- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عراق ما بعد 2003 ..تبادل ادوار ..ولعبة مواقع
حجم النص
بقلم:سعد عواد كنا مخطئين بقراءاتنا ورؤيتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعراق ما بعد صدام حسين..كنا مجموعة من العاطلين عن العمل تجمعنا مقهى صغيرة في كربلاء كانت تشهد نقاشنا وتحليلنا للاحداث ايام الاجتياح الامريكي للعراق..متفائلين حالمين واقول نعم كنا سعداء بهذا الاجتياح على امل خلاصنا من اعتى دكتاتورية ونظام بوليسي مر على العراق..سقط النظام والدولة معا.فوضى احداث متلاحقه..نهب وسلب لمؤسسات الدولة..نزوح وهروب جماعي للعوائل..عبر الحدود يقابله دخول الالاف من العراقين الفارين من حكم الطاغية..بروز تجمعات مسلحة غير منضبطة اخذت على عاتقها حماية المدن والاحياء السكنية..(ممن لا نعرف) تشكيلات اخرى بدأت بضرب القوات الامريكية بحجة المقاومة وهدفها الدفاع عن هويتها ووجودها وتراثها..تدخلات اقليمية مباشرة واصطفافات مذهبية ومراكز قوى تبحث عن مصالحها..اصبح الاحتماء بالمذهب والطائفة والعشيرة بديلا عن القانون والدولة..ولكن لنتفق انها فترة عنف انتقالية طبيعيه بعد عقود من التسلط والطغيان.حرب يشنها الجميع على الجميع وفي هذه الحالة نحتاج الى (قابلة) يخشاها الجميع ويثق بها الجميع وهذا ما لم يكن متاحا... الولايات المتحده اخذت موقف المتفرج من هذه الفوضى وهذا الدمار ربما لتطبيق نظريتها (الفوضى الخلاقة) بلا قراءة واعية لطبيعة المجتمع العراقي وتركيبته الاحتماعية ووجود مراكز قوى وسلطات متعدده لها تأثير كبير في البناء النفسي للفرد العراقي..حتى اصبحت هذه القوى تملي على امريكا رؤيتها لبناء الدولة..تشكيل مجلس حكم على اساس طائفي مناطقي اقرار دستور حسب مقاساتها..انتخابات شكلية وانبثاق مجلس نواب على اساس المحاصصة الحزبية..بروز طبقة سياسية كانت بالهامش تفتقد الى رؤية واضحة او ثقافة لبناء الدولة وتعمل وفق ايدلوجية الخوف واقصاء الاخر..ولا تتخلص من عقلية المعارضة..كل من ينافسها او ينتقدها هو عدو لها.غياب التعددية السياسية بمعناها الديمقراطي والحاصل في نظامنا السياسي هو اما طائفتي او حزبي في السلطه واما الموت.حتى ليخيل اليك ان سقوط صدام ما هو الا تبادل ادوار او لعبة مواقع على رأي الروائي علي بدر..والغريب ان كل الاحزاب والتيارات السياسية الحاكمة اتفقت على مسألة واحده هي تدمير البلد ونهب ما امكن من ثرواته حتى اصبح العراق يحتل المراكز الاولى في مؤشرات الفساد عالميا..حكومات متعاقبه بلا هدف او رؤية استراتيجية او استشراف لمستقبل العراق همها الاكبر الحفاظ على سلطتها ومكاسبها..ازمات وصراعات ومشاكل غايتها الحفاظ على المصالح فقط.اربعة عشر عاما مرت ونحن في ظل اللا دولة واللا قانون نعوم على بحر من المشاكل الاقتصادية والامنية والسياسية والوضع من سيئ الى اسوء ..نتأمل الحلول من هذا الطرف او ذاك..ننتظر قدرنا وموتنا وانهيارنا..متناسين ان رفاهية الاوطان واستقرارها بيد ابناءها..بشرط توفر الارادة والوعي وتقدير الذات او كما يقول المفكر عبد الرحمن طهمازي (حين يجد الانسان انه يدار من خارج ذاته فان عليه ان يعيد تمثيل نفسه). • نائب رئيس تحرير جريدة كربلاء اليوم
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر