استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، وفدا من نقابة المعلمين العراقيين وضم الوفد جميع رؤساء فرع النقابة في محافظات العراق.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال اسقباله وفد من نقابة المعلمين العراقيين، والذي حضرته وكالة نون الخبرية، ان "من اشرف واقدس المهام والوظائف، هي مهمة التربية والتعليم، بدليل ان الايات القرآنية التي تحدثت عن مهام الانبياء وهم اقدس واشرف البشر، بينت الايات القرآنية الكريمة، ان مهمتهم الاساسية هي التربية والتعليم، لذلك اخواني انتم الان جميعاً والمعلمين والمدرسين تشرفتم وكلفتم بأقدس واشرف مهمة، فلا بد ان تعطى هذه القداسة استحقاقها".
واضاف، انه "لابد ان نبحث عن مصالح بلدنا، وماهو المطلوب منا تجاه العملية التربوية، وما هو المطلوب منا تجاه ابناءنا الطلبة، ولابد ان يكون هناك توجه نحو كيفية تحسين، اداء العملية التربوية بحيث نصل، الى بناء الطالب، بناءاً علمياً وتربوياً صحيحاً، لكي نصل النتائج المرجوة، وهي بناء الانسان الصالح"، مبيناً، ان "بناء الانسان الصالح الذي يساهم في بناء الوطن المستقر والسعيد انما هو بالعملية التعليمية الرصينة، وبنفس الوقت البناء التربوي".
وتابع الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ان "هذا الانسان الصالح الذي قد يتسلم في المستقبل موقعاً قيادياً مهماً في البلد، فعليكم ان تسعوا لبناء شخصية رئيساً للجمهورية او رئيساً للوزراء يمتلك مقومات الرئاسة الصالحة للبلد"، منوهاً، "اخواني اذا اجهدتم انفسكم في بناء هذا الطالب في المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ومن ثم الجامعة، فصنعتم من هذا الطالب، الذي قد سيكون رئيساً للوزراء، فانكم صنعتم السعادة للمجتمع بأكمله".
واضاف ممثل المرجع السيستاني، ان "العملية التربوية تعاني من الكثير منها ما يتعلق بقلة عدد المدارس وتجاوز عدد الطلبة في الصف الواحد اكثر من 90 طالباً، ولكن علينا ان نتجاوز هذه الظروف من اجل بناء جيل جديد صالح لقيادة البلد".
واشار الشيخ الكربلائي، خلال حديثه، لوفد نقابة المعلمين، ان "المعركة العسكرية مع تنظيم داعش الارهابي قد انتهت، اما معركة الفكر لم تنتهي، فالفكر الاسلامي الصحيح تم تحريفه وظلل الكثير من الناس، فلابد ان يكون هناك دور للكوادر التربوية في توعية المجتمع، وخصوصاً الاطفال، والتركيز على بناء المواطنة الصالحة".
من جانبه، قال نقيب المعلمين العراقيين، عباس كاظم السوداني، في حديث لوكالة نون الخبرية، "جئنا الى ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي وفي جعبتنا الكثير من الهموم تجاه العملية التربوية، تتعلق بالطلبة والمعلمين والمناهج الدراسية، وكذلك البنى التحتية للمدراس"، مبيناً ان "ما تعانيه العملية التربوية من مأساة حقيقية متمثلة بنقص عدد المدارس، وارتفاع عدد الطلبة داخل الصف الواحد، كما توجد مدارس تم تهديمها ولم تبنى، وهناك مدارس قد بنيت ولكن دون المستوى المطلوب"، مشيراً الى انه "من المحتمل ان تترك هذه المدارس لسوء بناءها".
واضاف، ان "المعلم يعاني اليوم من الكثير من الامور، منها ما يتعلق بالعلاوات والترفيعات والاستحقاقات، حيث يمر المعلم العراقي بظلم كبير في هذه المرحلة، طالبنا وزارة المالية يذلك"، مبيناً، انه "تم التطرق الى هذه المسائل مع الشيخ عبد المهدي الكربلائي".
وتابع نقيب المعلمين العراقيين، ان "الحكومة العراقية مقصرة في الجوانب آنفة الذكر، وطالبنا من ممثل المرجعية الدينية العليا بالضغط على الحكومة لابعاد وزارة التربية من نظام المحاصصة، بسبب الاخفاقات الكبيرة التي حصلت".
وفي رد على سؤال لمراسلنا حول دور نقابة المعلمين في ايجاد حل لمسألة نقص الكوادر التربوية في بعض المدارس وكذلك نقص البنى التحتية، اجاب السوداني: "قدمنا مشروع الى رئيس الوزراء حيدر العبادي، وسمّي بالمشروع الوطني، واعتمد هذا المشروع على الكفاءات الموجودة داخل الوزارات، والتي ممكن الاستعانة بهذه الكوادر، ولكن كان رد مكتب رئيس الوزراء، ان البلد يعاني من نقص في الاموال، وبالتالي تأخر هذا المشروع".
من جانبه قال رئيس نقابة المعلمين – فرع كربلاء، خالد مرعي حسن، في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "احتضنت اليوم محافظة كربلاء مؤتمراً مركزياً لنقابة المعلمين ضم جميع فروع النقابة بالمحافظات العراقية، وكان لنا يقاء مع ممثل المرجعية الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، وكانت توصياته واضحه ومعبرة عن واقع المجتمع العراقي"، مبيناً انه "كما هو معروف ان العملية التربوية في العراق تعاني من الكثير من المشاكل، وحث الشيخ الكربلائي ابناءه من في نقابة المعلمين، ان يكونوا على اهتمام كامل بالعملية التربوية وعلى وجه الخصوص ابناءهم الطلبة، وكذلك الاهتمام بابناء الشهداء".
وتابع، ان "الشيخ الكربلائي اكد على انه سيتم الضغط على الدولة العراقية من اجل اقرار قانون حماية المعلم، بسبب الاعتداءات الكبيرة التي تتعرض لها الكوادر التربوية"، مبيناً ان "النقابة تمارس ضغطاً كبيراً على اعضاء البرلمان من اجل الاسراع بتشريع هذا القانون".
ويعاني العراق من نقص في عدد المدارس، حيث يوجد في الصف الواحد اكثر من 100 طالب في بعض المدارس، بالاضافة الى شغل اكثر من مدرسة في بناية واحدة، وكذلك النقص الحاصل في الكتب المدرسية والتجهيزات المدرسية الاخرى.
كرار الاسدي - كربلاء
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- السوداني: الحكومة تسعى الى تأسيس شراكة استراتيجية متكاملة مع الجانب الإسباني (فيديو)
- بيان مكتب المرجع النجفي حول إعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- ممثل السيد السسيتاني خلال استقباله ممثل الامم المتحدة يدعو للاسراع بوقف اطلاق النار في غزة