بقلم:عبد الرزاق عبد الكريم الخفاجي
يزور مدينة كربلاء رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية اضافة للوفود الرسمية وعلى مختلف الطبقات من وزراء ومسؤولين وذلك لمنزلتها العظيمة في نفوس المسلمين على اختلاف مذاهبهم.
وعلى ضوء ذلك يتطلب القيام بواجب الضيافة الكاملة، بالرغم من أهمية المدينة السياحية والدينية فلم يتوفر فيها منشأ سياحي يليق بالضيافة سوى فندق كربلاء السياحي التابع للمؤسسة العامة للسياحة الكائن في حي الحسين (ع) مركز المدينة ولم يكن متكامل الخدمات ومع ذلك كانت تقام فيه واجبات الضيافة للوفود الزائرة.
بعد منتصف سبعينات القرن الماضي قررت المحافظة بعد تقديم مقترح من قبلي (مديرية املاك الادارة المحلية) القيام بإنشاء مشروع دار ضيافة لاستقبال الوفود الزائرة يكون في منطقة الامام عون، للاستراحة ومن ثم التوجه الى كربلاء لأداء مراسيم الزيارة ومن ثم تناول وجبة الغذاء في الفندق السياحي وقد تم انشاء دار الاستراحة فعلا.
ثم طلب من وزارة التخطيط طرح مشروع انشاء دار ضيافة متطورة تليق بمدينة كربلاء على حساب خطة التنمية القومية وهي تستقبل الملوك والرؤساء والمسؤولين من مختلف بقاع العالم، كما طلب من احدى المؤسسات الهندسية الاستشارية عمل التصاميم اللازمة للمشروع، وفعلا تم اكمال التصاميم الكاملة واختير الموقع المناسب والكائن في الشارع العام الذي يربط مركز المدينة من طرف باب قبلة الامام الحسين (ع) والواصل الى حي الحسين على نهر الهنيدية، وبعد مصادقة مشاريع خطة التنمية القومية في حينه لوحظ ادراج المشروع وبكلفة قليلة جدا لا تتجاوز (55) ألف دينار مما اضطرنا الى صرف المبلغ وانشاء هيكل البناية فقط وعند عدم التنفيذ وصرف المبلغ ممكن الغاء المشروع، ووضعنا وزارة التخطيط أمام مسؤوليتها برصد المبالغ اللازمة لإكمال البناية وبعد الحاح ومتابعة تم رصد مبلغ (250) ألف دينار لإكمال المشروع واعلن عن مناقصة المشروع ولعدة مرات دون أن يتقدم راغب لتنفيذ العمل وذلك لقلة المبلغ لما مطلوب تنفيذه من أبنية متكاملة وأقل عطاء قدم من قبل المقاولين بمبلغ (400) ألف دينار وخوفا من مرور الوقت وانتهاء السنة المالية وذهاب المشروع اضطرت المحافظة أن تباشر بتنفيذ المشروع بشكل مباشر عن طريق (الأمانة).
شكلت لجنة تنفيذ العمل من أربعة أشخاص كنت أحد أعضاء اللجنة مع المهندس حسين قلي نور علي مع موظف حسابي ومراقب عمل وتم تنفيذ العمل بشكل متكامل وبأعلى المواصفات ووفرنا للدولة مبلغ (162) ألف دينار، اقترحت المحافظة على وزارة الداخلية تكريم أعضاء اللجنة بمبلغ ثلاثة آلاف دينار لكل واحد من أعضاء اللجنة وتحويل المبلغ الى الشركة العامة للسيارات لتجهيزهم بسيارة حيث كان سعر السيارة يساوي المبلغ المذكور إلاّ الوزارة لم توافق وبينت بأن صلاحيتها محصورة بـ (150) دينارا لكل شخص حسب تعليمات وزارة المالية.
أكملت البناية ولكن بدون أثاث ولم توافق الجهات المعنية في بغداد من رصد المبلغ لشراء الأثاث المطلوب، استثمرنا زيارة نائب رئيس الجمهورية الى كربلاء وطلبنا منه زيارة دار الضيافة، زارها وأعجب بتصاميمها ودقة التنفيذ وطلبنا منه التوسط للوزارة لتخصيص مبلغ للأثاث وفعلا رصد المبلغ وتم استيراد الأثاث من ايطاليا.
استثمرت البناية وحلت الوفود فيها وأصبحت معلما من معالم مدينة كربلاء ولا تزال شاخصة لليوم الحاضر.
والبناية مشيدة على شكل حرف (L) وتحتوي على 11 غرفة في الطابق العلوي, أما الطابق الأرضي يتكون من قاعة استقبال بمساحة 400متر مربع ومطعم ومطبخ واستعلامات وحدائق خلفية.
الموضوع مستل من كتاب متصرفين ومحافظين عاصرتهم.. معالم.. مواقف.. أحداث ـ مخطوط
أقرأ ايضاً
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي
- سلطة المشرع في إصدار النص القانوني المقضي بعدم دستوريته مجدداً
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها