بقلم:عباس الصباغ
شاءت المقادير ان يحتفل الشعب العراقي بمناسبتين تاريخيتين وفي آن، وبعد ان دفع ثمنهما باهظا من دم ابنائه ومن قوت شعبه ومن امكاناته الهائلة ومن فرص تطوره التي كان يفترض ان ش بها دول المنطقة والعالم الثالث، ولكن حالت دون ذلك رعونة النظام البعثي السابق الذي ادخل البلاد والعباد في مغامرات طائشة مع جيرانه، فما كادت الحرب التي شنها على الجارة ايران التي اهلكت الحرث والنسل للبلدين الجارين تضع اوزارها، حتى اعاد الكرّة بحرب هوجاء اخرى ضد دولة الكويت والتي أدانها العالم اجمع فاصدر مجلس الامن الدولي قراره التاريخي (661) في (6 آب 1990) اوصى بدخول العراق تحت وصاية البند السابع مايعني: منع الاستيراد من العراق والتصدير إليه، وإطباق الحصار الكامل على جميع تعاملاته الاقتصادية والتجارية والمالية، ومنع العراق بموجبه بالتصرف بأمواله المودعة في البنوك والمؤسسات الخارجية...الخ تبعته (53) قرارا في هذا المجال، وكان على الحكومات المتعاقبة بعد التغيير النيساني ان تخوض معارك دبلوماسية ناجحة لكسب ثقة المجتمع الدولي وتوصيل رسالة بان العراق هو جدير باحترام وتعاون الاسرة الدولية،ولرفع الحيف والظلم والحرمان عن الشعب العراقي، والذي استمر حوالي 27 عاما دفع العراقيون الثمن باهظا لجرائم لم يرتكبوها او كانوا مسؤولين عنها، واخراج العراق من طائلة البند السابع هو استحقاق تاريخي عراقي ونجاح استراتيجي يحسب للخارجية العراقية وبعد جهود مضنية بذلتها كوادر الخارجية العراقية وراء الكواليس بالتعاون مع الامم المتحدة أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالرقم (2390) بخروج العراق من الفصل السابع وإنهاء برنامج النفط مقابل الغذاء سيئ الصيت، بعد عودة الثقة بين العراق والمجتمع الدولي بفضل السياسة الخارجية المتوازنة اتي ينهجها العراق وبعد استكماله جميع الالتزامات الخاصة بالبرنامج.
وهو نجاح سيضع العراق على السكة الصحيحة وسيعود الى موقعه الطبيعي بين دول العالم وسيكون بمقدوره ان يتصرف دوليا واقليميا كدولة مستقلة كاملة السيادة وسيكون في متناوله حماية الاموال والودائع والاصول العقارية والمصرفية في الخارج والداخل اذ اصبحت في مأمن من الملاحقة بسبب الدعاوى القضائية وعدم تجميدها،والعراق الان في امسّ الحاجة الى ذلك فالعراق امامه مشوار طويل من اعادة البناء والاعمار والتوطين خاصة بعد اعلان النصر النهائي على داعش ـ والذي تزامن مع اعلان النصر الدبلوماسي المبين بإخراج العراق من طائلة البند السابع ـ وهو نصر حققه العراقيون بكافة تلاوين طيفهم الجميل وكافة الصنوف المسلحة والمقاتلة، وبعد ثلاث سنين من احتلال تنظيم داعش القروسطي المتخلف لما يقرب من ثلث مساحة العراق فكان التاريخ من العاشر من حزيران 2014 والى العاشر من كانون الاول 2017، حافلا بالبطولات والمآثر التي قاربت حدود الاساطير قاتل فيها العراقيون جميعهم وامتزجت دماؤهم في خندق واحد الى ان حرروا اخر شبر من اراضيهم.
المحطة الابرز في مشوار التضحية والفداء والبسالة والموقف الوطني المسؤول هي فتوى الجهاد الكفائي التاريخية التي اصدرها اية الله السيد علي السيستاني (دام ظله) عقيب الغزو الداعشي ليكون الحشد الشعبي ومعه العشائري خير ظهير لقواتنا الامنية بعد ان ارادوا من العراق ان يكون الرجل الضعيف ليتم قضمه بسهولة ولكن اثبتت هذه الفتوى ان العراق هو الرجل القوي بدليل أرشيف الانتصارات التي توالت من جرف الصخر الى اخر نقطة في الحدود السورية العراقية حيث تم اعلان النصر المؤزر.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي