سامي جواد كاظم
الافراح عمت قلوب كل الشرفاء عراقيين وغير عراقيين بالانتصارات الباهرة التي حققتها القوات العراقية بكل صنوفها الدفاع والداخلية والمتطوعين، وحقيقة هذا الانتصار صفحة مشرقة سيفتخر بها العراقيون ما بقيت الايام ليذكرها الاجيال وما على الاقلام الشريفة الا تدوين كل صغيرة وكبيرة رافقت هذه الاعمال البطولية حتى يعلم اجيال المستقبل بطولات ابائهم واجدادهم.
حلاوة النصر لا غبار عليها بطعمها الاحلى من العسل، ولكن حقيقة هنالك ما هو احلى من النصر على اقل تقدير من وجهة نظري انا وهذا مردود عليّ
لقد تابعت كثير من الافلام للابطال وهم يقاتلون داعش لم ار مهنية بهذه الدقة والخبرة والشجاعة التي يحملها المقاتل العراقي وهو في احلك الظروف في التعامل مع المواقف الحرجة والتفكير على ثلاثة جهات قتل العدو وسلامة المدنيين وسلامته هو، عندما ارى ساحة المعركة لا اسميها ساحة المعركة بالمتعارف عليه في الحروب الكلاسيكية، انها ليست ساحة معركة، انها ساحة غدر ورعب وموت يقفز هنا وهناك، فحسب طبيعة الارض تكون مهمة دراسة ارض المعركة في الموصل عسيرة جدا لانها لا تخضع الى المعايير الحربية بل الى الغدر والخسة وعدم احترام الابرياء.
الازقة اذا كنا في السلم لا نفضل اجتيازها حتى لا نتوه فيها فكيف بالحرب ؟ هروب المواطنين من خطوط النار مع خسة الدواعش في التنكر بينهم كيف استطاع اخوانكم الابطال التعامل معهم ؟
هؤلاء الابطال احلى من النصر لانهم اصبحوا القوة الاولى في الوطن العربي بل وحتى الشرق الاوسط بخوض هكذا معارك متعرجة المسالك، بل ان الفترة الزمنية التي خلقت هكذا قوة عسكرية تعتبر قياسية بكل بالمعايير المهنية لدى كل دول العالم، ومما لاشك فيه فان بريمر الذي حل الجيش العراقي سيصفق بكلتا يديه ويقول لقد افشل العراقيون مخططاتنا.
هنا ياتي دور المرجعية العليا في النجف الاشرف وكما ان ارض الكاظم عليه السلام كانت نقطة انطلاقة وتاسيس الجيش العراقي فان بيان السيد السيستاني الخاص بالجهاد الكفائي هو نقطة انطلاق وتاسيس جيش عراقي بكل صنوفه الرسمي والمتطوعين شجاع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، نعم اذا كان الجيش العراقي قبل الاحتلال احتاج عشرات السنين والدعم العسكري ليثبت قوته واخيرا انهزم فان الجيش العراقي اليوم بكل صنوفه احتاج ثلاث سنوات وشحنة من الغيرة والشهامة بدلا من الاسلحة ليكون الاول في معنوياته وشجاعته في هكذا معارك يصعب حسمها باعتراف مؤسسي داعش والان بداوا اي اولياء الدواعش باعادة اوراقهم وحساباتهم عن هذه القوة العسكرية العراقية.
الان من حق كل عراقي ان يشعر بالاطمئنان بان هنالك قوة عسكرية تستطيع دحر الاعداء ومن تسول له نفسه بالاعتداء على العراق.
ورسالتنا هنا الى السياسيين وما نسمع من اخبار مؤلمة بخصوص انعقاد مؤتمراتهم وتصريحاتهم غير المسؤولة والى الان لم يطل علينا احد منهم ليبارك للعراقيين هذا الانتصار وليفتخر بهذا الجيش والمتطوعين الذين طهروا ارض العراق من دنس الدواعش.
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- على ضِفافِ النصر ..
- حتى لا يضيع النصر الذي تحقق