حجم النص
بقلم: سليم الحسني حين تتراجع السعودية عن إجراءات المقاطعة ضد قطر، فستسجل على نفسها هزيمة منكرة، وستبدو دولة مرتبكة ضعيفة لا تستطيع ان تكسب أي جولة مهما كانت بسيطة، لا في السياسة ولا في الحرب. إنها دولة تستطيع فقط ان تُصدّر الفكر التكفيري وأن تبث الإرهاب المنفلت لقتل كل من لا يدين بالوهابية. وعندما تتراجع السعودية عن تحشيدها ضد قطر، بفعل وساطة إقليمية أو دولية، فانها ستؤكد كونها دولة ذات رأس مهووس بالانفعال والكراهية، ليس فيه منطقة للعقل والتفاهم. أما اذا استمرت في تحشيدها لمقاطعة قطر، فانها ستكشف عن ضعفها الإقليمي والدولي، وأن ثقلها السياسي يُقاس بأسعار براميل النفط التي تحاول ان تشتري بها المواقف. أرادت السعودية بإعلان الحصار على قطر تحت مبرر إتهامها بدعم الإرهاب، تبرئة نفسها وإلقاء الجريمة كاملة على قطر، فكانت بحاجة الى مواقف دولية تصطف معها وتعلن مقاطعتها لقطر، لكن ذلك لم يحدث، فلقد وجدت تعاطف عدد بسيط جداً من الدول العربية، وانعدام التعاطف من الدول الغربية وذات الاهمية في المجتمع الدولي. وهذا الرفض للطلب السعودي، بمثابة تأكيد التهمة عليها بأنها صانعة وداعمة للإرهاب. هنا قدمت السعودية خدمة كبيرة لقطر، فقد برأتها من الإرهاب مع أن قطر ضالعة في الإرهاب الى أعلى المستويات، فمع فشلها في تحشيد الموقف الدولي لمقاطعة الدوحة، تكون السعودية قد طبعت على رأسها علامة الإرهاب، وأن تهمة صناعتها ودعمها للإرهابيين ملتصقة بالرياض التصاقاً لا انفكاك فيه، وهي الحقيقة التي أدركها العالم منذ عقود عديدة، ثم تعززت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وما تلاها من نشر متصاعد للفكر التكفيري وبروز جماعات متعددة الأسماء مهمتها القتل والتفجير أينما تكون هناك مساحة بشرية آمنة. أكثر ما سيجعل العالم الدولي يستغرب من السعودية، ويرميها بنظرة السخرية، حين يجدها تستضيف عدة قمم في عاصمتها، وتعقد صفقات مع الولايات المتحدة بما يقرب من (٥٠٠) مليار دولار، ثم تصاب بانهيار عصبي بعد يومين فقط، بسبب استفزاز بسيط من قطر. فتوقع نفسها في مزيد من الأزمات وتفرض على نفسها المزيد من القيود حتى صارت محاصرة من قبل حلفائها.
أقرأ ايضاً
- اعلام السعودية... متى تغيرون لهجتكم؟
- السعودية بين الدولار الأمريكي واليوان الصيني !!
- ماالذي بين ايران والسعودية؟