تظل حكاية المجرم اللواء فاضل براك حسين الملقب بـ(البراك) مدير الأمن العام ورئيس جهاز المخابرات في العراق لحوالي ثلاثة عشر عاماً متصلاً، مثيرة وغريبة رغم أن جوانب كثيرة من شخصيته وسيرته لا تزال خافية وتحتاج الى جهود كبيرة للكشف عنها والبحث في تفاصيلها، فهذا الرجل الذي بالغ في الانتقام وقتل المناوئين للحكم والمعارضين لصدام حسين، سقط هو الآخر قتيلاً بالإعدام تنفيذاً لأمر أصدره صدام بنفسه عليه، وبتهمة تبعث على الضحك، وهي العمالة لجمهورية المانيا (الشرقية) رغم أن عملية إعدامه جاءت بعد ثلاث سنوات على تفكيك تلك الجمهورية الشيوعية وعودتها الى الجمهورية الأم في دولة واحدة
ورغم أن فاضل البراك ينحدر من عشيرة (البيجات) التي تجمع عدة أفخاذ وفروع تتخذ من قرى تكريت مواطن لها، إلا أن أسرته نشأت وعاشت في مدينة بيجي التي تقطنها عشائر الجبور والجميلات والعبيد، وكانت الصلات بين أسرة البراك التي يطلق عليها اسم البو موسى الفرج وبقية فروع البيجات مقطوعة لأسباب مجهولة، كما أن فاضل نفسه الذي اكمل دراسته الثانوية في تكريت مطلع الستينيات، لم يعرف عنه الاختلاط مع أولاد عمومته من أبناء البيجات، وخصوصاً اخوة صدام غير الأشقاء وأقاربه،
وفي مقابلة له مع كامل الشرقي رئيس تحرير مجلة (ألف باء) نشرت منتصف الثمانينيات، يعترف بأن أول لقاء جمعه مع صدام حسين كان في أواسط عام 1966 عندما زاره الأخير في الدائرة التي كان يعمل فيها في مديرية الإعاشة العامة، وناقش معه قضايا التنظيم البعثي في الجيش، عقب انقسام الحزب في العراق الى شقين، أحدهما يرتبط بالقيادة القومية في سورية (قيادة صلاح جديد) والثاني ظل على ولائه لميشيل عفلق، وكان صدام أبرز قياداته.
ولكنه في المقابلة ذاتها يقول انه شعر بفخر عندما سمع باسم صدام يتردد في محاكمات المهداوي كواحد من المتهمين الذين هاجموا الزعيم عبدالكريم قاسم وأطلقوا عليه النار في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 1959.
الانتماء الى البعث:
ويضيف انه عقب تلك الحادثة ارتبط بحزب البعث وكان طالباً في المرحلة الثانوية التي أكملها في العام التالي وقدم أوراقه للانتساب الى الكلية العسكرية ببغداد، حيث توسط له ضباط بعثيون وقبل فيها الى جانب عدد من زملائه البعثيين منهم عبدالرحمن محمود الدوري، الذي أصبح مديراً عاماً للأمن وعضواً في القيادة القطرية للحزب، وسعد عبدالمجيد الفيصل وكيل وزارة الخارجية الأسبق، ونوفل اسماعيل قائد الحرس الجمهوري السابق.
