- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رسائل ترامب وحلول الأزمة السورية
حجم النص
شهاب آل جنيح سبع سنين من الصراع المسلح في سورية، خلفت الآف القتلى والجرحى من المدنيين السوريين، تلك الدولة لم تعد كما كانت، بل هي اليوم عبارة ساحة للصراعات الدولية، وتصفية الحسابات بين الدول الكبرى، حتى خرج أمرها من يد السوريين والعرب ككل. اليوم ضربة جوية أمريكية بـ59 صاروخاً، استهدفت مطار الشعيرات العسكري في سورية، الولايات المتحدة قالت أن ضرباتها الصاروخية هذه، كانت رداً على الهجوم الكيمياوي في خان شيخون، الذي تم اتهام الحكومة السورية بالوقوف خلفه، وحقيقة ردة الفعل الأمريكية هذه غير صادقة؛ فلو كانت هذه العملية رداً على الهجوم الكيمياوي، فالأولى أن تنتظر نتائج التحقيقات الدولية لهذه الجريمة، قبل أن تهاجم بهذه الكيفية. العالم الآن منقسم بشأن الأحداث في سورية، وهذا الانقسام ليس وليد اليوم بل منذ بداية الصراع هناك، قبل سبع سنين، حينها انقسم العالم لمحورين، المحور الأمريكي البريطاني الخليجي التركي، في مواجهة المحور الروسي الصيني الإيراني، وهذا الانقسام جعل من كل القوى المتصارعة في سورية، تقاتل وتهاجم ضمن سقوف محددة، من قبل رعاتها الدوليين. الحقيقة هي أن الصراع القائم في سورية، لا يراد له أن ينتهي، ولأي طرف كان، لأن نهايته لاتخدم الدول الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا وحليفتها إسرائيل، فأفضل وضع بالنسبة لهم أن تبقى سورية تحت أتون الحرب والإقتتال، وبالتالي تغييب دولة عربية مؤثرة، عن الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود. الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الوحيدة الآن في العالم، وليس لروسيا أن تنافسها في ذلك ولا غيرها من الدول الكبرى، وهذا مصدر ثقتها وقوتها الذي تستند عليه في تحركاتها، لكن من جانب آخر فأن الإرهاب الذي بدأ يضرب في عمق أوروبا، يمثل مصدر ضعفها؛ لأنها غير قادرة على مواجهته والقضاء عليه أو غير قادرة على انهاءه، في أغلب الدول التي احتلتها، أو شاركت في عمل عسكري فيها، كأفغانستان والعراق وليبيا واليوم في سورية. خلاصة القول أن الضربة الأمريكية لسورية اليوم، هي مجرد رسالة للعالم، أن دونالد ترامب قادم لتنفيذ وعوده، وأنه سيكون مختلفاً عن سلفه أوباما، رحبت السعودية وإسرائيل بهذه العملية العسكرية، واستنكرتها روسيا وإيران، وهذه المواقف متوقعة مسبقاً، والمتوقع أيضاً، هو أن مستقبل سورية بين حلّين لاثالث لهما: أما تقسيمها لعدة دويلات كردية وعلوية وسنية، أو حلاً سياسياً لتقاسم السلطات بين الأطراف المتقاتلة فيها.
أقرأ ايضاً
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- أيهما أقل ضرراً: ترامب أم بايدن؟
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة