- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ابو بكر البغدادي ينهي تنظيم داعش ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي الخطاب الذي وجهه زعيم تنظيم داعش الارهابي ابو بكر البغدادي، يوم الثلاثاء ٢٨ شباط، والتي دعى فيها اتباعه الى الهروب من المناطق التي يسيطرون عليها، أذ أقر بهزيمة التنظيم في معارك تحرير الجانب الأيمن، حيث دعا الارهابي البغدادي أنصاره الى ضرورة " التخفي والفرار " الى المناطق الجبلية، هذا الخطاب الذي اسماه "خطبة الوداع "، وتم توزيعها على المقربين منه، والخطباء، وذلك من اجل شرح ما يمر به التنظيم من انتكاسة، والهزائم التي مني بها في الجانب الأيمن من الموصل، إذ تضمنت هذه الخطبة أيضاً تعليمات لعناصر التنظيم، على لَبْس الأحزمة الناسفة وتفجير أنفسهم عند محاصرتهم من قبل القوات العراقية المتقدمة، الامر الذي جعل " مجلس شورى المجاهدين "، يلوذ بالفرار من مدن نينوى وتلعفر، باتجاه الاراضي السورية، الى جانب التحرك السريع للقادة البارزين والمقربين من البغدادي على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، الى جانب إغلاق " ديوان الجند والمهاجرين "، وتخيير الإرهابيين القادمين من الخارج بين الهروب والرجوع الى بلدانهم،. بين تفجير أنفسهم والحصول على " 72 حورية "، كما ان أوامر البغدادي الصريحة صدرت بسحب لقب " الامير " من قيادات التنظيم في الساحل الأيسر من الموصل، وذلك بعد انهيار وهزيمة التنظيم امام تقدم وهزيمة القوات الأمنية والحشد الشعبي. خطاب البغدادي عكس وضعاً منهاراً لتنظيمه، الى جانب الانقطاع التام للتواصل بين قياداته، الامر الذي يجعل السيطرة على مجريات المعركة على الارض قد فشلت تماماً،وبات التنظيم يلفظ انفاسه الاخيرة، حيث مني بخسائر فادحة في الآونة الاخيرة، إذ خسر مدناً كاملة امام التقدم السريع للقوات الأمنية، ومشاركة الحشد الشعبي، والتي استطاعت من قطع الطريق امام فراره الى سوريا، وجعل من مدينة الموصل قفص لجرذانه، إذ تعد معركة تحرير الموصل لم تكن كسابقاتها من المدن، اذ ان الجيش والقوات الأمنية استخدمت سياسة الخنق في قتال عصابات داعش، عبر غلق الجهات الأربعة أمامها، وغلق الممرات العابرة الى سوريا، وقطع الطرق، وحصر جرذان داعش في داخل المدن، لكي تكون نهايتهم هناك، كما ان الحشد الشعبي تمكن من السيطرة على ممرات الهروب في غرب الموصل، وقطع طريق الموصل - الرقة، ومنع هروب عصابات داعش الى سوريا، وهذا بحد ذاته توجه جديد لدى القطعات العسكرية، وتغيير خطتها من طرد عصابات داعش الى إنهاء وجودهم وقتلهم في العراق. اعتقد وكما يرى الكثير من المحلليين ان تنظيم داعش غير من خطة المعركة في الموصل، حيث اعتمد في القتال على ابناء المدينة، وانسحاب الإرهابيين العرب والأجانب، الى جانب محاولة عرقلة تقدم او تأخير القوات الأمنية في الجانب الأيمن من الموصل، وبوتيرة سريعة، وهذا ما يجعل المعركة تسير بهدوء، حيث يحاول الإرهابيين من مدينة الموصل، التخلي عن مواقعهم القتالية او التخفي بين المواطنين، وهنا يطرح المحلليين التساؤل عن الكيفية التي صمد بها التنظيم طوال الثلاث سنوات في العراق، وما هو الواقع بعد داعش، حيث تشير كل التوقعات ان التنظيم على وشك الفناء والنهاية، الى جانب عدم الإفراط في هذا التفاؤل، فالقضاء على تنظيم داعش سيجعله يظهر في أماكن اخرى، وبصورة مختلفة وبشكل آخر، وان من يدعم هذه الفرضية هي الخلافات المذهبية والقومية في البلاد، حيث ان الضرر الذي احدثه تنظيم داعش في المجتمع اصبح عميقاً ويصعب ازالة آثاره الى جانب الاجندات الخارجية التي تغذي هذا الشرخ بين ابناء المجتمع الواحد.