وعندما حدثت حركة 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 وأقصت حزب البعث الأول عن السلطة، كان فاضل البراك في الصف المنتهي بالكلية العسكرية وعلى أبواب التخرج منها برتبة (ملازم ثان) غير أن الرئيس عبدالسلام عارف اصدر قراراً منع بموجبه المتخرجين البعثيين وكانوا بحدود عشرين شاباً من العمل في الجيش، ومن ضمنهم البراك، الذي نسب الى مديرية الإعاشة العامة مع زميله ورفيقه عبدالرحمن الدوري، وأسندت إليهما وظيفة مراقب مخابز
وفي أعقاب انقلاب 17 تموز (يوليو) 1968 أعيد فاضل البراك الى الخدمة العسكرية ومنح رتبة (نقيب) وانتدب للعمل في القصر الجمهوري كمرافق للرئيس الأسبق احمد حسن البكر، واستمر في وظيفته هذه عاماً وبضعة شهور عندما أمر البكر بطرده نتيجة تلاسنه مع زوجة الرئيس (أم هيثم) خلال اتصال هاتفي
ويبدو أن صدام حسين الذي استحسن موقف البراك وجرأته في مواجهة زوجة الرئيس، أحس بحاجته الى مثل هذا الضابط ليكون من ضمن الحلقات المرتبطة به، فسعى الى نقله الى قوات الحرس الجمهوري وعينه آمرا لقوة حماية الإذاعة في منطقة الصالحية وسط بغداد، وشاع في تلك الفترة ان الرئيس البكر امتعض من تنسيب البراك الى قوة الإذاعة وهو الذي أمر بإبعاده عن الجيش واعادته الى وظيفته السابقة كمراقب مخابز في دائرة الإعاشة العامة، غير ان صدام لم يجرؤ على التدخل في ذلك الوقت بل ذهب الى نائب البكر وقتئذ الفريق حردان التكريتي واقنعه بتهدئة البكر واستحصال موافقته على بقاء البراك في الإذاعة لانه ضابط بعثي ملتزم، ونجح حردان في مهمته آخر الأمر.
وهنا تدخل الحظ في بروز اسم البراك من جديد عندما قام ضابط متقاعد هو محمد رشيد الجنابي كان يخطط مع اللواء عبدالغني الراوي والعقيد محمد بكر والعقيد سليمان الدركزلي لقيادة انقلاب على سلطة البعث بمفاتحة البراك للانضمام إليهم باعتباره من الضباط المناوئين للبكر، فقد اعتقد أفراد المجموعة الانقلابية ان البراك يحمل كراهية للرئيس البكر الذي عاقبه وابعده عن القصر الجمهوري، وان التعاون معه مفيد للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقبل ان يعطي البراك موافقته ذهب الى صدام وابلغه بما جرى معه، فطلب منه نائب الرئيس ان يساير المجموعة الانقلابية ويخترقها ويتعرف على ابرز من فيها، وهنا ظهرت مواهب البراك الامنية، فقد تمكن من خداع المجموعة وكشف جميع عناصرها، وهو الذي حدد ساعة الصفر للانقلاب وقاد كبار المشاركين في الانقلاب المزعوم الى القصر الجمهوري لتسلم مواقعهم حيث كان البكر وصدام في استقبالهم والاعتداء عليهم واعتقالهم ومن ثم اعدامهم وتقديراً للدور الذي لعبه فاضل البراك في كشف (المؤامرة) التي ذكر ان شاه ايران السابق كان يقف وراءها، تم ترفيع آمر قوة الإذاعة الى رتبة (عقيد) ونقله الى موسكو ملحقاً عسكرياً في السفارة العراقية هناك، ومسؤولاً عن تنظيمات حزب البعث في الاتحاد السوفياتي، وخلال وجوده في موسكو، حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ العراق الحديث، وكانت اطروحته عن الجيش العراقي ودوره في حركة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنجليز عام 1940 ويقال بهذا الصدد ان البراك استعان بمترجم سوداني يعمل مستخدماً في السفارة العراقية وقام بترجمة اطروحته الى الروسية، فيما تكفل اثنان من الأساتذة الروس بإعدادها والإشراف عليها لقاء مكافآت مجزية.
اختراق الحزب الشيوعي وتفكيكه:
وفي نهاية عام 1976 أعيد البراك الى بغداد حيث عين مديراً عاماً للأمن الداخلي، وعضواً في المكتب العسكري لحزب البعث، وخلال وجوده على رأس هذه الدائرة، عمل البراك على تنظيمها وفق المواصفات الامنية السوفياتية، مهتماً بضباط أمن وجد فيهم إمكانيات متميزة في مكافحة أحزاب وشخصيات المعارضة السياسية، وكانت المهمة الأولى التي أوكلت للبراك في وظيفته الجديدة هي تفكيك الحزب الشيوعي العراقي الشريك مع حزب البعث في الجبهة الوطنية التقدمية والمشاركة في الحكومة البعثية بوزيرين هما عامر عبدالله ومكرم الطالباني، وخلال عام واحد نجح البراك في كشف اغلب الخلايا الشيوعية واختراق قيادات عليا في الحزب، وعندما حانت ساعة التخلص من الحزب الشيوعي كانت أجهزة البراك مستعدة وجاهزة لتنفيذ خطتها التي تضمنت السماح لقياديي وكوادر الحزب بالتوجه الى خارج العراق، وعزل القادة الشيوعية عن قمتها، الأمر الذي سهل ضرب الحزب والإجهاز عليه.
