حجم النص
سامي جواد كاظم من ينسى عزيزه فهو بذات، ولكن ذكراه كيف تكون ؟ هل الوقوف على قبره ورشه بالماء او ايقاد الشموع فقط ؟ لا اعتقد ذلك، ولا انفي ذلك ولكن لماذا دائما نصرف جهودنا على الذكرى السنوية وتهييج الالام بينما القصاص لم يحصل ؟ ولماذا لا نفكر بما يرتقي من حالنا جاعلين هذه المصائب السنوية هي العزم لمنع تكرار احداث على امثالها ؟ غطت مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى سبايكر الفضيعة، ووقفت اسال نفسي ماذا قدمت الجهات المعنية من ردود افعال لهذه الجريمة ؟ وهم في الوقت الذي يستنكرون ويتقاذفون الاتهامات كل حسب حزبه او كتلته بعيدا عن الحقيقة حدثت جريمة اخرى في منطقة اخرى الثرثار او الصقلاوية او سجن بادوش ووو، هل سيكون لهذه الفجائع سنوية ؟ ايام وسيتذكر اهالي الكرادة فاجعتهم ويتجهون نحو المكان المفجوع، نعم هذه الالام لابد منها ولكن كيف نتعامل معها ؟ كيف نوقفها ؟ هل ان المعنيين من الحكومة يهتمون لهذه السنويات ؟ كلا سنة اخرى وثالثة وتصبح في طي النسيان كما هي حادثة جسر الائمة المشؤومة. نادرا ما ننظر الى غدا بل نستذكر الماضي لنقلب الالام ولا نستفيد منها لجعلها عبرة بغية منعها او تجاوزها، نعم انا انظر الى من اوقد الشموع في مكان ما للاستذكار، وانظر الى جمعية خيرية يقف امامها طابور من النساء لاستلام المعونة او الصدقة الشهرية 25 الف دينار ارى هكذا متناقضات في بلدي لو عالجنا احداهما ستعالج الاخرى تلقائيا، وهو بذاته عندما تامر بالمعروف تكون قد نهيت عن المنكر. هنالك صور مؤلمة جدا تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي لا اعلم ماهي الغاية منها ؟ فالبعض منها تؤدي الى اكتئاب واحتقان نفسي وليس الى الشعور بالمسؤولية، واذا مرت مر الكرام سيتحمل المسلمون اثما كبيرا لتجاهلهم هذا الواقع، فلماذا لا يعمل بدلا من استذكار الالام ؟ سيقول انا اعمل، اقول اعمل بما يمسح الاثار الاليمة او على اقل تقدير عدم حصولها مستقبلا. هنالك سنويات لا تستحق ان تذكر او يقام لها احتفال ولكن اصحابها من ذوي الاموال الطائلة او النفوس الدنيئة فيقومون بالترويج لها وذلك للفراغ الفكري الذي يحملونه في طي صدورهم.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!