حجم النص
رسل جمال يقول عز وجل في محكم كتابه " وعلامات وبالنجم يهتدون" اي اننا لكي نستدل الطريق، لابد من وجود علامات واضحة، واﻷ فلن نهتدي للحق ابدآ، وفي الحياة كذلك وضع لنا الله علامات مضيئة، حتى لا نتوه في بحر الفتنة، الا اننا نحن من تغافلنا عنها، ولكنها تبقى علامات فارقة، واشارات دالة رغم مايحيط بها من تجاهل، وظلم. انها "ام ابيها" فاطمة الزهراء عليها السلام، بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، الذي ارتبط اسمها مع الحزن والالم والظلم، لمقامها الانساني، وارثها الحضاري، مالذي نعرفه عنها؟ سوى انها بنت الرسول الاكرم، اين ذكرها من كتب التأريخ والسيرة؟ أيعقل ان البتول لم تسمع من ابيها سوى حديث واحد وينقل عنها، وهو حديث الكساء! لم كل هذا الغموض حول الحوراء؟ اين قبرها؟ لماذا اخفي؟ كلها اسئلة تتكرر في مثل هكذا ذكرى أليمة على قلوب المؤمنين، واحتجاج واضح من الزهراء على من ظلمها. انها بحق مدرسة معطلة، مخفية أثارها الا ان نورها، لا ينطفئ ابدا فرغم صغر سنها الشريف، الا انها كانت "ام ابيها" فهي الكوثر في زمان كانت البنت توأد به، ويسود وجه ابيها اذا بشر بها، فرفعها النبي عليه الف الصلاه والسلام واله الى اعلى مقامات العزة والاحترام، فعلى الرغم من وجود نساء أخريات في بيت النبوة، من زوجات او ربيبات، الا انها نالت عليها السلام مرتبة سامية وعالية، عند الله سبحانه وتعالى، وعند ابيها وفي المجتمع الاسلامي أجمع. هي الام والابنة والزوجة، منظومة اسرية متكاملة عليها السلام، ومدرسة علم اذ كانت تعقد جلسات تعليم القران واحكام الدين، فلها دور كبير في بناء وتدعيم قواعد الدين اﻷسلامي وتثبيت اركانه، فاين نحن اليوم من تلك المدرسة الربانية؟ ذات العلوم المتفجرة، لماذا مناهج دراسة اولادنا، زاخرة بنظريات بالية اكل الدهر عليها وشرب، ولا نبحث بتلك العلوم الزهرائية؟ انها مظلومية أخرى، تضاف الى سلسلة مظلومياتها اﻷليمه عليها السلام، وذلك بتغافل وتجاهل مناقبها وأثارها، ولا يمكن ان تستمر المظلومية الى ما لا نهاية! فاذا اردنا ان نهتدى ونحن في ظلمات البر والبحر، مالنا سوى النجوم لتنقذنا مما يحيط بنا من امواج الفتنة، وتهدينا الى الطريق القويم في الدنيا واﻷخرة، فعلينا بالزهراء المضيئة عليها السلام.