- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رُؤْيَةٌ عَنْ دَوْرِ الْإِعْلَامِ فِي الْحَرْبِ عَلَى الْإِرْهَابِ
حجم النص
نــــــــــزار حيدر *نصّ مُشاركتي في التّقرير الصّحفي الذي أَعدَّهُ الزَّميل جعفر التَّلعفري لصالح موقع [مركز النّور] الاليكتروني في السّويد ويُنشر في مواقع اليكترونيّة أُخرى. في الحربِ على الارْهابِ يجب ان يسبق دويّ الكلمة دويّ الرَّصاصة، وان يقف الاعلام جاهزاً قبل وأَمام ساحة المعركةِ، وان تسبق أَخبار الحرب كلّ الاخبار الأُخرى، ولكنَّنا وللأَسف الشَّديد لم نلحظ هذا الشَّيء أَبداً في إِعلامنا الرَّسمي والوطني بشكلٍ عام على الرّغم من انَّ حربنا المقدّسة التي نخوضها ضدَّ الارهاب هي حرب وجود بكلِّ معنى الكلمة، وليست حرب حدود!. انَّ بامكان الاعلام ان يُساهم بشكلٍ فعّال في تحقيق النّصر العسكري حتى قبل انجازهِ على الأَرض، اذا عرف كيف يُنزل الهزيمة النّفسيّة والروحيّة في صفوف الارهابيّين لدرجةٍ انّهُ يهزمهُم معنويّاً قبل ان يهزمهُم المقاتلون عسكريّاً، وكلُّ هذا بحاجةٍ الى ان يكون الاعلام مهني وحقيقي بدرجةٍ كبيرة، يفهم دورهُ وكيف ينجزهُ في مثلِ هذه الحروب!. في الحرب، فان الاعلام هو الذي يُحدِّد مساراتها، أَمّا السّلاح فيلتزم عادةً بخارطة الطّريق الذي يرسمهُ الاعلام للحرب!. مازال إِعلامنا (الرّسمي) وكذلك (الوطني) مشغولٌ بتناقل أَخبار [القائد الضّرورة] أَكثر من انشغالهِ بنقل أَخبار المقاتلين الشُّجعان من أَبناء قوّاتنا المسلّحة الباسلة الذين يرسمون اليوم بتضحياتهِم تاريخاً مجيداً جديداً لبلدِنا ولشعبِنا المضحّي والصّابر. ولكلِّ قناةٍ إِعلاميَّةٍ قائدها الضّرورة والحمدُ لله!. مازال هذا الاعلام مشغولٌ برصدِ حركة [القائد الضّرورة] ومُتغافلاً عن رصدِ تضحيات العراقييّن وما تقدِّمهُ أُسر الشُّهداء والجرحى من أَجل كرامة وشرف وعزّ العراق وشعبهِ الأَبيّ!. فَلَو كان إِعلامنا يعي عمق المنجَز الذي يحقّقهُ المقاتلون والشُّهداء والجرحى وأُسر الضّحايا في حمايةِ العراق لما قدّم أَيَّ خبرٍ آخر على أَخبارهم! ولا اهتمّ برصد ايِّ شَيْءٍ آخر قبل رصد أَخبارهم. والّا؛ ماذا يعني إِنشغال إِعلامنا بأنباء (التّسوية) العار ويتغافل عن أنباء ساحات العزِّ والكرامة والشَّرف؟! ماذا تساوي (التّسوية) العار أَمام قطرةٍ من دماء شهيد يتسامى في ساحات المعركة؟!. لقد سمعتُ بأذنيَّ هتَين أَكثر من مرجعيَّةٍ دينيّةٍ في النَّجف الأَشرف تقول؛ إِنّنا نخجل أَمام تضحيات المُقاتلين الأَبطال، ونخجل أَمام تضحيات أُسر الشُّهداء والجرحى. امّا إِعلامُنا فلا يخجل أَمامهم؟!. كم فيلماً وثائقّياً أَنجز هذا الاعلام لحدّ الان عن مسرح العمليّات العسكريّة البطوليّة؟! لماذا يُنجز الآخرون مثل هذه الأَفلام ولم يُنجز إِعلامنا ايَّ شَيْءٍ من هذا القبيل؟!. كم فيلماً وثائقياً وكم فيلماً حقيقيّاً أَنجز هذا الاعلام عن تضحيات أَبناء القوّات المسلّحة الباسلة؟! عن الشُّهداء والجرحى وأُسر الضّحايا؟! عن بطولات وصَولات قوّاتنا المسلّحة؟!. خلال زيارتي الأخيرة للعراق، زرتُ مُعتمد المرجع الاعلى في العتبة الحسينيّة المقدّسة، وقد قصَّ عليَّ من قُصص بطولات المجاهدين والمُقاتلين ومواقفِ أُسَرِهم ما تصلح كلَّ واحدةٍ منها أَن تكونَ قصَّةً لفيلمٍ! فأَين إِعلامنا منها؟! لماذا هذا الاهمال؟! ولصالحِ مَن؟!. انَّ الاعلام لا يقلّ أَهمّيةً في الحربِ على الارْهابِ عن ايِّ جُهدٍ آخر، ان لم أَقُل انّهُ يفوق الأدوار أَهمّيةً، فالإعلام قادرٌ على حسمِ المعركةِ حتّى قبل إِنطلاقتها، وقادرٌ على حسمِ النّتائج قبل نهاياتها!. للأَسفِ الشَّديد فانَّ إِعلام الارهابيّين لعِب دوراً في إِطالة أَمد هذهِ الحرب بدلاً من ان يلعب إِعلامنا دوراً في تقليصِ أَمدها! فإعلامهُم تمكّن من تجنيدِ العناصر المُغرَّر بها الى صفوفهِم أَمّا إِعلامنا فلم يتمكّن من إقناع المُغرّر بهم لتركِ صفوفهِم! لماذا؟! لانَّ إِعلامهم ركَّز على الدّور أَمّا إِعلامُنا فمازال مشغولاً بالقيلِ والقالِ تاركاً المعركة الحقيقيّة بعيداً عن إِهتماماتهِ!. E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
أقرأ ايضاً
- رَأيٌ فِي الحُكُومَةِ الجَدِيدةِ!..الحَشدُ الشَّعبي عِنوانٌ دُستُورِيٌّ!
- مجموعةُ حكاياتٌ مِنْ وادي الرافدين.. فِي أمسيةٍ بملتقى رضا علوان الثقافي
- فِي ذِكْرى شَهَادَةِ رَاهِبُ أَهْلِ الْبَيْتِ الأَمام موسى الكاظِم (ع)؛ المَظْلُومِيَّةُ بِالْمَفْهُومِ القُرْآنِيِّ[٢]