حجم النص
يعد هادي جلو مرعي من أبرز الصحفيين والكتاب العرب إضافة الى شهرته في التحليل السياسي وراديكاليته العالية في طرح آرائه المستفزة والتي تستقرئ المستقبل من خلال معطيات الواقع فقد فاز لأكثر من مرة بجائزة أفضل كاتب عمود صحفي كان آخرها جائزة كلية الإعلام في جامعة بغداد في العام 2016 وهو يستقطب إهتمام القنوات الفضائية والإذاعات ووكالات الأنباء والصحف لموسوعيته وقراءته الجيدة للأحداث، وله أراءا حادة في الوضع السياسي في بلده والعالم العربي، وقد تميز منذ العام 2003 بوصفه رائد الحريات الصحفية في العراق والمدافع عن الصحفيين العراقيين الذين يتعرضون لأقسى وأبشع أشكال الإستهداف الجسدي والفكري إلتقيته في مكتبه المتواضع ببغداد التي يعشقها لوحدها ويكره كل المدن وتحدثت معه حاولت أن أتعبه لكنه أتعبني بإجاباته المباشرة، وكان هذا الحوار. -كيف هي الصحافة في العراق؟ هي كالسياسة ومعها وكلاهما يعيشان أزمة. فالسياسي لايفهم من الصحافة سوى إنها وسيلة للوصول الى الجمهور الساذج الذي يخرج كالقطيع في كل مناسبة إنتخابية ليصوت لهذا الحزب أوذاك، ويجري خلف رمز موهوم ليطوف في محرابه. فلم يحصل الصحفيون من السياسيين سوى على التشكيك والإذلال والإستغلال والتابعية. أوليس أغلب الصحف والإذاعات ووكالات الأنباء مملوكة لقوى سياسية وحزبية ورموز كرموز الجاهلية المصنوعة من التمر والطين والحجر والحديد. وعلى الأقل فرموز الجاهلية كانت مفيدة للجياع. -هذا يعني أنكم في العراق لاتمتلكون صحافة حرة؟ لاأدعي ذلك، لكنني أشير الى حجم المعاناة التي يتعرض لها الصحفيون، فهم مقيدون بمدراء تافهون، ويعملون في وسائل إعلام مملوكة لأحزاب فاسدة ومتسلطة على الشعب، ومهمة هولاء الصحفيين تتركز على نسج الأكاذيب للدفاع عن قيادات سياسية لم تعد صالحة لهذا الزمن، وهولاء منتفعون، بينما الأغلبية من الصحفيين فيعملون بأجور زهيدة، وفي كثير من الأحيان يتم طردهم دون تعويض من وسائل الإعلام التي تملكها مؤسسات حزبية وتجار ورجال دين ومنظمات ومقاولون. -من هولاء التافهون الذين يديرون إعلام قوى السلطة وأحزاب السلطة؟ في العراق لانحتاج الى أدلة لمعرفة الخراب والفساد فآثاره تعم في كل مكان، الحياة مخربة والمسؤولون فاسدون، والبنى التحتية منهارة، والإرهاب يضرب بقسوة، والقوى السياسية تتجاهل الشعب وتنشغل بمهمات الصراع والتنافس الإنتخابي وحولت الشعب الى قطعان وكل قطيع لصالح حزب، أو ملهم لايرون بديلا عنه سواه ويمجدونه، وهناك إعلاميون دخلوا في دائرة تلك القوى والشخصيات، وصاروا مطبلين لها باحثين عن المال والشهرة، وبعضهم بالفعل أصبح من الملاك وأصحاب شركات، ويمتلكون عقارات ولديهم حسابات. -أنت تعني أن الصحفيين جزء من ماكينة الفساد الحزبية؟ طبعا، ولكني لاأعني الجميع. هم في النهاية فئة محدودة وفاسدة غير أن الخطر يكمن في تأثيرهم، فهم يديرون مؤسسات يعمل فيها آلاف الصحفيون العراقيون المغلوبون على أمرهم ويتقاضون رواتب زهيدة، وينفذون سياسات لاتروق لهم ولايؤمنون بها لكن هم في حاجة الى المال وإشباع بطون أسر خاوية. -في الفترة الأخيرة وجدنا زملاء يتركون مهنة الصحافة ويتجهون الى العمل الخاص كسواق تاكسي، ومنهم من يبيع الثياب وآخرون يعملون في المطاعم والأسواق؟ طبيعي لأن بعض وسائل الإعلام العراقية شبه مفلسة، وكثير منها سرح العاملين فيها وتركهم بلا حول ولاقوة، ومن الصحفيين من لم يعد يؤمن بالصحافة كوسيلة للتغيير بعد أن أصبحت جزءا من ماكينة الفساد، وآلة دعاية حزبية رخيصة. -هذا يعني أنكم لم تؤدوا دوركم في دعم الديمقراطية؟ ربما يكون العكس هو الصحيح، فنحن قمنا بكل مايترتب علينا كصحفيين أحرارا قلة بعد أن قتل المئات منا كما ويوثق ذلك سجل حافل لدى نقابة الصحفيين العراقيين والمرصد بعدد من قتلوا خلال السنوات الثلاثة عشرة التي مرت من عمر التغيير، وقد تجاوز العدد 430 صحفيا وصحفية، وكان لتنظيمي داعش والقاعدة دور في ترهيب الصحفيين، ومنعهم من العمل وحجز عديد منهم، ولانعلم بالضبط كم من الصحفيين قتلوا في الموصل، ومن منهم مايزال على قيد الحياة، لكن لدينا إحصائية عن 14 صحفيا قتلوا خلال عام 2016 لوحده. -كثر الحديث عن الدخلاء في الوسط الصحفي هل ترى إنهم يشكلون خطرا على مستقبل الصحافة؟ أنا أؤمن بأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة كما يتحدث علماء الإقتصاد، لكن هذا وحده لايكفي فمعظم المؤسسات العراقية شهدت سيطرة أشخاص لايمتلكون الكفاءة، ولا الخبرة، ولا المعرفة، وفي الصحافة يدخل الآلاف، وهم لايمتلكون أدوات العمل المهني غير أن البعض منهم ومع بعض التدريب يتمكن من العمل لكن في الواقع فإن نوعية الصحفيين في العراق رديئة فهم غير مثقفين مع إننا نمتلك عددا لابأس به من المحترفين والمهنيين. -أقر مجلس النواب تعديلا على قانون نقابة الصحفيين العراقيين هل سيكون لذلك تأثير على وضع الصحفيين في المرحلة المقبلة؟ التعديل الأخير يعني أن النقابة مؤسسة مهمة جدا، ولهذا إستدعت إهتمام مجلس النواب والحكومة ومؤسساتها، وهي بحاجة الى دعم مستمر لتمكينها من القيام بمهماتها القادمة. بغداد. نورا المرشدي
أقرأ ايضاً
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- لماذا يثق العراقيون والعالم بالسيد السيستاني ...السيد الاشكوري يجيب (فيديو)