صدر عن الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة كتاب (الاتّساق في الصحيفة السجادية / دراسةٌ في ضوء لسانيات النص) للباحث حيدر فاضل العزاوي.، يقع الكتاب في 262 صفحة من القطع الوزيري، وأحتوى على ثلاثة فصول. وفي تقديمه للكتاب قال أستاذ اللسانيات البروفيسور مشتاق عباس معن: انَّ دراسة الباحث (حيدر فاضل عباس) الموسومة بـ (الاتساق في الصحيفة السجادية / دراسة في ضوء لسانيات النصّ)، هي دراسة موضوعية حاول صاحبها أن يتحاشى فيها هاتين الآفتين وينظر إلى المتن التراثيّ من زاوية نظر حداثية كاشفاً عبر هذا الإجراء المتوازن عن خصوصية النصّ السجادي ومعالم إبداع سبكه من خلال عرضه على عنصر مهم منهج (لسانيات النص) السبعة ألا هو ((الاتساق)). وأضاف: لذا أجد هذه الدراسة من الدراسات التطبيقية المهمّة في بابها لأنّها عالجت النصّ المدروس بـأدوات التحليل اللساني معالجة علمية عملية تحددت بآفاق منهجها المعتمد – أعني لسانيات النص – وغادرت منطقة التقليد الاعمى لتلج في ميدان الاجتهاد ما أمكنها ذلك فخرجت بجملة رؤى استحقّت أن تنال درجة (الامتياز). وأشار معن إلى "أن مبادرة الجهات المعنية في العتبة الحسينية المقدّسة بنشر هذه الدراسة هي خطوة باتجاه رعاية الباحثين الشباب ودعم نتاجاتهم الحيَّة ذات الفائدة الملموسة وهي مبادرة مشكورة ويستحق أصحابها المدح والثناء". من جانبه أوضح مؤلف الكتاب الباحث حيدر فاضل العزاوي " أن المتتبع للدرس اللساني على مرّ الزمان يلحظ مجموعة من التحولات والتطورات التي تصيب المنظومة اللغوية ولا سيما في العصر الحديث تتجلى في عملية التعاطي مع اللغة بمناهج لسانية حديثة". مضيفا "أنه في العقود المنصرمة انبثقت اللسانيات النصية بوصفها منهجا لسانيا حديثا وفي اطار هذا المنهج تكونت رؤية شاملة في كيفية تأليف النصوص والتعامل مع النص على أنه وحدة لغوية واحدة". مؤكدا:أنَّ اللسانيات النصية لم تعد اليوم بحاجة إلى من يدافع عن وجودها فقد تخطى هذا المنهج تلك المرحلة منذ بضع عقود خلت وصار الآن يتلقى من العناية والدراسة في أنحاء العالم كلّه ما تتلقّاه سائر فروع اللسانيات الأخر. وأوضح العزاوي أنَّ "الاتساق هو ذلك التماسك الشديد بين الأجزاء المشكلة لنص / خطاب ما ويهتم فيه بالوسائل اللغوية الشكلية التي تصل بين العناصر المكونة لجزء خطاب أو الخطاب برمته فهو يدرس إحكام علاقات الاجزاء أي يقف على مجموعة الامكانيات المتاحة في اللغة لجعل أجزاء النص متماسكة بعضها ببعض ". مشيرا إلى أنَّ التطبيق جاء لجزئية من هذه النظرية أو هذا المنهج اللساني الحديث متمثلة بمعيار (الاتساق) على نص له شأنية كبيرة وقيمة معرفية أصيلة هو (الصحيفة السجادية) للإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلى الله عليهم وسلم). يذكر أنَّ مؤلف الكتاب حيدر فاضل عباس العزاوي من مواليد كربلاء 1981 حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة كربلاء كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية سنة 2005م، ودرجة الماجستير من الجامعة نفسها والكلية نفسها عام 2014م , وحاليا طالب في مرحلة الدكتوراه.