- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هيأة النزاهة تفرغ ماء البحر بملعقة
بقلم:د. غالب الدعمي
مستحيل أن أن تفرغ ماء البحر بملعقة، ومستحيل حين تشرع بحفر بئر بأبرة خياطة، ومستحيل ان تحيط هيأة مثل هيأة النزاهة بملفات الفساد من دون دعم الحكومة العراقية بدءا من رئيس الوزراء وصولاً إلى الوزراء وانتهاء بالمؤسسات الحكومية الأخرى سواء منها الرقابية أو غير الرقابية، لأن هيأة النزاهة تملك ركناً واحداً فقط قد لايمثل سوى (25) في المائة من جهود مكافحة الفساد والمجتمع يملك جزءاً آخر من تلك الجهود في حين تَملِك الحكومة الجزء الأكبر والأهم من هذه الجهود، ومن دون تظافر وتعاون هذه الأركان أو الحلقات فلن تتقدم جهود مكافحة الفساد وستبقى تراوح في مكانها وستكون كمن (يفرغ ماء البحر بملعقة) كما يقول رئيس هيأة النزاهة الدكتور حسن الياسري، أو كمن يحفر بئراً في إبرة خياطة كما قال السلف الصالح، وهذه القناعة التي تولدت لدى الياسري تنبع من تجربة أكثر من ثلاث سنوات قضاها رئيسا لأهم مؤسسة في البلاد تتولى الدفاع عن حقوق الشعب والحفاظ على ممتلكاته وأمواله.
إذا ماذا تفغل هيأة النزاهة والسراق هم كبار البلد وشيوخه؟ وماذا تفعل هيأة النزاهة وهي تقاوم فضائيات ومؤسسات إعلامية كبيرة أنشأت بأموال الفساد؟! وماذا تفعل هيأة النزاهة والفاسدون يتربصون بقادتها ويكيدون لهم المكائد والدسائس ويعدون لهم التهم المطبوخة في أقبية السياسة القذرة، ومفروض عليها أن لا تتجاوز الخطوط التي وضعها دهاقنة الفساد وقادته وأن فعلت فأنها سَتَغرِق نفسها في أتون من التهم والتشويه ليس لها نهاية وربما قد يتعرضون إلى تهم جاهزة كما حصل مع الرئيس الأول لهيئة النزاهة السيد راضي الراضي، والأمر نفسه حصل مع موسى فرج الذي أنبأته أنا بأمر أعفائه قبل أسبوعين من صدوره، كما تكرر الأمر مرة ثالثة مع القاضي الكبير رحيم العكَيلي حين اجتمع السراق جميعهم في سقيفة كبيرهم (هبل) ورسموا خريطة طريق للاطاحة به إعلاميا وقضائيا عبر صناعة ملفات قذرة نفذها بعض الأتباع، وقد نجحوا حين كبلوه بعشرات القضايا الكيدية.
وفي الأسبوع الماضي تحرك كبار الفاسدين واجتمعوا مجدداً لرسم خريطة طريق للإطاحة برئيس هيأة النزاهة الحالي، وتبين لهم أنه قدم ثالث إستقالة وهي موضوعة في إدراج مكتب رئيس الوزراء، وقد يقبلها في أية لحظة فتريثوا مؤقتاً لحراجة موقفهم ولفضاعة فسادهم واستحالة أخفائه لذا توجهوا إلى السلطة السادسة عبر نشر أكاذبيهم في مدونات ووسائل التواصل الاجتماعي وصحفهم الإلكترونية الصفراء.
هيأة النزاهة لن تفعل شيئاً بمفردها ولن تنجح جهودها في تقويض حجم الفساد وتبقى كمن يسعى لإفراغ ماء البحر بملعقة كما يقول رئيسها الحالي من دون توافر دعم حكومي وسياسي وشعبي.
أقرأ ايضاً
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها
- الماء والكهرباء والوجه الكليح !
- الماء العكر لم تدم صلاحية التصيد فيه