تصفية الصدر وحزب الدعوة
وبعد ان انتهى البراك من تصفية الحزب الشيوعي العراقي، برزت أمامه مشكلة جديدة تمثلت في ظهور الحركات السياسية الشيعية التي ترافق صعودها ونفوذها مع انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة آية الله الخميني وعودته الى طهران في شباط (فبراير) 1979، واختار البراك أقوى الحركات الشيعية واوسعها انتشاراً ليخوض معها اشرس معاركه، وكانت البداية مع المفكر الإسلامي الشيعي البارز آية الله محمد باقر الصدر، الذي كان معروفاً بأنه مرجعية حزب الدعوة.
وبعد التخلص من الصدر، اتجه فاضل البراك الى حزب الدعوة وشن عليه حملة ضارية لم يفرق خلالها بين الأعضاء في الحزب وبين المتعاطفين معه، وخلال عامي 1980 ـ 1983 تمكن البراك من اجتثاث حزب الدعوة واغتيال الآلاف من أعضائه وانصاره ومؤيديه، واجبر قلة قليلة من كوادره على الهروب الى ايران.
وقد استخدم البراك في مواجهة حزب الدعوة أساليب قاسية وممارسات فجة، ويعزى إليه الفضل في تقويض هذا الحزب الذي واجه أعضاؤه السلطة الحاكمة بفدائية وتضحيات.
وينقل عن صدام حسين في حفل لتكريم فاضل البراك عند نقله الى رئاسة جهاز المخابرات مطلع عام 1984 قوله: (لولا الرفيق فاضل وجهوده ومبادراته في التصدي لعملاء ايران ـ ويقصد الأحزاب الشيعية ـ ومواجهته الشجاعة للطابور الخامس، لكان العراق في وضع آخر) وتوجه الرئيس الى ابن عمه علي حسن المجيد الذين عين مديرا للأمن العام بدلاً من البراك وخاطبه قائلاً (سر على خطى الرفيق فاضل واستفد من تجربته).
والمفارقة ان التسجيل الصوتي لهذا الحفل حجب عن البث في تلفزيون بغداد آخر لحظة، لاسباب غير معروفة، رغم ان الشريط كان قد وصل الى دائرة التلفزيون وتم تجهيزه للعرض، واطلع عليه العديد من المذيعين ومحرري الأخبار في الدائرة المذكورة.
وقد احدث البراك تغييرات واسعة في جهاز المخابرات بعد ان طلب منه صدام إبعاد مجموعة برزان التكريتي عن الجهاز، وكانت تسيطر على أهم أقسامه وشعبه وفروعه، وكان صدام حسين قد عين الفريق هشام صباح الفخري قائد الفيلق الرابع رئيساً للجهاز عقب إقالة برزان، ولكن القائد العسكري المحترف الذي لا يفهم في شؤون الأمن والمخابرات ارتكب خطأ وهو يباشر عمله الجديد، لم يدرك نتائجه، عندما اقترح على صدام إطلاق سراح الشاعر البعثي شفيق الكمالي وكان قد اعتقل في وقت سابق لتردده على منزل سيدة في مدينة (الموصل) كان يستلطفها صدام نفسه.
ومع ان الرئيس استجاب لرجاء الفريق الفخري وأطلق سراح الكمالي كما افرج أيضا عن زوجة القائد العمالي والوزير البعثي محمد عايش المعتقلة منذ منتصف عام 1979 إلا انه أحس بان هذا القائد العسكري لا يصلح لرئاسة جهاز المخابرات فأعاده الى الجيش مرة أخرى بعد شهور قليلة ونصب البراك بدلاً عنه.
