حجم النص
ثامر الحجامي نحن قوم؛ ليس مثلنا قوم, فحين نعشق لا نهدي, إلا الورد الأحمر, وأرضنا ليست مثل كل ارض, فحين تعطش, لا ترتوي إلا من دمنا الأحمر, وتاريخنا الذي يشهد العالم, انه يختلف عن تاريخ كل الأمم, لم يكتب إلا بالحبر الأحمر. ظلمونا بطغيانهم وجورهم, فمنعونا من رغيف الخبز, ومن تنسم هواء الحرية, وكل قصدهم إذلالنا وخنوعنا, فقلنا لهم أنا لكم ذلك, وتسابقنا للموت زرافات, حتى امتلأت السجون بشبابنا, واحتضنتنا الأرض, في مقابر جماعية, وتسابق شيبتنا وشبابنا للشهادة, فمثلنا لن يسكت على ضيم أو جور, ولن يجعل المتكبرين يجثمون على صدره, فانبثق سيل الدم يجرف الظالمين, وأضاءت دماء الشهداء, مشاعل الحرية لتنير طريق الأحرار, وتمحو ظلام السنين. جاروا علينا, حسدا وبغضا وحقدا أسود, فبادرونا بفتنة هوجاء, أرادوا فيها استئصالنا وإلغاء وجودنا, وكأننا لسنا بشر نعيش معهم, نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم, نلبس ما يلبسون ونأكل ما يأكلون, فأنكروا ذلك كله, وهانت عليهم عشرتنا, وصاروا يرقصون على أجسادنا, ويتشفون بجراحنا, وجعلوا شوارعنا انهارا من الدماء, وأطفالنا يتامى ونسائنا ثكلى, والصراخ يملأ الشوارع, ورائحة الشواء غطت على رائحة الورد والحناء, فقلنا لهم إخوة أعزاء, ومن أجلكم تهون الدماء. تجمعوا علينا كالذئاب المفترسة, ينهشون في أجسادنا, ويشربون من دمائنا, واستباحوا أرضنا, قتلوا خيرة شبابنا, وجعلوا مياه دجلة تصطبغ باللون الأحمر, وهم يتراقصون ويطبلون, وشوارع بغداد صارت بساط أحمر, وهم يضحكون ويستهزئون, وكل ظنهم إننا منهم خائفون, وأنهم علينا منتصرون, وكأنهم لا يعلمون إننا أبناء مدرسة, هيهات منا الذلة. فانتفض أسود الهيجاء, حاملين لواء النصر, محررين الأرض ومدافعين عن العرض, يتسابقون للشهادة التي أصبحت لهم عادة, يصنعون مجد أمة حاولوا طمس تاريخها, فأعادوا كتابته بدماء طاهرة زكية, لازالت رائحتها تعطر سواتر العز والكرامة.
أقرأ ايضاً
- رسائل الحبر الاعظم البابا فرانسيس وآية الله السيد السيستاني للشعب العراقي
- ضوء المرجعية الأحمر
- الموصل نصر باللون الأحمر