- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سكة حديد بغداد محل سكة حديد الاناضول
بقلم:طارق حرب
في سلسلة تراث بغداد كانت لنا كلمات عن اوليات إنشاء مشاريع السكك الحديدية في بغداد وخاصة منح امتياز مد السكك الحديدية الى شركة سكك حديد بغداد بدلا من الامتياز الممنوح الى شركة سكك حديد الاناضول وانطلاق اول قطار من بغداد الى مدينة بلد في شهر حزيران ١٩١٤ ذلك ان موضوع السكك الحديد كانت موضعا للمنافسة بين المانيا وانگلترا اذ بعد ان تم مد اول سكك حديد في بغداد سنة ١٨٦٩ التي تربط الكاظمية ببغداد والتي كانت تسير عليها العربات التي تجرها الخيول بدأ الصراع الالماني الانگليزي حول السكك التي تكون بغداد مقرا لها واستمر هذا الصراع حتى سنة ١٩٢٤ حيث انتقلت ادارة السكك الحديدية الى العراقيين ويبدأ ذلك سنة ١٨٨٨ وبعد ان زاد حجم التجارة الالمانية الى بغداد حيث تولى وليام الثاني قيصر المانيا بزيارة الى الدولة العثمانية التي مهدت الطريق لمنح امتياز شركة سكة حديد بغداد الذي اصبح مصدرا للصراع الانگليزي الالماني حيث تم منح الامتياز مبدئيا الى شركة سكك حديد الاناضول سنة ١٨٩٩ وذلك لمد الطريق الذي انشأته بين مدينتي حيدر اباد وقونية في تركيا ليمتد الى بغداد ومن بغداد الى الخليج العربي وتولت بريطانيا معارضة هذا الاتجاه وعقدت مفاوضات مع تركيا سنة ١٩٠٣ والاتفاق تضمن انشاء شركة سكك حديد بغداد العثمانية الامبراطورية وكان مجلس ادارة الشركة يسيطر عليه الالمان وبذلك اعطى للالمان فرصة تعزيز موقعهم في العراق وفي ١٩١٢/٧/٢٧ تم الاحتفال في بغداد بوضع الحجر الاساس لسكة حديد بغداد في جانب الكرخ من بغداد باتجاه الشمال زمن والي بغداد جمال بيگ الذي تم تلقيبه بالسفاح بعد ذلك لما فعله في سوريا ولبنان وفي ١٩١٤/٦/١ اطلق اول قطار من بغداد متجها شمالا حيث وصل الى مدينة اسميكة والتي هي قضاء الفارس حاليا بالقرب من مدينة بلد ليكون اول قطار يعمل في بغداد وقد كان طول السكك ٦٥ كيلو مترا وبعد ذلك تمدد الى مدينة سامراء بعد اسابيع من نشوب الحرب العالمية الاولى فاصبح طول السكك لنهاية هذه الحرب وهو الجزء الوحيد الذي نفذته الشركة الالمانية منذ ١٨٩٩ والتي تعهدت بتنفيذه خلال ثمان سنوات وكان ذلك زمن ولاية والي بغداد جاويد باشا الذي تولى السلطة بعد مقتل الوالي السابق محمد باشا للداغستاني وفي سنة ١٩٢٤ انتقلت ادارة السكك الى العراقيين وفي سنة ١٩٢٨ صادق مجلس النواب على اتفاقية الترمواي والتنوير الكهربائي لمدينة بغداد الى السيد محمود الشابندر وفي سنة ١٩٣٥ قرر مجلس الوزراء على مشروع خط الشرق السريع بربط بغداد بالموصل بالسكك الحديد ثم مدينة تل كوچك والى اوربا عن طريق تركيا وفي ١٩٣٥/١١/٢ تم التوقيع على اتفاقية نقل ملكية السكك الحديدية في جميع العراق للحكومة العراقيه.
أقرأ ايضاً
- من يُنعش بغداد ؟
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- تركيا تحاور بغداد على احتلالها القادم