نفوذ برزان
وخلال عام واحد تمكن البراك من تصفية نفوذ برزان التكريتي في المخابرات ونقل ابرز مساعديه الى خارجها، وفرض تعليماته وأوامره على هذا الجهاز الخطير، ولكنه لم يخطر بباله، ان هذه الأعمال التي يقوم بها والنجاحات التي يحرزها كانت تثير لدى صدام حسين شعوراً بالتوجس منه، خصوصاً عندما حشر البراك نفسه في قضايا كشف انحرافات واختلاسات عدد من أقارب صدام وابناء عمومته الذين طغوا بشكل سافر في الثمانينيات، الأمر الذي اغضب الرئيس صدام واعتبر تدخله في موضوع ليس من اختصاصه في مكافحة التجسس والتآمر الخارجي، مسألة تستهدف الاستئثار.. وبسط النفوذ الشخصي.
الخطأ الذي أودى بالشاطر:
وارتكب البراك في تلك الفترة خطأ قاتلاً، عندما استدعى سكرتير صدام الصحفي الدكتور محسن خليل الذي طرد من وظيفته بأمر من صدام واهتم به وخصص له سيارة حديثة وراتباً شهرياً دون إشعار او استئذان من الرئاسة، خاصة وان خليل بعد استقبال البراك له وتسلمه السيارة والمكافأة المالية، ذهب الى القصر الجمهوري وابلغ المسؤولين فيه بما جرى له مع رئيس المخابرات، وكانت النتيجة ان صدام اصدر أمرا بعزل البراك من رئاسة المخابرات وتعيينه مستشاراً وهي وظيفة هامشية، واعاد الاعتبار لسكرتيره الصحفي السابق، وتعيينه مديرا عاما لمركز البحوث والدراسات التابع للقصر الجمهوري.
وحتى يضمن استمرار ولاء البراك له في ذلك الوقت، أوفده الى المغرب في مطلع عام 1989 حاملاً رسالة منه الى الملك الحسن الثاني، وفي الرباط أمضى عدة أيام بعد إكمال مهمته للراحة والاستجمام.
وخلال إجازته هناك، زاره صديق قديم غادر بغداد منذ سنوات طويلة وانهمك في أعمال ومقاولات خارج العراق، أمضى معه عدة أيام ونصحه الصديق ان يجد وسيلة او ذريعة لمغادرة العراق، لان معلوماته تشير الى انه سيواجه مشاكل ومتاعب ومضايقات كثيرة خلال المرحلة المقبلة، وفوجئ الصديق بان البراك يقول له انه يعرف ذلك، ويعرف ان إقالته من رئاسة المخابرات مقدمة لتصفيته ولكنه لا خيار أمامه غير البقاء في بغداد وانتظار الآتي من الأيام، ومما قاله البراك انه رجل مطلوب، وفي رقبته دماء كثيرة.
ولأنه يدرك أيضا ان عيون صدام تراقبه بعد ان كان لسنوات هو العين المفتوحة له، فقد اعتكف بمنزله مبتعداً عن أصدقائه ورفاقه السابقين، وكان يمضي اغلب أوقاته في مزرعة تعود له في ضواحي العاصمة، وانقطع متعمداً عن الناس والمجتمع تماماً.
ويبدو ان صدام مع استحسانه لهذا الوضع الذي بات عليه البراك، إلا انه استدعاه عقب غزو الكويت في آب (أغسطس) 1990، ووبخه على العزلة والسلبية اللتين فرضهما على نفسه ـ حسب الرئيس ـ وعندما أجابه البراك انه لا عمل مسنداً اليه، فماذا يفعل؟ قال له صدام أمامك مهمة جديدة فقد اخترتك رئيساً للجنة تتولى استقصاء ردود فعل الشارع العراقي على السياسات الرسمية والإجراءات الحكومية وخصوصاً بالنسبة إلى موضوع الكويت.
