ولكنه النبي الذي مازال في خضم شقاء الرسالة!
هذا مااردت أن أبوح به على هامش لقائكما، ياانور الحمداني العراقي العراقي، ويازينب السامرائي، العراقية النرويجية 00
([1]) تكرار لفظة الادباء، معيار يبحث عن العقلاء
([2]) للشاعر لائحة اقوال وآراء ينفرد بها عن غيره
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي