حجم النص
بقلم:غسان الكاتب زيارة جاريد كوشنر زوج ابنة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى العراق في الاسبوع الماضي التي تضمنت زيارته مع رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الأمريكي الى قاعدة حمام العليل العسكرية التي تبعد مسافة 16 كيلومترا فقط من مدينة الموصل.. ليست من محض الصدفة او المغامرة بالتقرب من معارك على درجة كبيرة من الخطورة ولا من بروتوكول ضيافة الجنرال جوزيف دانفورد، بل انها زيارة استطلاع ومتابعة عن قرب لمبعوث فوق العادة. نعم كوشنر رجل عملي ويقوم بمهامه على اكمل وجه، كان يقيم عن قرب مستويين: · يتحقق من حديث السيد رئيس مجلس الوزراء وتقييمه الذي طرحه للإدارة الامريكية في زيارته الاخيرة حول الأوضاع في العراق عامة والموصل خاصة. · يقيم تقارير المستشاريين الأمريكان وتوقعات مراكز البحوث والدراسات الامريكية حول مستقبل الاحداث في العراق بعد داعش. إذن الرجل ليس حاكما مدنيا جديدا مثلما وصفه البعض وليس زائرا عاديا، بل انه سوف يحمل رسالة للرئيس ترامب مفادها: تدخل فان الأوضاع تسير بشكل جيد وتسمح بمردود جيد او يكفي فان التدخل في العراق لا يصلح ما أفسده أوباما. إذن نحن مقبلين وقريبا جداً على مرحلة جديدة من التدخل الامريكي، تدخل على عدة مستويات اهمها الاقتصادي والعسكري، والذي يؤكد ذلك: ارتفاع تصنيف العراق عالميا وبشكل مفاجئ لجذب الاستثمارات اولا. تحركات دول الخليج وعروض مساعداتها المتعددة للمشاركة في اعمار المناطق المحررة ثانيا. زيادة الدعم العسكري وعديد القوات الامريكية ثالثا. ورابعا الاهتمام المكثف بالملف العراقي على المستوى الاعلامي امريكيا. وان كانت زيارة كوشنر قد استوفت كافة محطاتها، فان ترامب قرر التدخل في العراق وبقوة وما هذه الزيارة الا من باب التثبت من الحقائق والخيارات المطروحة أمامه، والأيام حبلى بالتدخلات واثبات الوجود الامريكي في المنطقة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل موافقة الحكومة على استقبال كوشنر والسماح له بالتنقل كيفما يشاء هي موافقة ضمنية على تدخلات أمريكية قادمة في الشأن الداخلي العراقي ام ان السيد رئيس مجلس الوزراء سيكون له قولا وتوجها آخر؟؟؟.
أقرأ ايضاً
- حوادث السير في العراق.. إحصائيات مخيفة تفوق ضحايا الإرهاب
- القانون فوق الجميع
- لماذا تفوقت سنغافورة في التعليم؟