ونسب صدام الى عضوية اللجنة كلاً من مستشاره السابق اللواء صادق شعبان (لاجئ حالياً في السويد) والسفير المتقاعد عبدالجبار الهداوي (توفي ببغداد منتصف التسعينيات).
وعقدت اللجنة ثلاثة اجتماعات دون ان تقدر على رفع توصياتها او القرارات التي توصلت إليها، وتلاشى عملها وتوقفت لاحقاً عن عقد اجتماعاتها، ويعتقد ان صدام اختار البراك لرئاسة هذه اللجنة ليكون تحت نظر الأجهزة الامنية.
وعندما بدأت حرب عاصفة الصحراء في مطلع عام 1991 حاول فاضل البراك الانتقال من بغداد الى مكان آخر خارجها، وذهب الى صديق كردي يعمل بالتجارة والمقاولات ومتعاون مع السلطات الحكومية، ليسهل له السفر الى شمال العراق مؤقتاً ريثما تنتهي الحرب، غير أن صديقه الكردي خشي من مساعدته واعتذر عن تلبية رغبته، وهناك اعتقاد لدى أسرة البراك بان هذا الصديق هو الذي ابلغ السلطات الحكومية بنوايا البراك بمغادرة بغداد الى خارجها، الأمر الذي دعا صدام الى استدعائه في صيف عام 1991 وتعنيفه على عدم تطوعه ومشاركته في مواجهة ما اسماها (صفحة الغدر والخيانة) وهي الصفة التي أطلقها النظام البعثي على الانتفاضة الشعبية التي قامت في ربيع ذلك العام في شمال ووسط وجنوب العراق.
ونقلا عن أحد أصهاره، فان البراك خرج من تلك المقابلة وهو في اشد حالات اليأس والقنوط، وابلغ أسرته بان مصيره بات مهدداً في أي ساعة، وقام بترتيب شؤون زوجته وأولاده وتسجيل ممتلكاته باسمهم، اعتقاداً منه بانهم سيكونون في مأمن من العقوبات في حال تعرضه الى الطوارئ.
السجن والإعدام:
وفي نهاية ايلول (سبتمبر) 1991 القي القبض على البراك واقتيد الى مبنى حاكمية المخابرات بشارع 52 الذي كان هو الذي بناه واشرف على العمل فيه، حيث خضع للتحقيق ووجهت إليه تهمتين الأولى سياسية أمنية باعتباره جاسوساً لألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي والاخير كان يلفظ أن أنفاسه الأخيرة في ذلك الوقت، والتهمة الثانية إثراؤه غير المشروع والحصول على عمولات من تجار ورجال أعمال كان جهاز المخابرات قد أرسى عليهم مقاولات ومناقصات وبيع مشاريع صناعية في عهده.
واعتقل معه كل من عديله المهندس المقاول زهير الدوري ورجل الأعمال وصاحب مصانع الألبان الشهير يونس السماوي، والفنان المسرحي عبدالقادر الدليمي، والاخير كان يرافق البراك خلال زيارته الى المانيا ويقوم بمهمة الترجمة له حيث كان يعمل مستخدماً في السفارة العراقية في برلين.
وامضى البراك عامين رهن الاعتقال، مورست عليه أشكال من التعذيب البدني والنفسي، وقد حرص صدام على أن يكون المشرف على تعذيبه مجند في المخابرات عمل خادماً للبراك عندما كان رئيساً للجهاز، وقد أصيب بالشلل في نهاية فترة الاعتقال ومع ذلك تم تنفيذ حكم الإعدام به في نهاية عام 1993، وسلمت جثته الى أسرته مع تعليمات بدفنه سراً وعدم إقامة مجلس عزاء أو فاتحة على روحه.
وهكذا شرب البراك من الكأس التي أذاقها الى للآلاف من ضحاياه وانطوت صفحته بعد جليل الخدمات التي قدمها لسيده
أقرأ ايضاً
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- السفير البريطاني: الوضع الأمني جيد في العراق
- قصة من زيارة الاربعين: الكسندر الأسترالي يتحول الى "علي" في كربلاء (فيديو)