- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الجزيرة حرية التلاعب بالكلمة وليس حرية الكلمة
سامي جواد كاظم
مهنيا قناة الجزيرة قطعت شوطا طويلا في تثبيت ركائزها كمؤسسة اعلامية رائدة في الشرق الاوسط بل العالم، وزادت في مهنيتها عندما توسعت في تغطيتها لاحداث العالم بكل اشكالها وشراؤها حقوق كثير من الفعاليات، هذا الامر في ادارة المهنة، ولكن هل التزمت باخلاقيات المهنة بكل معاييرها ؟
هنا يجب ان نعترف بمهنية الجزيرة في التلاعب بالكلمة الحق لتخرجها كلمة باطل، تتلاعب بكامراتها لتوجهها الى ما يحقق لها اهدافها، ففي الوقت الذي نقلت احداث مصر حتى سقوط مبارك وفوز مرسي كانت تتجاهل كليا ما يحدث في البحرين وهي على مقربة منها، (تنظر الى النصف الفارغ في الكاس) لماذا؟ لان مصلحتها تقتضي ان تتلاعب بالكلمة هكذا، وقد نجحت في تاثيرها على الراي العام بالخصوص الشريحة المستهدفة، ودائما ننتقدها على الدور الخبيث الذي تقوم به لتشويه الحقيقة بحقيقة مشكوك فيها، وهي تقوم دائما على نقل من يكذب ولا تكذب لتبرر عملها ناقل الكفر ليس بكافر.
لها تاثير قوي على الشعوب المهزوزة من قبل حكومتها ومنهم الدول الاربعة التي ترتعش من قناة الجزيرة بدليل ان غلقها كان ضمن مطاليبهم العشرة، بل انهم اعترفوا بفشل قناة العربية في مواجهة الجزيرة والتي اطلقتها السعودية والامارات للرد على الجزيرة، فلماذا تلجا هذه الدول الى حجب بثها في دولهم بل تعمل على غلقها من على القمرين العربيين (نيل وعرب ال سات).
الجزيرة اصبحت دليل ادانة للدول الاربعة ولنفسها، ادانة لهذه الدول التي تخشى الفضيحة من الجزيرة وادانة الجزيرة لسكوتها عن ارهاب واجرام الدول المعادية لقطر وهي الان في حيرة من امرها فان فضحت الدول الاربعة سنقول اين كنتم، وان تغاضيتم دون رد فهذا يدل على صحة الاتهامات الموجهة لقطر.
الجزيرة كلمة تطلق بحرفية فالمواجهة لها تكون بكلمة اكثر حرفية، اما كبت الكلمة فهذا دليل قوتها.
الدول الاربعة لو كانت على يقين بكذب الجزيرة فانها تستطيع قانونيا ان تحصل على تعويض او حتى غلق ولانها صفر اليدين او تخشى من الفضيحة فتلجا الى الحجب والمنع طالما لهم حرية التسلط على شعوبهم.
انا لا اتابع الجزيرة بما في ذلك برنامجها المشاكس الاتجاه المعاكس ولكنني اتابع المتابعين بل كثيرا ما ارى حديث الشارع ما بثته قناة الجزيرة وهذا يدل على كثرة متابعيها، فعدم متابعتها لا يلغي مكانتها لدى الغير، نعم الجزيرة اخوانجية بكل ما تحمل الكلمة من معاني، والاخوانجية جماعة غير مرغوب فيها في مصر فما بال بقية الدول التي تعمل على عليها ؟ الاخوان اثبتوا ارهابهم وعلاقتهم السرية مع السعودية بينما ظاهرا يبدو ان السعودية على خلاف مع الاخوان ؟ وهذا غير صحيح.
أقرأ ايضاً
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة
- مشروع قانون استبدال العقوبة السالبة للحرية بمبالغ مالية