- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام الحسين والتخطيط للثورة
حجم النص
ندى صبيح كلما حاولت أن اعبر عن الحسين (ع) بالكلمات، وجدت أن الكلمة عاجزة عن التعبير انه الحق والفضيله بل واكثر من ذلك فاتمنى من الله ان يمكنني من قول الكلمه المناسبه فيه وانا متاكدة ساعجز من ايجادها حاولت ان ابين جزء قليل من منطق الامام الحسين باخذ النساء والعيال معه في سفره الطويل وبعد البحث والتقصي في كتب الموالين لاهل البيت ومنهم المرحوم كاشف الغطاء ومرتضى مطهري، استوقفتني طريقة الامام في التخطيط للثورة الحسينيه الطاهرة ولنا ان نتصور الإمام كقائد ثورة يريد ان يقوم بحركة واسعة تهز المجتمع كله وتهز الصرح الأموي. اذن كان هناك تخطيطاً مستقبلياً للثورة، إذ لا يمكن للإمام عليه السلام ان يكون قد خطط لأوان الثورة والتي قد تقدر بساعات محدودة في عمر الزمن ويترك ما بعدها، فالمهم نتائج الثورة وما سينتج عنها من أحداث ووقائع، فهو عليه السلام حتماً كان قد خطط لما بعد الثورة وكيفية التعريف بها وكيفية تحقيق أهدافها، فإذا كانت نهاية هذه الجولة هو الانكسار العسكري فلابد ان يسعى لأن يحقق لها نجاحاً اجتماعياً، وثقافياً، وحضارياً، على المدى الطويل من الزمان والمكان. ومن هنا كان الخيار بأن يأخذ العيال والنساء معه وهو الخيار الأكثر تناسباً مع الثورة، والأكثر انسجاماً مع ما كان يخطط له الإمام عليه السلام، وهذا ما حصل فهو اذا حضر عياله ونساءه، لأدوار اُعدوا لها مسبقاً ولمهام مرت صورتها في عقلهم الواعي والباطن قبل أوان الثورة. لقد حمل الإمام معه جملة من المبلغات، اللائي كانت الواقعة بحاجة إلى خطابهن تماماً كما كانت الثورة بحاجة إلى دمه وتضحيته. فالإمام لم يأخذ معه نساء عاديات، إنما أخذ معه نساء واعيات مؤمنات بثورته، وهن أيضا مبلغات يمتلكن أدوات التبليغ السليم، ليشرحن للناس القضية والثورة، وأهدافها وأسبابها ويكشفن النقاب عن الوجه الأموي، وليكنَّ سبباً لهزّ الوضع العام وتحريكه وضخ القيم الجديدة وتخليد النهضة الحسينية في الوجدان الشعبي كل هذه القرون. وهنا لابد من إشارة، وهي ان الإمام كان قد اطمأنّ إلى الوعد الإلهي بصيانة هؤلاء المخدرات وبأنهنّ سيكنّ بعيدات عن الأذى، ونجد ذلك واضحا من خلال وصيته للنساء لما ودعهن وقال: استعدوا للبلاء واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم. والنساء يعرفن ما ينتظرهن من ظروف قاسية، ومهام ثقيلة وبهذا تكاملت الإرادة من جانبين؛ فمن جانب أراد الإمام للثورة ان تستمر في اشتعالها وازدياد شرارتها ووضوح معانيها ولا أحد يسهم في توضيح مفردات الثورة غير هؤلاء النساء، كما سيأتي ضمن الدور الإعلامي. ومن جانب آخر، علمت النساء وبخاصة السيدة زينب عليها السلام ان الإمام انطلق إلى نهضة إصلاحية كبرى في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم وفي هذه النهضة الإسلامية الإصلاحية لابد ان يكون للمرأة محط قدم في التأثير والبلاغ.