بقلم:د. غالب الدعمي
تطورات دراماتيكية سريعة لم تكن في بال المحللين السياسيين ولا حتى الخبراء العسكريين، وكانت أحداث صادمة ومفاجأة للجميع بشأن سرعة دخول الجيش العراقي إلى محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها في وقت قياسي وغير متوقع، يقابله انسحاب مرتبك من قوات البيشمركة التي ما فتئ قادتها بتصريحاتهم المتكررة وتهديداتهم عبر وسائل الإعلام المتنوعة بأنهم سيقاتلون الجيش العراقي إذا حاول التقرب من حدود الأقليم.
العديد من قادة الكرد زرعوا الكراهية وغذوها عبر تصريحات غير مسؤولة فقد وصف كوسرت رسول عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستناني الجيش العراقي (بالمحتل) وتصريحات رئيس الأقليم بأن الشعب الكردي مظلوم ومضطهد من قبل حكومات المركز وسيرسم حدوده بالدم، كما وصف احد قادة الحركات الاسلامية الكردية حكم صدام الذي اباد شعب كامل في حلبجة بأنه أرحم من حكام بغداد اليوم، يقابله تصريحات عنصرية صدرت من بعض نواب التحالف الوطني ضد الشعب الكوردي ما كان يجب أن تقال لأنها تُسهم في تعزير الفريق القائم على الاستفتاء وتضعف الفريق الداعم لوحدة العراق.
ولأني لا أمتلك صورة كاملة عن الرأي العام في الأقليم بشأن ملفات فساد أفراد حكومتهم المحلية سوى ما اسمعه من بعض الأصدقاء وتعليقاتهم وما ينشر في صفحات التواصل الاجتماعي التي تقف أغلبها في صف القائمين على الاستفتاء، ولم أحصل على جواب شافي منهم بشأن رأيهم المتعلق بقطع رواتب الموظفين على الرغم من أن حكومة كوردستان المحلية تُصدر بحدود مليون برميل يوميا وتودعه في حسابات شخصية، فضلاً عن موارد المنافذ الحدودية والمطارات، ولم أزل أبحث عن جواب مقنع للكيفية التي تضخمت عن طريقها ثروات المسؤولين الأكراد بشكل خرافي وامتلاكهم شركات عملاقة تعمل في وسط وجنوب العراق ولها علاقات مشبوهة مع عدد من مسؤولي الحكومة الاتحادية.
دعونا نفكر بتروي وحكمة ونحرر أنفسنا من عقدة القومية والمظلومية التي ينادي بها الشيعة والكورد التي بسببها استحوذ بعضهم على مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي الأبي سواء في اربيل أو البصرة والشعب يمجدهم ويصنع منهم طواغيت ويألههم ويجعل كل منهم (انكيدو وآشور ونبوخذ نصر) وغيرهم وهم يعلمون أنهم ليس أكثر من مافيات لسرقتهم.
إذا كانت هناك مظلومية فهذه البصرة التي تصدر ثلاثة ملايين برميل يوميا منذ سنوات وشعبها لم يزل يشرب الماء المالح، ولم يزل نهر العشار يشكو الى الله ظلم حكومة المركز لانها وزعت أموال البصرة على محافظات كردستان والانبار وبغداد وتركته يئن من القمامة ومياه المجاري، وإذا كانت هناك مظلومية هي لعوائل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن العراق في قتالهم الدواعش وهم لا يملكون حتى بيوت مأوى يظلهم ولا مورد مالي يعيل عوائلهم المنكوبة.
إذا لنكف عن دعوات المظلومية ونشخص الظالم الحقيقي لنا الذي سبب فقرنا وتعاستنا ونقول بصراحة انهم حكامنا، فأليس قادة الكورد اليوم كانوا يمجدون الطاغية واليس حكامنا هم سبب بؤسنا، انها دعوة للشعب لتشخيص الظلمة الحقيقيين وأن نتكاتف في القائهم في السجون بغض النظر عن قوميتهم ومذهبهم ودينهم.
ويبقى أن نقول ان القدير نصر العراق وجيثه وساعد حكومة بغداد ببسط سيادتها على المناطق المتنازع عليها، وما دخول الجيش إلى كركوك بهذه السهولة إلأ هبة من الله ونصر من القدير بحسب تغريدة وفيق السامرائي.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي