- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدكتور كاظم المقدادي:ضد الانفصال...مع الانفصال
بقلم: الدكتور كاظم المقدادي
ان الذي يعرف شخصية السيد مسعود البرزاني المركبة عشائريا والمعبأة قوميا..من حقه ان يتعرف على سر القوة التي يتمتع بها اليوم وهو
يواجه العالم الرافض لفكرةالاستقلال..
انه سوف يستمر بإصراره على تحقيق الانفصال طالما هو باق على راس السلطة في الاقليم..لانه و ببساطة لا يراهن على المواقف الإقليمية والدولية كثيرا..بل يراهن على حقائق مستجدة تشكلت في الاقليم عن طريق افتعال الأزمات وإشعار سكان الاقليم بأنهم في خطر وان وجودهم مهدد بسبب دعوته المستمرة الى الاستقلال..وقد ساعدته
جملة معطيات على المضي في هذا الطريق الوعر ومنها..
اولا / ان اكثر من 90./. من الذين يتحمسون الى الانفصال هم من جيل الشباب وأعمارهم بين 20 و 30 سنة.. هؤلاء لا يعرفون شيئا عن العراق وهم يتجاهلون ارتباط الاقليم بالدولة الاتحادية..لانهم وهذا واقع حال.. عاشوا مع نظام دولة كوردية(كونفدرالية) ترسخت باذهانهم من سنة 1991 ولحد يومنا هذا..0
2/ يعلم الجميع ان رئاسة السيد مسعود للإقليم ومنذ اكثر من سنتين لم تكن شرعية..كما ان المشاكل الاقتصادية تضرب اليوم بقوة داخل الاقليم.. واذا استمرت ستحدث انتفاضة شاملة ضد عائلة السيد مسعود.. لان هناك من يعتقد ان العائلة هربت المليارات من الدولارات بعد بيعها النفط من دون رقابة او محاسبة..كما انها هي المسؤولة عن افلاس الاقليم ماليا / ولهذا لجأ السيد مسعود الى خلط الأوراق والبحث عن مخرج عاطفي وقومي يساعده على الهروب من الازمة السياسية
والاجتماعية المستفحلة حاليا..0
3/ ذات مرة قال السيد مسعود انه كان قد خير بين الانضمام الى تركيا او الانضمام الى العراق..لكنه فضل العراق..بمعنى ان هذه الفكرة ربماستكون قابلة للتغيير مرة ثانية تمكنه في الحوار مع السيد اردوغان لاستمالته ولتغيير مسارات الصراع../ حينها ربما سيعدل اردوغان موقفه وستتغير لعبة الصراع على الاقليم..وتتغير معها أدوات المواجهة ضد ايران صاحبة النفوذ القوي في العراق
0
4/ ان فشل قيام دولة كوردية في التاريخ الحديث وآخرها اعلان جمهورية مهاباد سنة1945..سببه الرئيس انها/ تقوم في وضع وظروف اسثنائية..كما انها تولد ضعيفة في مَحيط دول إقليمية قومية كبيرة لا ترغب بقيام دولة
كوردية مستقلة..
لهذا تخطى السيد مسعود البرزاني هذه المعضلة / وذهب الى اسرائيل مستنجدا
لتحقيق حلم الاستقلال والاهم من ذلك ضمان الموقف السياسي الامريكي قبل كل شيء.. وليساوم الدول الاقليمية في محاولة منه الحصول على المزيد من التنازلات..0
5 / كل مافعله السيد مسعود من اوراق ضغط على حكومة العبادي الضعيفة.. سوف يستفيد منها في مفاوضاته بعد الاستفتاء في 25/9 و من اجل تحقيق شكل جديد من العلاقة مع الدولة الاتحادية وهي (الكونفدرالية)..المترسخة اساسا كواقع حال..0
6 / ان الذي يحلل شخصية مسعود المعقدة..سيرى انه يستقوي على الضعيف..ويذعن للقوي..ونرى انه لم يرد على تصريحات اردوغان التاديبية القاسية..0
7 / بعد انتصارات ألقوات الامنية على داعش والتوجه الى الحويجة.. زادت نبرة مسعود الهجومية.. لان تحرير الحويجة يعني الدخول الى كركوك و اضعاف حكومتها المحلية وتقوية الوجود العربي والتركماني.. وكركوك كما قال السيد جلال الطالباني..هي (قدس الأقداس)..
والسيد الطالباني له تسجيل حماسي.. يرسم فيه خارطة كردستان الجديدة ويصفها بحلم الاجداد/ و تمتد الى محافظة ديالى.
/ وكركوك ستظل الورقة القوية التي يلعب بها السيد مسعود في صراعه مع الدولة الاتحادية لتحقيق حلم الدولة القومية.. 0
8/ ستثبت الايام / ان السيد مسعود البرزاني لا ينصاع الى حكومة المركز وسيحصل على ضمانات قوية وعملية من الدول الكبرى بوجود دولة عراقية غير متماسكة..ولو كان أمامه رجل دولة قوي / لما فعل كل هذه المواقف الاستعلائية../ لكن دعونا نقرأ ما صدر عن حركة التغيير الكوردية..(ان الولايات المتحدة وبعض الدولة العربية تؤيد الاستقلال بالسر..وتعارضه بالعلن..) فد يكون هذا سر قوة السيد مسعود البرزاني..0..
وللتاريخ / كنت شخصيا قد نبهته وجها لوجه من مخاطر الخطاب الاستعلائي الذي يمارسه ضد الدولة الاتحادية الذي هو جزء منها..لكنه استشاط غضبا وحمل حكومة المالكي آنذاك كامل المسؤولية..0
خلاصة القول /..ومن المفيد هنا مساعدته على إنجاز الاستفتاء/ وحق تقرير المصير الذي تقره الامم المتحدة/ ولكن بحدود ما قبل 2003 // بعدها يكون من الضروري انهاء الوجود السياسي الكوردي داخل مؤسسات الدولة العراقية في الداخل والخارج.. وإعادة السيطرة على حقول نفط كركوك وغلق المنافذ الحدودية بالتنسيق مع الجارة تركيا..وسيرى مستقبلا..ان ميزان الربح والخسارة ليس بمصلحته وسيضعف موقفه امام حزبه وامام شعب الاقليم..0 "
//رباط الكلام.. ان السيد مسعود يسعى الى إكمال تنفيذ مؤامرة صهيونية خبيثة كانت قد نجحت في استئصال أطراف العراق من الجنوب..واليوم تحاول قطع راس العراق من الشمال0
// من المفيد جداالتنويه/ ان السيد مسعود البرزاني قال في احد تسجيلاته..انه سوف لن يدع دول المنطقة تعيش بأمان..ان استمرت بالوقوف ضد اعلان الدولة الكوردية.. والعاقل يفهم..
أقرأ ايضاً
- لطلاب الدراسات العليا.. نصائح للتميز في رحلة الدكتوراه
- الامام الكاظم (ع) من النعش الغريب المنادى عليه بأستخفاف الى مرقد يعانق السماء و تشيع ومسير الملايين من القلوب المحبة
- في رحاب باب الحوائج موسى كاظم الغيظ