رحمن الفياض.
منطق وأخلاق وعفة تعكس تلك التربية التي أكتسبتها من والديها, الأم التي حرصت على تربية أبنتها على فضائل الأخلاق ومكارمها عن قناعة ودراية وتعمق, لا عن أكره ومورث شعبي, الأب رجل عصامي نئ بحياته عن ملوثات الدنيا وشوائبها وضعوا كل ثقتهم بجوهرتهم أيمان.
أيمان تلك الفتاة الجامعية التي يخجل الحياء منها, دائما ماكانت هي الطاقة الكامنة في محيطها من الفتيات تدير اطراف الحديث عن أبطال الفتوى والمقاتلين الأبطال وكيفية دعمهم بكل الطرق المتاحة , وتتحدث بكل فخر عن ذلك الشاب الذي عقد قرائنه عليها, فأشترطة مهرا لها بشارة النصر وتحرير الأرض.
في تلك الليلة كانت خطوط الأتصال كلها مشغولة بحب الوطن, وهو مع كل تعرض كان حريصا على أن يضع هاتفه النقال في وضع الطيران, حتى لايتشت ذهنه عن هدفه الأسمى وهو تحرير عرض وأرض أغتصبت من عدو مارق لا يفرق بين الناقة والجمل, كانت هي ذلك الحلم الجميل الذي يطل عليه في عالم الرؤيا, يحدثه عن مستقبل لبناء أسرة وبيت جميل أمن يحوم بداخله مجموعة من الصبية والفتيات, كل هذه الأحلام مرهونة بذلك النداء وتلك الصيحة من النجف الأشرف" كل من يستطيع حمل السلاح" كان هذا مهرأيمان.
حب الوطن ومهر أيمان, هدفان يسيران بخطى حثيثة وبخطوط متوازية, الحب هو مفتاح ذلك القلب النقي وتلك الجوهرة, مشاعر مضطربة وشعور عجيب ينتاب قلب أيمان في معركة الأمتار الأخيرة, خوفا على وطن يسير في تلك الأزقة المظلمة المملوئة بالعبوات الناسفة والدور المفخخة, لازال الصمت يخيم على هاتفها الذي بدى عليه هو الاخر حزن وقلق, كونه أعتاد على سماع تلك الكلمات الرقيقية والمشاعر الجياشة والهمسات الرقيقية, بين أيمان وعشقها وطن.
هي وهو قلبان في جسد واحد, فمع كل ضغطة زناد لبندقية, يخطو خطوة نحو تحقيق الحلم وهي مع كل عاجل في جهاز التلفاز واخباره المتسارعة بتحقيق النصر ونهاية معركة التحرير, تزداد أملا ويقينا بأن النصر قادم والحلم سيصبح حقيقية.
في تلك الليلة وبعد صلاة الفجر أيمان ترفع كفيها, الى السماء وتدعو بقلب نقي وسريرة بيضاء, اللهم أنصر لم تكاد تكمل دعائها, رن هاتفها لتظهر لها صورة ذلك الفتى المبتسم وهو يرفع شارة النصر, مرحبا وطني مرحبا حلمي, ها قد وعدت ووفيت وتحقق الحلم
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير
- حبل الأمل ورقبة صدام