حجم النص
مرتضى ال مكي قد تتعالج كل أزمات الحروب العالمية، كالسياسية او الأمنية وغيرها، لكن ماذا لو كانت الحرب فكرية مجتمعية، والارتباط بين المصطلحين في حالة طردية، فمتى ما قلت الحروب الفكرية وانيرت عقول الناس، كانت الحرب المجتمعية اقل ضراوة ومضاضة، والعكس بالعكس، برأيي ان ما يمر به الوطن من حرب نيابة عن العالم، اقل شدة مما يعانيه من حرب المجتمع التي توسطت ربوعنا. يا سادتي مجتمعنا يعاني من حالات الطلاق، التي بدأت ترتفع بشكل مخيف، وهذا يؤدي الى تفكك مجتمعي، في زمن نحن بأمس الحاجة فيه الى مد يد التواصل، وتثخين الاواصر المجتمعية، حيث ان السبب الرئيس لكثرة حالات الطلاق، يكمن في قلة الوعي الثقافي للأزواج وربما لأهليهم. خلال عملي ككاتب للعرائض امام محكمة الأحوال الشخصية في الشطرة؛ ما شاهدته ان أكثر حالات الطلاق تتم عن طريق المخالعة، حيث يأتي الطرفان وهما متفقان على الطلاق، فتتنازل الزوجة عن حقوقها او بعضها، ويسمى طلاقهما (الطلاق الخلعي)، وهذا مؤشر خطير كفيل بكسر أواصر التقارب في المجتمع. يروي لي أحدهم انه زوج ابنته وهي في سن الثانية عشر سنة! دون عقد قانوني كون عمرها لا يؤهلها للزواج ضمن القانون المعمول به، يقول: استمرت حالة ابنته الزوجية ستة أشهر تطغي عليها حالات الاختلاف والمشاكل، حصلت منها على حالة حمل قبل ان يأتي بها زوجها هاجرها، استمرت حالة الهجر لسنوات كان فيها الطفل يتيم ووالده في الحياة، اجبته بعصبية فقدت خلالها اجرة عمل الدعوى! "انت تتحمل الجزء الأكبر من يتم ذلك الطفل يا شيخ"، والحقيقة كذلك زواج الفتيات بسن صغير؛ تكون أكثر من غيرها عرضة للطلاق، كونها لم تنضج بعد ولم تتأقلم مع حياة الزواج. المرجعية بدورها ومن خلال منبر الجمعة، حذرت من مخاطر ازدياد حالات الطلاق، التي لو استمرت لأنتجت حرباً مجتمعيةً فيها ايتام ورامل مطلقة، حيث ان نسب حالات الطلاق للعام الماضي بلغت (52465) حالة طلاق! فيما نسب الشهر المنصرم تجاوزت (5100) حالة طلاق، وهذه الاعداد كبيرة جدا إذا ما قورنت مع ما نحتاجه من أواصر التلاحم المجتمعي. خلاصة القول: الطلاق نذير شؤم يدق ناقوسه على اعتاب الوطن، وإذا ما وقفنا بوجه هذا المد، من خلال ندوات تثقيفية او حوارات او تسوية مجتمعية، بلا شك سيكون "أحسن الحلال عن المجتمع الطلاق". سلام.
أقرأ ايضاً
- إلى اطفال تغنوا بأمجاد صدام .. رغم ان حبله تدلى لرقاب آبائهم !
- بطاقة تهنئة للايتام والارامل من الدوحة