- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق بين الاغلبية السياسية والاغلبية الوطنية
حجم النص
د. علاء الدين صبحي ال كبون لعل الشارع العراقي ساد في اروقته الثقافية و الفكرية الكثير من الكلمات التي لا يفهما الغالب او البعض من افراد شعبه العزيز وثلة منهم قد تختلط عليهم مفهوم مصادق هذه الكلمات فيمسون غير مميزين للصالح والطالح منها. هذه الكلمات التي شاع ذكرها من بعد سقوط صنم الطاغية عام 2003 ولحد الان فمنها ادرك معناها الفرد العراقي ومنها ما اختلط عليها صفات هذه الكلمات مثلا الدكتاتورية , الديمقراطية , الطائفية , المذهبية ,المكونات ,القوميات.... الخ. ولست بشرح مدلول هذه المصطلحات لأن بعض منها قد انكوا في فهم معانيها اغلب الشعب العراقي ونجح في ادراك صفات ومصداق هذه الكلمات نظريا وعمليا. ولكن كثر تداول كلمتي الاغلبية السياسية و الاغلبية الوطنية ودار النقاش كثيرا عليها في هذه الايام في الاعلام والصحف والمواقع الاجتماعية. ان كلمة الاغلبية السياسية قد ذاع صيتها تقريبا منذ الولاية الثانية للسيد المالكي وزاد تردد هذه عندما اراد الولاية الثالثة وهو اول من اطلق هذا التعبير السياسي والذي لم ينجح في كسب ودً السياسيين اللاعبين الاخريين في الجلوس على كرسي الولاية الثالثة ومراهنا على عدد الاصوات التي حصدها (او يحصدها) في الانتخابات لتعطيه اريحية عددية في تشكيل الحكومة او التحكم بقرارات مجلس النواب المفصلية والمهمة في الوطن.. وغالبا هذه المفردة (الاغلبية السياسية) تولد دكتاتورية مبطنة تطفوا الى السطح عندما تلائمها الظروف ولاسيما تلك التي تمسك بزمام السلطة التنفيذية , هذا ما قد نلاحظ مثاله في الافق عند تركيا الدولة الجارة لنا (حكومة اردوغان ومحاولته لتغير دستور بلاده لصالحه). اما كلمة الاغلبية الوطنية التي ايضا زاد ترددها حاليا في الاعلام ولاسيما بعد تراس زعيم ثيار شهيد المحراب سماحة السيد عمار الحكيم الى رئاسة التحالف الوطني وطرحه الى مبادرة التسوية الوطنية. الاغلبية الوطنية تعني شراكة الاقوياء في صنع القرار السياسي.. وهؤلاء الاقوياء متمثلة بالتحالف الوطني الذي دأب الحكيم منذ تسنم رئاسته على ماسست اغلب مفاصله ولجانه لجعله اكثر حيوية وعطاء.. مع من يؤمن من الاقوياء ان يعمل بشراكة قوية وطنية مؤمنة بالعملية السياسية الديمقراطية في العراق الجديد سواء كانوا من الكرد او العرب على مستوى القوميات او من الشيعة و السنة على مستوى الطوائف والمذهبيات , لأن هذه الاغلبية الوطنية سوف تنتج غالبية وطنية قادرة ومستطيعة على صنع القرارات المهمة في البلاد التي تغير مجرى تاريخ ومستقبل احداثه ان شاء الله بحيث تقابلها اقلية وطنية معارضة ومراقبة لعمل الحكومة المفرزة من الاغلبية الوطنية في قبة البرلمان العراقي. والاغلبية الوطنية قد نلاحظها في اغلب الدول الديمقراطية المتقدمة التي مبدأها المواطنة وحب الوطن ان فازوا وان اختلفوا , وهذه الاغلبية ايضا تنتج رجال دولة اشداء حبهم للوطن و شعبه على حد سواء بجميع مكوناته وتختلف عن تلك التي تفرز الدكتاتوريات. واتسال هنا وايكم عن حكم العراق واي صورة تحكمه ؟.. العراق الذ يشتهر بتنوعه القومي والطائفي والمذهبي وهذا التنوع مدعاة فخر لكل العراقيين لا ذم لأفراد شعبه هل يستفاد من حكم الاغلبية السياسية التي قد تكون من طائفة او فئة معينة من الشعب العراقي.. ام من حكم اغلبية وطنية من جميع الشركاء في تربة هذا الوطن الغالية ومن جميع فئاته او طوائفه واقلياته ؟
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي