حجم النص
بقلم: سليم الحسني تختلف وجهات النظر في تحليل ما يجري في المنطقة بسبب الأزمة الحادة بين قطر والسعودية، فيميل قسم من المحللين الى التعاطف مع قطر، ويميل آخر الى السعودية. لا أتحدث عن الأقلام الباحثة عن مصالحها للتكسب والاعتياش، إنما الكلام عن مواقف الأقلام الملتزمة، فالأزمة تدور بين قطبي الإرهاب في العالم، فقطر أسوأ من السعودية، والسعودية أسوأ من قطر، لقد صنعتا جماعات القتل التكفيري والطائفي، ونفختا فيها المال والسلاح، وحددتا لها هدفاً واحداً هو القتل والتشريد والتخريب، وكانت الضحية الأولى جماهير الشيعة في العراق، ثم سوريا بكامل كيانها كدولة، ثم نالت المناطق السنية قدراً كبيراً من التخريب نتيجة التنسيق مع بعض الزعامات العشائرية والسياسية، كما جاء ارهابهما على المسيحيين والإيزديين بالقتل والسبي. سنة تلو ثانية، والسعودية تجند الإرهابيين بفكرها القتّال، وعام تلو آخر توجههم قطر ليقتلوا هنا وهناك. فما الفرق بينهما في صناعة الموت ونشر الخراب وخلق المآسي؟. دولتان تحالفتا على الشرّ، ومضتا عليه، وبينهما وثيقة القسوة وتحويل الحياة الى أشلاء. اختلفت قطر والسعودية وحدثت الأزمة الحالية بينهما، فهل نقف مع الأولى أم مع الثانية؟ هل نؤيد قاتلنا الأول أم قاتلنا الثاني؟ هذا ما يبدو عليه بعض الكتّاب والمحللين، في مفاضلة يعقدونها بين الدولتين، ويحاولون اكتشاف الأنفع للعراق. ويذهب البعض الى طرح فكرة تحييد أحدهما لمصلحة العراق، فنأمن بذلك من ضررها، ونتقي شرها، وهذا الرأي أكثر رواجاً من الأول. إن مثل هذه الآراء، لا تنطبق على العراق في ظل وضعه الراهن حيث يعاني الضعف والانهاك والأزمات، إنها تصلح لدول مستقرة، مثل إيران وتركيا والدول الغربية، دول لها حساباتها ولها قدراتها وامكاناتها في دخول الأزمات والخروج منها، وفي تحريكها وإيقافها. ليس العراق مؤهلاً على الاطلاق لكي يفكر بأفضلية هذا الطرف أو ذاك بالنسبة لمصالحه، إنه مستهدف من كليهما، ومهما كانت نتيجة الصراع القطري السعودي، فان المنتصر سيأتي الى العراق يكمل ما بدأه من قتل وتدمير. أمام اذا حدث الصلح بينهما، فأنه أول بنوده استكمال تخريب العراق، ومواصلة اشعال النار في كل كومة حطب على أرضه.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي