بقلم:حسن الهاشمي
أعود بذاكرتي للخلف وتحديدا الى ما قبل سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003م كان عدد المستائين من النظام المقبور في تزايد مستمر، الى ان جاءنا الفرج وتخلصنا من حقبة مليئة بالظلم والقهر والخوف، وبعد ان تنفس الصعداء، انبرى الشعب عن بكرة أبيه لصناديق الاقتراع لينتخب في الأعم الأغلب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، لانهم قد توصلوا الى قناعة بان الاسلام هو الحل، منطق الاسلام كان يقنع العقول ويحترمها، ويروي أرواحهم العطشى وأرضهم القاحلة وجدبهم الذي طال انتظاره، ظنوا ان أقوالهم المعسولة ستحلق بهم في سماء السعادة، فيردمون بذلك تراكمات الماضي السحيق، وكانوا ينتظرون بشغف ما سمعوه بكل شوق وعطف ولهفة.
هنا حصلت المفاجأة، وبالتحديد بعد أن تشكلت الحكومات المتعاقبة طيلة الأربعة عشر عاما المنصرمة بأكثرية اسلامية، ولكنها كانت في واد والاسلام الأصيل في واد آخر، فالذي قرأناه عن عدالة الحكم الاسلامي في كتب سيد قطب وحسن البنا والسيد محمد باقر الصدر وبقية أساطين الحوزة العلمية ما هو الا حبر على ورق، هذا ما دفع صاحبي بالقول ان المشروع الاسلامي بعد تصدي الاسلاميين للحكم قد فشل فشلا ذريعا، وعلل ذلك بان جميع الحوادث التي وقعت كانت تسيء الى الاسلام، بل انها بعيدة تماما عن اهدافه الحضارية التي تضمن السعادة في الدارين، وأخذ يتمتم في أذني، هل تعلم ان الاشخاص الذين يرتدون عن الاسلام حاليا في تزايد مستمر؟!.
قاطعته ان من يرتد لا يفهم الدين الاسلامي بشكل صحيح…
رد علي متهكما كيف تطلب مني أن افتخر أو انتمي الى دين يمثله مجرمون قتلة فاسدون محتالون مرتشون طغاة قلوبهم قاسية وهم في ثرائهم يعمهون يشاهدون بأم أعينهم قوافل الأرامل والأيتام وتطاير أشلاء الأبرياء وغمط الحقوق وسحق العدالة بيد أنه لا يرمش لهم جفن ولا يرق لهم قلب ووجدان!.
قلت له الأجدر بنا ان نفتخر بأخلاق الرسول الأكرم وبعدالة الامام علي وبكرم الامام الحسن وبشجاعة وإباء الامام الحسين عليهم السلام…
الأجدر بنا أن نفتخر بصيحات السيد السيستاني الاصلاحية التي طالب وما يزال السياسيين بإنصاف الرعية والتعايش السلمي والعدالة في توزيع الثروة، ولكنهم أعرضوا عن ذلك ما حدى بالسيد مقاطعتهم وسد أبوابه في وجوههم الكالحة!.
الأجدر بنا ان نفتخر بالانتماء الى الذين لبوا نداء الجهاد الكفائي في الذود عن العرض والأرض والمقدسات، وان نفخر بالشهداء السعداء الفقراء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل اسعادنا وبناء غد أفضل لأبنائنا!.
الأجدر بنا أن نفخر بالفلاح البسيط وعرق العامل ورب الأسرة المكافح الذي لم يغرق في فساد ولا يلوث بشبهة أو رشوة أو هفوة!.
الأجدر بنا أن نفتخر بالأم المجاهدة والزوجة المكافحة التي تحث ابنها أو زوجها على الجهاد من جانب وتربي ابناءها تربية صالحة من جانب آخر!.
الأجدر بنا أن نفتخر برجال الدين الشرفاء الذين يدعون الى الوحدة والتآلف ونبذ الحقد والكراهية، وينشرون في الأوساط روح التسامح والتحابب والعيش المشترك الآمن للجميع وبدون استثناء!.
الأجدر بنا ان نفتخر الى الاستاذ الذي لم يزل يغرس القيم الصحيحة والمبادئ الانسانية السليمة في عقول طلابه!.
وأخيرا وليس آخرا الأجدر بنا ان نفتخر الى الذي يتحرى لقمة الحلال التي تتفتق منها الطفولة البريئة حيث يأخذ بيدها الى ذلك الغد الأفضل من يسعى الى الكلمة الصادقة صحافة وشعرا ونثرا المتمسك بأهداب انتمائه!.
أصر صاحبي على ان يكفر بإسلامهم، وكنت أكثر اصرارا أن أحافظ على انتمائي الأصيل ولن أكفر به أبدا، والفرق بيننا هو الخلط بين المنطوق والمفهوم وشتان ما بينهما؟!.
أقرأ ايضاً
- الحرب النوعية
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام