- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صندوق العبادي الأسود مليء بالمفاجأت!
بقلم:قيس النجم
تحت عنوان حرب التسريبات، وكشف الحسابات وقطع العلاقات، برزت مشكلة دول مجلس التعاون الخليجي، مع أحد أعضائه وهي قطر، ففي أيام قلائل باتت حرب عالمية على الأبواب بسبب خلافاتهم.
طبل للحرب تجار الدم، وصناع الأزمات، وبعض القنوات التي تعتاش عليها، وفي فرح غامر إستقبلت الخبر، بعد أن كانت قناة الجزيرة ملتقى إثارة وجدل للإتجاهات المعاكسة، باتت العربية الحدث و(آم بي سي) تعيش ربيعاً إعلامياً لنقل ما تريد، وحسب ما يوجه بوصلتها صاحب القناة.
العراق وموقفه من هذه الأزمة واضح، حيث ورد على لسان بعض قادة الكتل الوطنية المعتدلة، فالعراق ينأى بنفسه عن سياسة المحاور، ويطالب بعقد حوار عربي ـ خليجي ـ إقليمي مشترك، وإيجاد صيغ توافقية لحل الإختلافات، والإشكالات العالقة، وتبديد كل الهواجس والهموم بين الفرقاء.
سيقوم السيد حيدر العبادي بزيارة كل من السعودية، والإمارات، والكويت، ثم يذهب الى الجمهورية الإسلامية في إيران، وآخر المحطات هي قطر، لذا يجب التعامل مع هذه الزيارات المرتقبة بحزم وثقة، ولا بد من أن يجد العراق مصلحته في مساحات الإلتقاء، وليس في مساحات التقاطع، مع الإتفاق على مبدأ مهم جداً، وهو تعهد هذه الدول بعدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي، رغم التحفظ على هذه العبارة، التي إن طبقت تماماً وأحترمها غيرنا، لما حدث ما حدث في العراق ودول جواره.
الملفات العراقية كثيرة جداً، ستتم مناقشتها خلال هذه الزيارات، مع التركيز على دور العراق وإستقراره، ليلقي بظلاله على إستقرار الدول الشقيقة والصديقة، فالإرهاب نال ما نال من الجميع دون إستثناء، كما إن الإحتفاظ بعلاقات دبلوماسية متوازنة بهذا الوقت، يعني إسترجاع العراق لدوره الإقليمي المؤثر على المنطقة، مع الإبتعاد عن سياسة المحاور، والإنضواء تحت خيمة الخطاب العربي المعتدل، الذي لا يسمح بسرقة فرحة إنتصار التجارب الديمقراطية العربية من شعوبها، التي تتأمل خيراً في حكامها الجدد.
صندوق تضميد الجراح، وتقريب وجهات النظر، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وبناء علاقات ثنائية، وتعزيز أواصر التعاون العربي المشترك، الذي بات موضوعاً بالياً لم يقرأ، إلا في كتب التربية الوطنية القديمة، والأجدر بالعبادي تناول هذه المفردات، لأنها فرصة لإستعادة بريق العراق في الزمان والمكان المناسبين، وبناء حقبة جديدة من العلاقات العراقية ـ العربية ـ الإيرانية، والتي ستحدث وضعاً جديداً في المنطقة.
أوراق كثيرة سيتم تصفحها، منها ما يتعلق بالشأن العراقي الداخلي، وتأثير بعض الدول المجاورة عليه، كمسألة إنفصال الكورد عن الدولة العراقية، وكذلك إتفاقية خور العبد الله، وتعويضات الكويت، والمشاركة الفعلية بإتفاقيات إقتصادية، وإستثمارية جديدة لدول الخليج، في إعمار المناطق المحررة.
هناك اتفاقيات سيتم حسمها، منها مسألة الإستثمار الزراعي والبادية تحديداً، وسيتم تداولها مع السعودية والإمارات، لأنها قضية في غاية الأهمية، فتلك الدولتين قطعتا شوطاً طويلاً في إستثمار هذه البيئة القاسية، وبما أن الزراعة نفط دائم وجب الإلتفات عليها، لتطوير الزراعة العراقية، ومحاولة تقليل الإعتماد على المحاصيل المستوردة.
ختاماً: العراق في معركته ضد الإرهاب، يقاتل نيابة عن العرب بل والعالم أجمع، وأكثر دولة إستطاعت قلع جذور هذا الوحش المخيف هو العراق، لذا يجب مساندته في خطته الإقتصادية لإعمار البلد، لأن ميزانية حرب كهذه تحتاج للدعم، لذا أبدت دولة الكويت إستعداها، لإقامة مؤتمر للدول المانحة لدعم العراق، وعلينا قبول الأمر وتشجيعه، من أجل أن يعود العراق كما كان بل وأفضل.