بقلم:د. غالب الدعمي
تشير بعض التقارير في الصحف الأمريكية إلى أن اصرار السيد مسعود البرزاني على إجراء الاستفتاء في موعده على الرغم من معارضة الحكومة الأمريكية لإجرائه بشكل صريح فضلا عن دول الأتحاد الاوربي ودول الجوار ودول أخرى كثيرة لها تأثير على مستقبل كوردستان لابد أن يستند على وعدٍ خفي له وزن في الساحة الدولية، وربما تكون الولايات المتحدة نفسها تدعم مشروع الاستفتاء سريا وتعارضه علنيا، أو انها رسمت للرئيس مسعود فخاً كما رسمته لصدام حسين لدى احتلاله دولة الكويت.
وبحسب معلوماتي بأن الشعب العراقي وحكومته لا يعارضان استقلال كوردستان مطلقا بل انهم يفضلون ذلك ولكن لابد ان يكون على وفق معايير قانونية ويتم بالتوافق من أجل تقسيم الاستحقاقات التي بذمة الدولة العراقية بين الدولتين، وهما الجمهورية العراقية ودولة كوردستان فهناك اتفاقيات مبرمة وديون كبيرة لابد أن يكون لكوردستان حصة فيها بقدر حصتها في الموازنة الاتحادية كما لابد من تأجيل الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها حتى استباب الوضع الأمني فيها وعودة النازحين.
أعلم جيداً أن السيد مسعود البرزاني يدرك تأثير رفض جمهورية اوردوغان للاستفتاء؟ ويدرك أن غلق منافذ الحدود مع تركيا يعني موت كامل للشعب الكوردي الطيب وانتهاء موارده تماما، يرافقه مغادرة للشركات الاستثمارية في مجال النفط لمناطق كوردستان.
وفي خِضَم هذه الفوضى سمعت تصريحاً لبعض مستشاري الرئيس بأن الدولة المقبلة ستعتمد على موارد مطارات الأقليم والاستثمارات فضلا عن اعتمادها على السياحة وايرادات الكمارك وموارد أخرى بتقديري أنها لا تسد سوى جزء يسير من رواتب محافظات الأفليم فكيف سيعيش شعبنا هناك إذا غلق المارد التركي الحدود مع كوردستان؟ وماذا تفعل حكومة أربيل اذا انتفض الشعب في السليمانية وكركوك ضدها؟ وتباشير هذه الانتفاضة بدأت تلوح في الأفق لا سيما بعد رفض حزب السيد طلباني والجماعة الاسلامية وحركة التغير للاستفتاء.
ولدينا دليل من أرض كوردستان على تفاقم الأزمة، فعلى الرغم من تصدير حكومة كوردستان مليون برميل يومياً ثلثه من كركوك إلا أنها لم تدفع رواتب الأقليم منذ سبعة اشهر فكيف بها وهي تفقد مواردها كلها، أمنيتي للرؤساء وعشاق الكراسي أن يبتعدوا غن تحميل الشعب مآسي جديدة لانه لن يتحمل أكثر من هذا الذي تحمله.
أرحمونا ايها الرؤساء أينما كنتم بغض النظر عن دينكم وقوميتكم ونوع كراسيكم، فالشعب لايملك غير مورده البسيط في حين انكم تملكون حتى ارواحنا.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