أكدت وكالة أنباء إيرانية، الخميس، أن اختيار منطقة ألبو كمال السورية القريبة من حدود العراق لنقل عناصر "داعش" إليها بحسب اتفاق بين التنظيم وحزب الله اللبناني، "لم يكن عبثيا"، مبينة أنه جرى باتفاق مسبق وبعلم حكومة بغداد، فيما أشارت إلى أن الاتفاق سيسمح للحزب بتعزيز جبهاته بالمناطق القريبة من الحدود العراقية-السورية.
وذكرت وكالة "فارس" شبه الرسمية في سياق تقرير نشرته اليوم، إن "المتابعين لتفاصيل القضية يدركون أن حزب الله لم يقرر ويفاوض لوحده، تماما كما ندرك جميعا أنه ليس من حق حزب الله، أو أي طرف آخر، تقرير مصير سوريا والعراق دون إشراك الطرفين بالحوار والقرار، خصوصا أن هؤلاء سيتم نقلهم إلى أرض سورية وقريبة من خط ملتهب عراقي"، لافتة إلى أن "اختيار منطقة البو كمال لم يكن عبثيا بل جاء في إطار حوار واتفاق مسبق، وقد تم الاتفاق بعلم الحكومة العراقية، إلا أن الضغط الإعلامي ساهم في توتير الأجواء وإيهام كثيرين بوجود مشكلة لم تكن موجودة أساسا".
وأضافت أن "البعض حاول استخدام الأمر بأسلوب عاطفي متوجها إلى حزب الله بالقول (وهل دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا المقدس رخيصة لديهم ودماؤهم فقط عزيزة)، لنقول إن حزب الله يحرص على الشعب العراقي تماما كما يحرص على الشعب اللبناني والشعب السوري، وكما كان أبطال الدفاع المقدس العراقيين أول الوافدين إلى دمشق حيث وقفوا إلى جانب الحزب، فإن حزب الله، لم يبخل، ولن يبخل، في دعم العراق بعد سيناريو الموصل".
وتابعت أن "حزب الله يرى هذا الأمر واجبا وقد قدم خيرة قياداته على الأراضي السورية والعراقية، من ضمنهم الشهيد القائد إبراهيم محمود الحاج أبو محمد سلمان الذي كان أحد أبرز القيادات الميدانية في عدوان تموز"، معتبرة أن "الشعب العراقي يثق بالسيد نصر الله رافع لواء الدفاع عن شعوب المنطقة، فهل نتوقع ممن صد أكبر هجمة صهيونية أن يدفع الشر عن نفسه ويلقيه على آخرين؟".
وأشارت الوكالة إلى أن "حزب الله لم ينقل هؤلاء من أماكن تواجده إلى أماكن لا يتواجد فيها، أي أن مقاتلي حزب الله يتواجدون منذ أشهر في البادية السورية ودير الزور حتى المقاتلين الذين كانوا في القلمون سينتقلون إلى دير الزور لمواجهة هؤلاء، وبالفعل قد وصل بعضهم إلى هناك ويشارك حاليا في المعارك القائمة".
ونوهت إلى أن "ما حصل سيسمح لحزب الله بتعزيز جبهاته في دير الزور والمناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، كذلك الأمر بالنسبة للجيش السوري، وبالتالي سيكون من السهل إحكام الطوق عليهم عبر تركيز القوات في أماكن محددة بدلا من استنزافها في جبهات عدة".
السيد حسن نصر الله يصدر بياناً للعراقيين بشأن "عملية نقل عناصر داعش"
يذكر أن عناصر تنظيم "داعش" انسحبوا، الاثنين (28 آب 2017)، من الحدود اللبنانية السورية باتجاه مدينة البو كمال السورية في ريف دير الزور الشرقي، عبر اتفاق بين حزب الله اللبناني وتنظيم "داعش" وافقت عليه دمشق.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الأول الثلاثاء (29 آب 2017)، رفضه نقل أعداد كبيرة من عناصر تنظيم "داعش" إلى مناطق تقع على الحدود العراقية السورية، داعياً دمشق إلى فتح تحقيق بشأن ذلك.
ورد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أمس الأربعاء، على تصريحات لمسؤولين وجهات عراقية بشأن نقل عناصر من تنظيم "داعش" إلى ألبو كمال، وفيما أشار إلى أنهم نقلوا داخل سوريا وليس بأراضٍ عراقية، اعتبر أنهم "فاقدون لإرادة القتال" وأعدادهم ليست كبيرة.
أقرأ ايضاً
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد
- بغداد.. مجسراتٌ جديدة وطرقٌ متهالكة
- مستشار خامنئي: حزب الله يصنع صواريخه بنفسه