- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا يريد الحكيم من التحالف الوطني ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي يقال في الأمثال ان " اليد الواحدة لا تصفق"، وهي تعبير مجازي مقبول عن واقع حقيقي، فالواقع السياسي العراقي يمكن تشبيهه بمركب كبير، فيه تعدد دفة القيادة بتعدد قادته، فكلاً يرفع شعار القيادة، وكلاً يريد السير بالمركب حيثما يريد، وبحسب رغباته وميوله وأجنداته، حتى أمسينا لا نعرف أو نعي من يقود الدولة، اهم الشيعة متمثلين بالتحالف الوطني، أم تحكمه التوافقات التي جعلت من البلاد كالجسد المريض ينتظر موته، أم ان الامر مخطط له، ويراد ان يكون هكذا، بلا اَي رؤية أو خطط استراتيجية واضحة في الحكم وإدارة الدولة، والضغوط التي مورست ضده لإدخاله في آتون الحرب الأهلية، وما تلاه من فتح أبواب البلاد مشرعة امام عصابات داعش، والتي كان مهيأ لها بصورة دقيقة ومنظمة ووفق خطط مدروسة، وإسقاط محافظاته الأربعة، وهو تمهيد لشيء كبير جداً سيتحقق لاحقاً، لان طريقة داعش في القتال توحي انها "جس نبض" لا اكثر، وان القادم لا يسر. هنا نعود الى التحالف الوطني الذي عاش مريضاً بمرض زعاماته، وقياداته التي عكست بؤساً واقعاً مزرياً لهم، فلا اتفاق ولا توافق، ولا هدنة ان مهادنة، إنما سياسة إسقاط وتسقيط وحرب شعواء لا تبقي ولا تذر، فالدعوة من جانب تقاتل بكل اسلحتها من اجل سلطتها النافذة، والتي لا نعلم ما هي ارضية هذا النفوذ، هل هو تاريخ تضحوي، أم انه إيثار من اجل شعب جائع عاش نكبات الدهر، ونظام البعث ؟! الى جانب الأحزاب والتيارات الشيعية الاخرى، والتي انشغلت بالتصارع على السلطة، دون الوقوف على مصالح شعباً لا يملك الإرادة في صنع مستقبله، مقيد بزعامات وأصنام صنعها ويسير خلفها. الحكيم الشاب عندما تسلم رئاسة التحالف الوطني، كان يعي تماماً حجم هذه المسؤولية، والتي لم تكن لتأتي لولا الضغط الذي مورس على دولة القانون من اجل القبول بتعزيز دور التحالف الوطني، وتفعيل دوره السياسي، ولكن الإرادة الإقليمية، الى جانب السياسات الاقصائية التي مورست ضد الشركاء، والتي كانت سبباً الى ضرورة إيجاد ثورة داخلية، وإسقاط الأصنام، والانطلاق نحو تقديم نموذج مقبول في إدارة التحالف الحاكم، الامر الذي أحرج اصنام التحالف، حتى وصل الحال الى الانزعاج من كثرة الاجتماعات والتي وضعت المريض على جادة الشفاء. الحكيم ربما لا ينجح في لملمة شتات التحالف الوطني، في بوتقة المؤسسات الدستورية، لان الأمزجة والنفوس لا يروق لها ان تكون خادمة للشعب ، بل سعت الى ترسيخ مفهوم السلط والتسلط، والتحكم بمصير الشعب ومصالحه. يبقى تقييم مهمة الحكيم، ونجاح مهمته منوط بمدى الاستجابة لصوت الضمير، والنظر الى مصالح العراق وشعبه، والتعاون بين قوى التحالف التخالفي، لهذا فان تسنم الحَكِيْم لرئاسة التحالف الوطني، ليس بالمهمة السهلة، خصوصاً وان منافسيه السياسيين من الشيعة، لا يخفون نواياهم في فشل مهمته بتوحيد الصف الشيعي، قبيل الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة، وان عدم حضور البعض منهم جلسات التحالف رسالة غير مطمئنة، بان مهمة الحكيم لن تكون سهلة،وان